أمين "البحوث الإسلامية" يناقش فضيلة الأمانة وأثرها في نفوس الناس

أخبار مصر

بوابة الفجر


واصل الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نظير عياد حديثه عن الفضائل والأخلاق التي نحتاج إليها في مجتمعاتنا، وذلك من خلال سلسلة "بأخلاقنا نرتقي"، والتي يتم نشرها على موقع المجمع وصفحات التواصل الاجتماعي على مدار أيام الشهر الفضيل.

وتناول الأمين العام في حلقة اليوم فضيلة الأمانة كصفة مهمة من شيم الأنبياء وأخلاق المرسلين، وأن من أهم الخصاص التي اشتهر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه الصادق الأمين، مشيرًا إلى أن الأمانة كخلق ينبغي أن ننظر إليه نظرة متأنية لأنه لا يتوقف أثره عند حد الأمانة المادية وإنما تتعدى ذلك إلى الأمانة المعنوية كحفظ الأسرار وحفظ الجوارح. 

أضاف عياد أن الأمانة تتنوع بين ما يتعلق بحق الله، وحق العبد، وما يتعلق بحق النفس بأن يبعدها عن الملذات وأن ينقيها من الأمراض النفسية البغيضة كالحقد والحسد وأنانية وغير ذلك من أمور تأباها الأمور السوية.

بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، في رسالته السادسة عبر برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن الابتلاءَ بالمصائبِ كالفقرِ والمجاعةِ والأمراض وفَقْدِ الأحبَّةِ ليس أمارةً على سُوءِ حالِ المبتلَى؛ بل هو خير للمبتلى يُعرِّضُه لثوابٍ عظيمٍ ينالُه جزاءَ ما قدَّمَ من شكرٍ أو صبر.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن صفوة البشر هم الذين يصيبهم البلاء، وأن البلاء كثيرا مايكون طريقًا معبَّدًا إلى جنةِ الرضوانِ والنعيمِ المقيمِ، بل إن العبدَ قد تكونُ له منزلةٌ في الجنةِ لا يَصِلُ إليها بعملِه الذي اعتادَ عليه لعلوِّ هذه المنزلةِ وسُموِّها عن درجةِ عملِه، فيُبتلَى من اللهِ، فيبلغُ هذه الدرجةَ بثوابِ الصبرِ على قضاءِ الله، مشيرا إلى قول النبيُّ ﷺ: «عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليسَ ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابَتْه سراءُ شَكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له». 

وأشار فضيلته إلى أن الصبرِ ومُشتقاته قد وردَ ذِكرُه في القرآنِ الكريمِ أكثرَ من مائةِ مرةٍ، وهو يدورُ على معنى واحد "حبس النَّفسِ على ما تَكرَه ابتغاءَ مرضاةِ الله"، لافتا إلى أن القرآنُ الكريمُ، والسنةُ المشرفةُ قد ربطا بين الصبرِ وبين أعظمِ الدرجاتِ في الدنيا وأجلِها ثوابًا في الآخرةِ، فالصابرونَ هم أئمةُ المتقينَ، وهم الذين يُؤتونَ أجرَهم مرتيْنِ بما صبروا، وأنَّ اللهَ مع الصابرينَ، قال تعالى:{وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ}، وقال تعالى:{وَإِنْ تَصْبِرُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم}، وقد وصفَه النبيُّ ﷺ بأنَّه نصفُ الإيمانِ.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن فضيلة الصبرِ قد بلغَت هذه المنزلة لضرورتِها القُصوَى في تحقيقِ الآمالِ في الدنيا والآخرةِ، وأنها ضرورةٌ دينيةٌ وضرورةٌ دنيويةٌ سواءً بسواءٍ، وأن الإنسانَ لا يبلُغُ مجدًا ولا نجاحًا إلَّا إذا اتخذَ الصبرَ مطيةً في السعيِ لبلوغِ المقاصِدِ وتحقيقِ الآمالِ، موضحا أنه ما من زمنٍ نحن فيه أحوج إلى الصبرِ على ما نزلَ بنا مثلُ زمنِ هذا الوباءِ، الذي يَجثُمُ على الصدورِ ويخنُقُ الأنفاسَ، ويَقُضُّ المضاجعَ، ويَحدُّ من الحرياتِ العامةِ والخاصةِ.. وإنه لَبَلاءٌ عظيمٌ لا يعالجُه إلا الصبرُ والدعاء الدائمُ عَقِبَ الصلواتِ أن يَكشِفَ اللهُ عن عبادِه ما نَزَلَ بهم.