أزمة النص وراء تراجع أسماء وظهور الكبار
شهيرة النجار
فاتن حمامة ويسرا الوحيدتان اللتان تتم الكتابة لمرحلتهما
فريد شوقي ورشدى أباظة كان يكتب كونهما نجوما
نور الشريف والفخرانى ثم محمود عبدالعزيز وعادل إمام والكتابة لهم
حملة ممنهجة من قبل بعض الجماهير عبر صفحات السوشيال ميديا بعد عرض «برومو» مسلسل «نساء من ذهب» الذى تم تغيير اسمه لـ«سكر زيادة» والذى يضم لأول مرة فى تاريخ الشاشة نجمات مصر، وهن نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد ونجمة الجماهير نادية الجندى معاً، إضافة لسيدة المسرح سميحة أيوب والفنانة هالة فاخر مع مجموعة من النجوم ضيوف الشرف، المسلسل إنتاج صباح إخوان وهو المسلسل الوحيد ضمن مجموعة مسلسلات كانت معدة من قبل شركة للعرض فى رمضان، نحو تسعة أعمال من ضمنها ثمانية مسلسلات ما بين مصر والمغرب ولبنان وبرنامج «إغلب السقا» إنتاج صباح إخوان وتم بيعه لـ«mbc»، المهم بسبب الكورونا والحظر وساعات العمل لم يتم استكمال مشاهد كثيرة معتمدة على السفر والتصوير الخارجى مثل «الهيبة» رغم تنفيذ 70% منه ومسلسل «من الآخر» و«أسود فاتح» لهيفاء وهبى لأن الجزء المتبقى من التصوير له كان بمصر وتم غلق المطارات، أما مسلسلات الشركة المنتجة للمغرب فهى «شهادة ميلاد، سلامات أبو البنات، وولاد المرسى» وكل تلك المسلسلات تم تأجيلها لرمضان 2021 وعليكم خير.. المسلسل الوحيد يا مؤمنين ولكرم ربنا الذى تم استكمال تصويره من إنتاج الشركة هو «سكر زيادة» وهو إنتاج يعتمد على فكرة الفورمات «golden» تم شراؤه من شركة ديزنى العالمية عن مسلسل أجنبى بعنوان «girls» وسيباع لـmbc مصر وتليفزيون دبى. المسلسل بعد تسويقه وعمل الدعاية له وهو يضم نبيلة عبيد ونادية الجندى وسميحة أيوب وهالة فاخر وبدرية طلبة بدأت الناس بالبلدى «تتريق» على النجمات الكبيرات سناً ومقاماً وكلام من نوعية.. لماذا الآن يعدن وبعد كل هذه السن الكبيرة، واللى يكتب هل هن فى حاجة للمال دا حساباتهن فى البنوك قد كدا، واللى يكتب عن عمليات التجميل التى جعلت من بعضهن حسناء صغيرة والأخرى أقل، وهكذا.. والحقيقة إذا تحدثنا بتلك المعايير السابقة وأشباهها وأنه يجب ضرب الفنان بالرصاص بعد أن يكبر سناً كخيل الحكومة، فكان من الأولى حجب نجوم عظماء ملأوا الشاشة وهم كبار سناً، فمثلاً حسين رياض كان فى أفلام الأبيض والأسود لا يجد المنتجون من يحل محله وأن الدور رئيسى لا يستطيع المؤلف إلغاءه، لدرجة ذات مرة كان فيلم «رابعة العدوية» أول البطولات لنبيلة عبيد وكان المخرج والمنتج للفيلم على خلاف مع حسين رياض بسبب الأجر ووجبة الغداء فى أفلام سابقة وأقسم هؤلاء على ألا يتعاملوا مع حسين رياض مرة أخرى، وكان بفيلم رابعة العدوية دور لشيخ يمر على رابعة ويكون كلامه هو نقطة التحول فى حياتها من المجون للتقوى، فاقترح المخرج أن يتم الاستعانة بعمر الحريرى شاباً ويتم عمل مكياج له فى سن كبيرة ليعطيها الانطباع النفسى بالتقوى، أو كمال الشناوى، لكن الفكرة كانت غير مقنعة، فتم ترشيح اسم حسن البارونى أو صلاح منصور، لكن هيهات مافيش غير حسين رياض هو من يصلح لدور الشيخ التقى الورع وعليه تم ترشيح فريد شوقى ليتحدث مع حسين رياض للتعامل معهم فى الفيلم، وكانت من طلبات حسين رياض فى وجبة الغداء فرخة كاملة وحده، وقد كان، وأقصد من القصة السابقة أن أدوار السن الكبيرة أدوار أساسية، حتى إن هدى سلطان عندما كانت فى ريعان شبابها وكانت نجمة الشباك الأولى متخطية أسماء هند رستم وقتها وشادية وبرلنتى عبدالحميد كنجمات الإغراء وحتى صباح وشادية، ثم تدريجياً خفت نجمها بل وصلت لمرحلة أن تقبل بأدوار أقل من الثانوية، ثم بعد ذلك فى تسعينيات القرن الماضى والألفية السابقة تحولت هدى سلطان غول التمثيل للحصان الأسود الذى يباع باسمه الأعمال