"السمنة والقلب والخرف".. أمراض تهدد مصابي كورونا
أصاب فيروس كورونا المستجد حتى الآن قرابة 3 ملايين شخص حول العالم، وقتل حوالي 200 ألف شخص، ويعتقد العلماء، أن الأشخاص مرضى الأمراض المزمنة مثل السكر والقلب والأمراض الصدرية عرضة بشكل أكبر لفيروس كورونا بسبب ضعف مناعتهم وصحتهم، وكما يعتقد أن تأثير السمنة على مرضى كورونا خطير.
الأمراض المزمنة
وكشفت دراسة بريطانية لاتحاد السريري للفيروسات التاجية" في بريطانيا، وشملت حوالي 17 ألف شخص مصاب بفيروس كورونا في مستشفيات العزل، طبقا لما ذكره موقع "سكاي نيوز"، أن السمنة والخرف، والأمراض المزمنة أخرى مثل السكر والقلب، تسبب الوفاة للمصابين بفيروس كورونا.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى وفاة ثلث المرضى المصابين بفيروس كورونا الذين دخلوا إلى المستشفى، ويعانون من الخرف والسمنة وحالات مرضية حيث إن 33 % من المرضى ماتوا، بينما وصل معدل الوفيات بين من دخلوا للعناية المركزة 45 %، وارتفعت النسبة إلى 53 % لمن تلقوا التهوية العادية.
وكشفت الدراسة، أن 53 % من المرضى الذين شاركوا في الدراسة، وكانوا يعانون من كورونا، إلى أن 29 % من المشاركين لديهم أمراض القلب المزمنة يليها مرض السكري، وأمراض الرئة المزمنة، والربو، ووجدت الدراسة، أن خطر الوفاة أعلى بنسبة 39 % بين مرضى الخرف، و37 % لدى مرضى السمنة و13 % مرض القلب.
وكما توصلت الدراسة، أن مرضى فيروس كورونا، يقتل من يعانون مشكلات صحية أخرى، مثل أمراض الرئة والقلب والكلى، يمكن يقتل فيروس كورونا من يعانون من السمنة.
السمنة المفرطة
ويعتقد الباحثون، أن السمنة المفرطة تسبب ضعف وظائف الرئة بسبب الالتهابات في الأنسجة الدهنية، خاصة الأنسجة الدهنية حول الأعضاء الداخلية، يمكن أن تساهم هذه الالتهابات في "عاصفة السيتوكين"، بسبب إنتاج الجهاز المناعي لمضادات دفاعية بشكل مفرط، لا يحتاج إليها الجسم، مما يؤدي إلي الوفاة.
وكان متوسط عمر من توفوا في المستشفيات بسبب فيروس كورونا ممن شملتهم الدراسة، 80 عام، بدأت جنيفر لايتر، الطبيبة المتخصصة في الأمراض المعدية في مستشفى في مدينة نيويورك، تلاحظ أن كثيرا من الشباب الذين يعانون السمنة من المصابين بمرض "كوفيد-19" ينقلون إلى وحدة العناية المركزة، بعد تدهور حالتهم.
الوزن الزائد
وقالت جنيفر لايتر، الطبيبة المتخصصة في الأمراض المعدية في مستشفى في مدينة نيويورك: "لا أعتقد أن نسبة البدناء في الصين مثل الولايات المتحدة، لأنه لا بيانات كثيرة لديهم بهذا الشأن".
وأضافت "لايتر": "من الملحوظ في الأيام الماضية، أن هناك شباب في وحدة العناية المركزة، ويعاني معظم المصابين الشبان من وزن زائد، وهو ما دفع الطبيبة للسعي لفهم العلاقة بين الكورونا والسمنة".
مؤشر كتلة الجسم
وأجرت لايتر دراسة بمساعدة مدير قسم الوقاية من العدوى ومكافحتها في جامعة نيويورك، تتضمن الدراسة 3615 مريضا، مصابين بمرض "كوفيد- 19"، توصلت الدراسة، أن وزن الجسم لم يرفع من خطر الإصابة بفيروس كورونا لأشخاص الأكبر من 60 عاما.
ووجدت لايتر، أن الخطر يزداد الأشخاص للذين تقل أعمارهم عن 60 عاما، واعتمدت لايتر في الدراسة على مؤشر كتلة الجسم "بي أم آي"، كأداة لتقييم ما إذا كان وزن الإنسان طبيعيا أم زائدا.
وإذا كان المؤشر أكثر من 30 % يعني أن الشخص يعاني من السمنة أو الوزن الزائد حتى إن كان لا يبدو للعيان، أما إذا كان المؤشر أقل من 30 فهذا يعني أن الوزن صحي.
نتائج الدراسة
ووجدت الدراسة، أن المرضى الذين كان مؤشر كتلة الجسم عندهم من 30-34، سيكون لديهم احتمال الدخول إلى المستشفى أو إدخالهم إلى الرعاية المركزة أكبر
بينما المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أعلى من 35 فإن احتمالية إدخالهم إلى المستشفى أعلى بمرتين أو ثلاثة، ينتهي الأمر بهم في وحدة العناية المركزة.
وذكرت جينفر، أن من يعانون من أرقام مرتفعة في مؤشر كلة الجسم هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس وتدهور حالتهم على أثر ذلك حيث أن 42 % الأمريكيين مؤشرهم كتلتهم أكثر من 30.
وتتفق نتائج هذه الدراسة، مع دراسة صينية، في بداية تفشي الفيروس، حيث وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة معرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وهو أخطر أعراض الفيروس، بمرتين أكثر من الآخرين.