كوفيد 19.. الحياة تنبض مرة أخرى في القارة العجوز والدول المنكوبة (صور)
بعد انتشار بواعث القلق فى دول العالم، بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد، ليتحول سكان العالم إلى الحجر المنزلى إما كرهًا أو طوعًا، وتتخذ الحكومات إجراءات وقائية واحترازية صارمة من أجل مكافة الفيروس، والتقليل من نسب انتشار العدوى، إلا أن العالم بدأ يتحول مؤخرًا من المدافع إلى المهاجم، خاصة فى تلك الدول التى صُنفت من المنكوبة بالمرض، وأصبحت بؤرة جديدة، بعدما خرج الفيروس من الصين مهد (كوفيد - 19) فى أواخر العام الماضي، ليترك خلفه ما يقرب من 3 مليون مصاب، وأكثر من 200 ألف حالة وفاة.
وبعد تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي فى كثير من دول العالم، وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت الكورونا، خرج المنددون يطالبون بسياسة مناعة القطيع، خاصة أن كل الإشارات تقول إن اللقاح مازال بعيدًا، رغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن تلك السياسة مازالت بعيدة المنال، لكن المدافعون عن تلك السياسة، يرون أن الركود الاقتصادى أصبح خطرًا آخر يهدد حياة الدول، لتصنف تلك الفترة بأنها الركود الأسوأ بعد الحرب العالمية الثانية، لترفع دول تلك الإجراءات الإحترازية تدريجيًا.
النموذج السويدي
لم تنتهج السويد سياسة التباعد الإجتماعي، ولم تفرض الحظر وتغلق الأماكن العامة، حتى أنها لم تفرض على مواطنيها المكوث خلف أبواب منازلهم، إلا أنها نجحت فى احتواء الفيروس بتلك الطريقة، لتعلن عن 16 ألفا اصابة، ووفاة 1937 منهم؛ وأغلبهم من كبار السن.
يعلو صوت بريطانيا فى ذلك النهج، إلا أنها فشلت، فأصيب رئيس الوزراء، بوريسون جونسون بفيروس كورونا، المدافع الأول عن تلك السياسة، فتدهور حالته الصحية، ويدخل العناية المركزة عدة أيام حتى تعافى، لم يقتصر الأمر على جونسون، فقد أصيب أكثر من 133 ألفا،وأكثر من 18 ألفا حالة وفاة، لتغلق بريطانيا الحياة فيها طالبة النجاة.
إيطاليا (بؤرة الفيروس ) تعتزم فتح الأبواب
أعلن رئيس الوزراء، جوزيبي كونتي، تخفيف القيود فى الرابع من مايو المقبل، مع السماح للأشخاص بزيارة أقاربهم بأعداد صغيرة، على أن يلتزموا بلبس الأقنعة، مع إعادة فتح المتنزهات، إلا أن المدارس لن تستأنف الدراسة حتى سبتمبر 2020.
أسبانيا ترفع الحظر تدريجيًا
فتحت اسبانيا الأبواب المغلقة أمام الأطفال دون سن الرابعة عشر لمدة ساعة يوميًا، أن يكون الخروج بصحبة أحد الوالدين، ولا يبعد كيلو متر واحد عن المنزل مع أخذ لعبة واحدة دون السماح لهم باللعب مع آخرين، مع أحد الوالدين، بعد عزل دام 45 يومًا، مع ركود إتصادى شهدته البلاد.
كما يسمح للعاملين في قطاعات الإنشاء والتعمير وبعض القطاعات الخدمية الأخرى بالعودة لأعمالهم، بشرط الالتزام بإرشادات الأمان.
فرنسا تناقش تخفيف الحظر
تناقش فرنسا، اليوم الاثنين، خطة الحكومة لتخفيف إجراءات العزل، والمفروضة منذ 17 مارس الماضي للحد من تفشي فيروس كورونا، ومن المقرر رفعها في 11 مايو.، ليعقب بعد المناقشة بيان رئيس الوزراء تصويت على القرار،ويسعى ماكرون لتخفيف من الإجراءات الصارمة وعلى رأسها العودة إلى المدارس، رغم أن الحكومة لم تنتهِ من تحديد كيفية تنفيذ ذلك.
