"مهن رمضانية" عم شعبان يغزل حلوى الصائمين على طريقة الأجداد
يبدأ موسمه من نهايات شهر شعبان الفضيل، يقوم في صبر ببناء فرن بسيط على شكل دائري، من الطوب اللبن ومن فوقه صينية نحاسية مسطحة، بحيث تشتعل النار من أسفلها، وباستخدام إناء مثقب القاع، يبدأ بهدوء يغزل خيوط الحلوى للصائمين، متوحدًا مع مهنته، وكأنه لا يدري ما يدور من حوله، يصنع الحلوى الأشهر في رمضان، "الكنافة".
التقطت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية عدد من الصور لعم شعبان، وهو كنفاني بمنطقة عين شمس، لا يعمل وحده بل هو وأسرته، يغزل بيديه وعلة الطريقة القديمة الحلوى المفضلة للصائمين.
قال شعبان "أحب الطريقة القديمة، فكنافة الماكينات لا تحمل نفس مذاق الكنافة التي يتم صنعتها على الصينية والفرن البلدي".
وتابع: "مقادير الكنافة واحدة، وثابتة، من دقيق وسمن وسكر بنسب معينة، ولكن المختلف هنا في سمك خيط الكنافة، حيث أن الكنافة البلدي يكون خيطها أكثر كثافة، وهو ما يعطيها مذاقًا متميزًا، ويفضله الكثير من الصائمين".
وأضاف "تعمل زوجتي معي، فهي سند لي في هذه الحياة، قد ورثت مهنتي عن أبي وهو ورثها عن أبيه، ونعمل في هذه المنطقة منذ زمن، ولي عدد كبير من الزبائن، الذين يفضلون الكنافة البلدي".
وأكد "لم يقل الإقبال بسبب كورنا، بل هي نفس النسبة مثل كل عام، فالكنافة البلدي تتميز بالجودة من ناحية، وكذلك بالسعر المنخفض قليلًا عن كنافة الماكينة، ويقبل عليها كل المستويات، والسمعة هنا لها دور كبير، حيث يعرفني الزبائن منذ زمن، ويثقون في المنتج".
فيما قالت الزوجة "هكذا اعتدنا كل رمضان، وهدفنا إسعاد الصائمين قبل التربح" واضافت بلهجتها البسيطة "عشان كدة ربنا بيباركلنا في وبيكون رزق الشهر الكريم برزق العام، وحتى أولادنا يحبون مشاركتنا هذه العادة وربنا بيبارك".
الكنافة أصلها مصري
وتاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي حيث عرفها المصريون قبل بلاد الشام، فعند دخول المعز لدين الله القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، خرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار وقدموا له الهدايا وكان من بين خيوط الكنافة والتي اعتبروها مظهرًا من مظاهر التكريم، وارتبطت من يومها الكنافة بشهر رمضان المعظم يقدمها الصائمين كهدايا ثم تحولت إلى صناعة انتقلت من مصر إلى باقي البلاد العربية التي تفننت في صناعتها وتجويدها كل مجتمع حسب ما يحب.