الدرامية بعد تألقها فى أعمال عظيمة مثل «أربيسك» ليكون بعد ذلك دورها فى مسلسل «الوتد» عن رواية خيرى شلبى، حاجة إش خيال يا ناس، لتصبح هدى سلطان كبيرة السن المحجبة بدون زينة هى التى يباع باسمها العمل الدرامى، وترحل هدى سلطان وهى سلطانة متربعة على عرش الدراما المصرية لدرجة أنه قبل وفاتها كان يتم كتابة أعمال تليق عليها سواء كانت بدور صعيدية أو فلاحة، حتى أن دورها فى مسلسل «الليل وآخره» ليحيى الفخرانى كان طاغياً على بطل العمل غول التمثيل الفخرانى ذاته ووصل الأمر أن المقارنات بدأت تدور بين أعمال هدى سلطان وهى كبيرة السن كأم وجدة وبين كريمة مختار الذى كان لها الدور الأكبر مع يحيى الفخرانى أيضاً فى مسلسل «يتربى فى عزو» فى 2007 وكانت وهى كبيرة السن تقاسمه الدور الرئيسى وأبكت مصر كلها وانهمرت عيونهم وهى تؤدى مشهد الرحيل، لدرجة شغلت الرأى العام كله أسابيع «ماما نونا» وكان يتم المقارنة بين من هى أفضل دور أم وجدة كريمة مختار أم هدى سلطان أم أمينة رزق أم فردوس محمد؟.. وكانت السينما المصرية فى حاجة للسن الكبيرة لذا دخلت فردوس محمد وأمينة رزق وكريمة مختار فى قالب دور الأم وهن مازلن شابات صغيرات، وتم الاعتماد تارة على المكياج وتارة أخرى على الحجم، خلاصة القول إن دور السيدة أمام الشاشة وهى كبيرة السن حقاً هو دور لم يتم ابتداعه.
1- اشمعنى أوروبا وأمريكا!! عندنا شوفوا
وعودة نجمات الإغراء والمسرح والتمثيل للمشاركة فى عمل درامى معاً يعنى انتصار الدراما التى تكتب لذلك الجيل الذى يتمنى العودة لجمهوره ولكن لا يوجد نص يليق بالمراحل السنية لهن ويحترم أسماءهن وتاريخهن، وفنانات كثيرات كن يشكين لى عدم وجود نص يليق بأسمائهن وتاريخهن ويتم الكتابة للشباب والمراحل المتوسطة من العمر ونادراً ما كان يتم كتابة أعمال لنجمات كبيرات سناً واسماً مثلما حدث مع فاتن حمامة فى أفلام ومسلسلات مثل «امبراطورية ميم» وتم تقديمها بشكل ممتاز عن طريق سيناريو جيد لقصة سكينة فؤاد «ليلة القبض على فاطمة» و«البرارى والحامول» إذاعياً وجسدته إلهام شاهين درامياً فى التليفزيون و«وجه القمر» أخر إطلالات فاتن حمامة. الوحيدون المحظوظون فقط من جيل الأسماء الكبيرة سناً ومقاماً الذين كان ولازال يتم كتابة أعمال تليق وتاريخهم كان الراحل فريد شوقى ورشدى أباظة وكانت تكتب بعناية فائقة ويتم توزيع الأدوار فيها بينهما وبين جيل الشباب والوسط وسقط بين ضربات الحياة عماد حمدى وتوفيق الدقن وكان يتصارع للظهور وهو كبير السن، وتفوق الراحل عبدالمنعم إبراهيم فى مسلسل «أولاد آدم» وكذلك لم يستطع فؤاد المهندس أن يجد أعمالاً تليق بسنه وبعد فريد ورشدى أباظة كان يتم كتابة سيناريوهات لتليق بالعالمى عمر الشريف مثل «أيوب» و«المواطن مصرى»، لكن أعتقد فى «حسن ومرقص» تلاعب عادل إمام فى المشاهد ليزيد مساحته، مرت الأيام وأصبح يتم كتابة أعمال تليق بنور الشريف ويحيى الفخرانى حتى دخل فى المنافسة فاروق الفيشاوى ثم الراحل محمود عبدالعزيز ليأتى القشاش عادل إمام الذى أصبح المتربع على عرش الدراما الرمضانية بأعلى مشاهدة وأعلى أجر، ومعه يتم الاستعانة ببطلة من مرحلته السنية ولكن مساحتها فى الدور ليست مثله، مثل لبلبة التى عادت مع عادل إمام لسابق مجدها فى أوج شبابها وميرفت أمين ونجوى إبراهيم وسوسن بدر التى تعيش حالياً أزهى مراحل نضوجها الفنى وتألقها، أضف لذلك أحياناً وليس كل المرات دلال عبدالعزيز، وعندما تقارن تلك الأسماء بأسماء نجمات كبار مثل نادية الجندى ونبيلة عبيد وسميحة أيوب التى لا أتذكر لها فى مراحلها السنية الأخيرة إلا جملة «رفيع بك يا ولدى» من مسلسل «الضوء الشارد» وحتى إلهام شاهين وليلى علوى اللتان اختفيتا من الدراما ومن الشاشة الفضية ستعرف ساعتها عزيزى القارئ أنها أزمة نص ومنتج جرىء فى الوقت ذاته.
