باحث قبطي عن التأمين على الكهنة: الكنيسة ليست مؤسسة حكومية
علق سليمان شفيق، الكاتب والباحث والمتخصص في الشأن القبطي، على قرار الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، بشأن إضافة القساوسة والشمامسة المكرسين إلى قانون التأمين الاجتماعي على أصحاب الأعمال ومن فى حكمهم، قائلًا: إن بداية الحديث عن التأمينات كانت بظهور القانون المُسمى بقانون توفيق، الذي صدر بالأمر العالي بتاريخ 2161887، ثم شهدت قوانين وأنظمة التأمينات والمعاشات الاجتماعية تطورًا كبيرًا خلال العقود الماضية، خاصة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبدأت الإرهاصات الأولى لقوانين التأمينات الاجتماعية، خلال النصف الأول من القرن العشرين، حيث صدرت في تلك الفترة 3 قوانين، هي: القانون رقم 64 لسنة 1936 بتقرير المسئولية المهنية لأرباب الأعمال، والقانون رقم 86 لسنة 1943 مقررًا مبدأ التأمين الإجباري، والقانون رقم 117 لسنة 1950 الخاص بالمسئولية عن أمراض المهنة والتأمين.
وأضاف "شفيق" في تصريحات إلى بوابة الفجر، أن هذه التشريعات لم تكن نظامًا دقيقًا للتأمينات الاجتماعية، ولم تدخل الكنيسة في تلك النُظم، لأنها عاشت ألفي سنة كمؤسسة مسُتقلة عن الدولة في العلاقة بين الكهنة والمكرسين والمكرسات والعمال في موضوع الأجور والاستحقاقات الخاصة بالصحة والمعاش.. إلخ.
وأشار الكاتب والباحث في الشأن القبطي، إلى أن أغلبية الكهنة والمكرسات والمكرسين لم يكونوا منضمين للتأمينات في هذه المنظومة آنذاك، مؤكدًا أن القانون -حتى الآن- يعتبر الكاهن صاحب عمل، وهذا يعني أن الكاهن سوف يدفع حصته وحصة الكنيسة، لافتًا إلى أن أغلب الكهنة في الريف والنجوع الفقيرة ليس بمقدورهم ذلك، بالإضافة إلى أن القانون لا يدرك خصوصية الكنيسة.
ولفت إلى أن الكنيسة ليست مؤسسة حكومية ولا تتبع القطاع الخاص بل هيئة روحية مستقلة، ومن ثم؛ البعض يخشى معاملة الكنيسة كمنشأة ويتم التفتيش على الكهنة والمُكرسين كموظفين في تلك المنشأة بما يستتبع ذلك من إجراءات؛ ولذلك يجب النظر في عمل لائحة خاصة بالتعامل مع الكنيسة كمؤسسة مُستقلة، معقبا: "ولا هي مؤسسة حكومية ولا هي مؤسسة قطاع خاص حتى يتسنى استيعاب الكنيسة لهذا التطور التاريخي والمهم؟"
يذكر أن بعض الكهنة، أكدوا أن القرار لا يمثل إضافة لأنه بالفعل الكاهن مؤمن عليه ويحصل على معاش عند بلوغ سن الـ60، حيث يذهب الكاهن للتقدم بأوراق التأمين ويقوم بدفع التأمينات كصاحب عمل بصفته كاهن، حتى أن بعض الكهنة كان مؤمن عليهم قبل سيامتهم كهنة في عملهم العلماني ولكن بعد سيامته كاهن نقلوا التأمين لعملهم الجديد ككاهن.