من العصور القديمة إلى السيسي.. التنمية والتضحية في سيناء أرض الفيروز
منذ أيام طالعنا الرئيس السيسي بعدد من الإنجازات المهمة في سيناء، بالتزامن مع أعياد تحريرها، وأكد أن هذه الإنجازات لتوثيق ربط الإقليم بمصر وتنميته، وتحويله إلى منطقة انتاج تكون نقطة مضيئة في مستقبل مصر، وهو في هذا لم يختلف عن ملوك وحكام مصر على مر التاريخ، الذي أولوا إقليم سيناء وتنميته وحمايته أهمية كبرى.
وفي هذا الشأن يحدثنا علي أبو دشيش، الباحث في علم الآثار المصرية القديمة، قائلًا: إن سيناء حظيت باهتمام الملوك على مر العصور وخصيصًا في العصر القديم، وكانت مسرحًا لعدد كبير من حركات التنمية والعمليات العسكرية لحماية حدود البلاد الشرقية.
وأضاف "أبو دشيش" في تصريحات إلى "الفجر"، أن سيناء اشتهرت بمناجم الفيروز والنحاس التي استخدمها قدماء المصريين بتصنيع الأواني والحلي والتي ظلت باقية حتى الآن، والتاريخ اختار سيناء كي تكون سجلًا للذكريات والحوادث، فهي الجسر الذي عبرت منه الحضارات إلى مصر ومن مصر للعالم.
حكام مصر وسيناء منذ آلاف السنين (الأسرة الأولى)
وذكر "أبو دشيش"، أن حكام مصر انتبهوا لأهمية سيناء منذ آلاف السنين، فنجد أنه في عصر الأسرة الأولى أي منذ ما يقرب من 6000 عام، كثف قدماء المصريون النشاط في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز.
الملك زوسر يضرب الأعداء في سيناء
الملك زوسر يضرب الأعداء في سيناء
وتابع، تشير النصوص المصرية أنه في الأسرة الثالثة شهدت هذه الحركة التعدينية في سيناء اهتمامًا واضحًا، وعثرنا على نقوش للمك سانخت ونقش للملك زوسر، وهو يضرب الأعداء وقد سجلت نقوش وادى المغارة هذا الحدث.
الملك سنفرو يؤدب المهددين لسيناء
وأوضح "أبو دشيش" أن الملك "سنفرو" اهتم بتأمين المناجم والمحاجر حيث أقام الحاميات وحفر آبار المياه على امتداد الطرق المؤدية إليها وعثرنا على مجموعة من النقوش من عهده، وصوره له في سرابيط الخادم وهو يؤدب الخارجين على القانون والذين يهددون البعثات التعدينية.
الملك سيتي الأول
وحرص الملك سيتي الأول -والكلام لأبو دشيش- على توثيق ذكرياته مع سيناء، حيث خاض غمار الحرب ضد فلسطين في حملته الشهيرة عليها، واتخذ من طريق حورس الحربي سبيلًا لذلك، وهو الطريق الذي يبدأ من القنطرة شرق حتى رفح.
وواصل أنه لدينا نقش للمك في قلعة ثارو "تل حبوه حاليًا" المعروف بمقش سيتي الأول، والذي توضح مراسم استقباله وذكرت معالم الطريق، وحورس الحربي هو طريق سارت عليه جيوش مصر إلى آسيا، وكذلك أتت منه الجيوش لغزوها كالفرس والاسكندر الأكبر والآشوريين.
الهكسوس وسيناء
وواصل أنه لدينا نقش للمك في قلعة ثارو "تل حبوه حاليًا" المعروف بمقش سيتي الأول، والذي توضح مراسم استقباله وذكرت معالم الطريق، وحورس الحربي هو طريق سارت عليه جيوش مصر إلى آسيا، وكذلك أتت منه الجيوش لغزوها كالفرس والاسكندر الأكبر والآشوريين.
الهكسوس وسيناء
وتابع "أبو دشيش" منطقة شمال سيناء شهدت نشاطًا تجاريًا محدودًا خلال الدولة القديمة والوسطى، إثر احتلال الهكسوس لمصر، وبعد انتهاء تلك الغمة أدركت حكومات مصر أهمية حماية وتحصين هذا الإقليم وحماية الطريق الحربي القديم بين مصر وفلسطين المعروف بطريق حورس الحربي فأنشأت عدد من الحصون والقلاع وحفرت آبار المياه.
المناطق الأثرية في سيناء
وعن المناطق الأثرية فيها قال "أبو دشيش": إن سيناء بها مناطق أثرية متعددة، فلدينا العريش التي تعد من أهم الموانئ المصرية القديمة، وتل الشيخ زويد أحد المحطات الهامة على طريق حورس الحربي بين القنطرة وغزة، وكذلك بئر العبد وتل حبوه الذي عثر فيه على أكثر من قلعة ترجع لفترة الهكسوس، إضافة إلى القنطرة شرق والتي تقوم على أطلال المدينة القديمة ثارو، وكان أقدم الحصون المدافعة عن حدود مصر الشرقية.
وأردف أن المصريين استغلوا مناجم منطقة سرابيط الخادم بجنوب سيناء في عصر الدولة الوسطى وشيدوا بها معبد للربة حتحور وتركوا بها مئات النقوش واللوحات والتي تحوى بجانب اسماء الملوك أسماء رؤساء البعثات وبعض أعضائها.
ولفت إلى أنه لدينا عدد من المناطق الأثرية الهامة في سيناء، منها منطقة سرابيط الخادم التي تضم المعبد الذي شيد لحتحور، إضافة إلى نقوش وادى المغارة وعثر في هذه المناجم على حوالى 45 نقشًا يرجع إلى الدولة القديمة والوسطى والحديثة.
واختتم بقوله: يظل الجيش المصري حتى الآن مرابطًا على حدود مصر الشرقية وأبرزها سيناء، التي لم يستطع عدو أن يمر عبرها إلا وكانت الهزيمة من نصيبه، ولو انتصر حينًا من الزمان.
وأردف أن المصريين استغلوا مناجم منطقة سرابيط الخادم بجنوب سيناء في عصر الدولة الوسطى وشيدوا بها معبد للربة حتحور وتركوا بها مئات النقوش واللوحات والتي تحوى بجانب اسماء الملوك أسماء رؤساء البعثات وبعض أعضائها.
ولفت إلى أنه لدينا عدد من المناطق الأثرية الهامة في سيناء، منها منطقة سرابيط الخادم التي تضم المعبد الذي شيد لحتحور، إضافة إلى نقوش وادى المغارة وعثر في هذه المناجم على حوالى 45 نقشًا يرجع إلى الدولة القديمة والوسطى والحديثة.
واختتم بقوله: يظل الجيش المصري حتى الآن مرابطًا على حدود مصر الشرقية وأبرزها سيناء، التي لم يستطع عدو أن يمر عبرها إلا وكانت الهزيمة من نصيبه، ولو انتصر حينًا من الزمان.