الإفتاء توضح حكم الجماع بين الزوجين في ليالي رمضان
ورد سؤال لدار الإفتاء المصرية من سائل يقول "يعتقد بعض الناس أن جماع الزوج لزوجته في ليالي رمضان حرام، فما حكم الجماع بين الزوجين في ليالي رمضان".
وأوضحت الدار عبر الفيسبوك، أن جماع الزوج لزوجته في ليالي رمضان جائز شرعًا، ما لم يكن هناك عذر شرعي كالحيض والنفاس، قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِ} [البقرة: 187].
وتابعت: قال الجصاص في «أحكام القرآن» (1 237) عند تفسيره للآية السابقة: «فَأَبَاحَ الْجِمَاعَ وَالْأَكْلَ وَالشُّرْبَ فِي لَيَالِي الصَّوْمِ مِنْ أَوَّلِهَا إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ»، وعليه فجماع الزوج لزوجته في ليالي رمضان جائز شرعًا، إذا لم يكن هناك عذر شرعي يمنع الجماع كالحيض والنفاس.
وأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، ردًا على تساؤل ورد إليه هل يعتبر وباء كورونا عقاب من الله أم ابتلاء لعباده، أن البلاء هو اختبار وامتحان من الله لعباده، والله سبحانه وتعالى كما يبتلي عباده بالشر يبتليهم بالخير، مستدلًا على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: " وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"، وقوله أيضًا:" وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، وقوله ايضًا:" فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ".
وأضاف "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأحد، أن الغني وسعة الرزق ابتلاء من الله، حيث أن هذا الابتلاء يتطلب نوعًا خاصًا من الشكر، فالشكر من جنس النعمة، ولا بد أن يخرج الزكاة والصدقات وحق أولي القربى والمساكين، وليس من السهل على المواطن أن يحسب يوميًا ما ينبغي أن يخرجه مما لديه من خير، فهذا شيء صعب قد يفوق صعوبة صبر الفقير على البلاء بضيق الرزق، والتضييق في الرزق ابتلاء، فالإنسان يبتلى بالشر وبالخير، والمطلوب من الإنسان في الحالتين هو الصبر ليحصل على المقصود من الابتلاء وهو الثواب.
وتابع شيخ الأزهر، أن الإنسان خلق شحيحًا، وصبر الإنسان الغني على المعاناة اليومية للسير عكس هذا الاتجاه يحتاج لإنسان صابر ويتحمل ويضحي، والثواب على أنه يفعل اشياء ضد طبيعته، مشددًا على أن الفقير الصابر والغني الشاكر الاثنان في الجنة، ولكن كثير من الصالحين يفضلون الصبر على البلاء بالفقد والمرض وغيره على الابتلاء بالنعمة، وهذا ما عناه سيدنا عمر حين قال: " بلينا بالضراء فصبرنا، وبلينا بالسراء فلم نصبر".