الحياة تنبض مرة أخرى فى الصين
تحولت الصين إلى مدينة أشباح، لا يسمح لأحد السير فى شوارعها، تغيرت وتيرة الحياة بها، فمع الدقات الأولى لفصل الربيع، عادت بكين تكتظ مرة آخرى بساكنيها، عاد كل شئ كما كان فى السابق، ليصبح المنع قائم أماما أي شخص عائد إلى بكين في الأسبوعين الماضيين خوفًا من أن يكون حاملًا للمرض.
كما اشترطت المراكز التجارية على المتسوقين، ترك بياناتهم لتسهيل تتبعهم فيما بعد، وقبل الدخول تقاس درجات حرارة المترددين على الأماكن، أما التجمعات السكنية فقد رفضت دخول أي شخص من غير الساكنين بها.
ألمانيا ترفع الحظر تدريجيًا
أعادت ألمانيا فتح الحياة مرة أخرى، بعدما استطاعت أن تحتوى الأزمة والذى اتضح ذلك فى انخفاض عدد ضحايا الفيروس المميت، فقد أعلنت الحكومة أن المدارس ستعود تدريجيًا، كما سمح بإعادة فتح المتاجر صغيرة المساحة (أقل من 800 متر مربع، والسماح للمتاجر الكبيرة أيضا في الظهور مرة أخرى في بعض المدن، وفتح مراكز التسوق.
كما ستفتح حديقة الحيوانات أبوابها هذا الأسبوع مع تحديد الحد الأقصى لعدد الزائرين يوميا، وفي الأثناء، يضغط دوري كرة القدم لاستئناف اللعب.
منظمة الصحة العالمية
وفى النهاية أصدرت منظمة الصحة العالمية، إرشادات واجب اتباعها على الدول التى تريد التخفف من الاجرءات الاحترازية، تجنبًا من موجة ثانية من الفيروس، مششدة على المخاطر الصحية المحتملة، مؤكدة بعض الشروط وتمثل أولها فى أنه يجب السيطرة على على الفيروس، وفي حالة الانتشار يحب التعرف على المخالطين.
كما تمثل الشرط الثانى توافر نظام الصحي من مقدمي الخدمة قادرين على مواجهة التغير الكبير مع زيادة الاكتشاف والعلاج خاصة الحالات الحرجة.
وتمثل الشرط الثالث في تقليل مخاطر التفشي على مستوى أكبر، ويتطلب ذلك معرفة أسباب الانتشار والتحكم فيها، مصاحب لها الإجراءات الاحترازية اللازمة مثل التباعد الاجتماعي مع منع الانتشار في الأماكن المغلقة التي يصعب فيها تطبيق التباعد الاجتماعي مثل السينما والمسارح والمطاعم وصالات الجيم والملاهي الليلية.
كما طالبت المنظمة فى شرطها الرابع اتباع الإجراءات الوقائية في أماكن العمل وتشمل التباعد الجسدي وغسل الأيدي باستمرار، واتباع آداب العطس والسعال مع تشجيع العمل من المنزل في الأعمال التي يمكن فيها ذلك لتخفيف الازدحام.
وأشارت إلى أن شرطها الخامس فى إدارة المخاطر للحالات التي تخرج من مجتمعات بها انتشارللفيروسات، وتكمن فى معرفة مصدر الإصابات والإجراءات المتخذة، والتعامل مع المسافرين والعائدين من الخارج بعزل المسافرين المصابين وحجر العائدين.
أما الشرط الأخير فتمثل في مشاركة المجتمع في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لاكتشاف الحالات مع إعلام المواطنين طوال الوقت بتشديد الإجراءات أو تخفيفها واشراك المجتمع عند اتخاذ الإجراءات وإمداد المواطنين بالمعلومات الصحيحة.