"ياميش وفوانيس" مهن رمضانية لا تعرف الانقراض
يحل علينا هذا العام عيد العمال موافقًا لشهر رمضان الكريم، حيث كان للشهر الفضيل مهن ترتبط به، وتعتبر تجارة الياميش وبيع الفوانيس أبرز مهنتين ترتبطان بالشهر الفضيل، حيث عرفتهما مصر منذ ما يقرب من ألف عام.
أما الفانوس فقد عرفت القاهرة في العصر الفاطمي، وعن ظهوره وانتشاره توجد ثلاث روايات متقاربة من بعضها البعض، الأولى حدثت في زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي حيث كان مُحرَّمًا على نساء القاهرة الخروج ليلًا، وكان يُسمح لهن بالخروج إذا جاء شهر رمضان شريطة أن يتقدمهن صبى صغير يحمل في يده فانوسًا مضاءً، والثانية أن الفانوس خصص للإعلان عن دخول وقت السحور، حيث كان يتم تعليقه مضاءً في مآذن المساجد للإعلام بدخول وقت السحور، أما الثالثة حينما وصل الخليفة المُعزّ لدين الله الفاطمي إلى مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته وخرج أهلها لاستقباله عند صحراء الجيزة فاستقبلوه بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب، وأيًا من هذه الحكايات كانت الصحيحة إلا أن النتيجة واحدة وهو أن الفانوس وصناعته ارتبطا بشهر رمضان الكريم.
والفانوس مقر صناعته في القاهرة حاليًا بدرب البرابرة، والدرب الأحمر، وإلى جانب باب زويلة، حيث تنتشر الورش الخاصة بهذه الحرفة التراثية، حيث يستخدم الصانع الزجاج والصاج، ليكون شكل الفانوس الشهير، والذي تحرص الأسرة المصرية على شراؤه لأطفالها كل عام.
ورصدت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية حركة البيع لفانوس رمضان في سابع أيام الشهر الفضيل، وكذلك حركة بيع الياميش، والذي يعتبر هو الآخر أحد التجارات الرائجة في هذا الشهر حيث ترتبط تلك الثمار الطبيعية بالفطر.
فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى المسلم أن يفطر على تمرات، ومن هنا بدأ التعدد والتنوع عبر العصور في ما يبدأ به الصائم مائدة إفطاره، ما بين بلح الفطرة، الذي يتم وضعه بالمياه مع الزبيب والمكسرات والمشمش المجفف والبرقوق المجفف ليكون كوب الخشاف الشهير، الذي لا يغيب عن مائدة الأسرة المصرية ساعة الإفطار.
وتكثر خيم بيع الفوانيس والياميش في شهر رمضان بعدد من المناطق في القاهرة يأتي على رأسها ميان السيدة زينب، حيث يتبرك المصريون بمقام السيدة، فارتبط الميدان ببيع كل ما هو تراثي ويأتي على رأس ذلك الفانوس في شهر رمضان، وحلوى المولد النبوي في موسمها، واليوم بعد 1000 عام لازلنا نرصد صناعة بيع هذه المنتجات التراثية، فهي مهن لا تعرف الانقراض، ولكنها عرفت التطور، حيث ظهرت أشكال متعددة من الفوانيس تناسب كل عصر.