2- أزمة نص ومنتج جرىء
ليجئ منتج المسلسل الحالى «سكر زيادة» والذى كان اسمه المؤقت «نساء من ذهب» ليشترى فورمة مسلسل أمريكى اسمه «البنات» ويقرر تمصيره، مثلما يحدث فى السنوات الأخيرة أن يقتبس النجوم الشباب أفلاماً ومسلسلات إيطالية ومكسيكية ويقومون بتمصيرها مثل «جراند أوتيل» الذى أعلى من أسهم عمرو يوسف وأنوشكا ودينا الشربينى، ثم مسلسل «زى الشمس» وأعمال درامية هذا العام مقتبسة من فورمات عالمية مثل مسلسل دينا الشربينى هذا العام «لعبة النسيان».
المنتج فى حقيقة الأمر كان ذكياً جداً أن يختار أسماء بطلات عمل «سكر زيادة» نجمات جيل لن يتكرر، بالبلدى «وقفوا البلد على رجل» ونادية الجندى كل الناس لا تزال تتحدث عن رشاقتها ورونقها، ونبيلة عبيد خارجة من تكريم مهرجان الإسكندرية ودورته وقد استعادت عرش النجاح كأنما هى نجمة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، إذن أتوقع أن فورمة العمل الممصرة ستلقى قبولاً ونجاحاً بين قطاعات كبيرة، ومش بعيد يتعمل له جزء ثان فمسلسل «هبة رجل الغراب» الذى حقق نجومية وشعبية إيمى سمير غانم كان فورمة عمل أمريكى وحتى عندما استكملت ناهد السباعى جزءه الثانى حققت نجاحات كبيرة به.
3- أبطال عمل سكر زيادة لازلن ببيروت بسبب انقطاع الطيران
الغريب أنه أثناء تصوير مسلسل «سكر زيادة» فى بيروت جاءت الكورونا وجاء الحظر فى بيروت وفى مصر وانقطع الطيران، وللآن أبطال العمل بعدما انتهوا من تصوير العمل لا يزالون موجودين فى لبنان، وقد تم الاستعانة بصوت نانسى عجرم لتغنى تتر العمل وقد استمعت إليه جميل جداً وتم استغلال وجود أحمد السقا هناك لأنه كان ضيف شرف المسلسل فقام المنتج بعمل برنامج مقالب للسقا وباعه لـmbc ودبى أيضاً وتم الاستعانة برزان مغربى لتشارك السقا البرنامج ويعتمد على استضافة الفنانين من أصدقائه بالوسط الفنى.
4- تجميل إيه؟ كل البنات بتضرب بوتكس؟
وأختم كلامى حول التنمر بشكل هؤلاء النجمات وعمليات التجميل.
والحقيقة عجبنى كلام كتبته الصديقة «عبلة سلامة» مطلقة رجل الأعمال أحمد عز أخذت منه «اسكرين شوت» وأرسلته لنبيلة عبيد متسائلة: لماذا يتم الإعجاب بنجمات أمريكا كبيرات السن عندما يقمن بعمل أفلام ومسلسلات ونفتح أفواهنا انبهاراً أمامهن وهن فى الحقيقة تخطين السبعين ويجرين جراحات تجميل فلماذا لا نطبقه على فناناتنا ثم إن هؤلاء الفنانات حتى لو لم يردن المال فهن بحاجة للعمل والاستمتاع به وبعضهن تحتاج للمال من ذلك العمل، أما بالنسبة للتجميل فهل هناك الآن فنانة حتى لو شابة لا تجرى جراحات تجميل أو على الأقل تأخذ إبر بوتكس وفيلر؟.. الحقيقة علقت نبيلة عبيد لى قائلة: إن عبلة عندها حق دى البنات اللى 16 سنة بيروحوا يعملوا بوتكس فى حواجبهم وعمليات تجميل أنف يبقى إحنا مش هنعمل تجميل، أما عجيبة.
ونبيلة عندها ألف حق أنا شخصياً أعرف الطبيب الذى يجعل من نجمة هى الآن حديث مصر يعطيها إبر فيلر فى خدودها بالخمس إبر فى كل جهة وهى كمية كبيرة جداً جداً على سنها الصغيرة لأنها بتلعب رياضة ورجيم فوجهها خس جداً والناس والشباب مهبولين عليها وأصلاً وجهها فيلر وبوتكس، ومذيعة شابة فى الأربعينات الناس بتحسدها على احتفاظها بذات ملامحها وأعرف الطبيب الذى يشد لها خيوط فى وجهها لأنه يصور كل شيء، سوسن بدر، إلهام شاهين، ليلى علوى، لبلبة، نجوى إبراهيم، سهير شلبى. ياناس كله الآن بيتعامل مع التجميل مثل وضع الفلير والرموش وتغيير البواريك على الرأس، وسبق أن فتحت ملف التجميل فى مصر ولم أكمله وبإذن الله سأكمله يعنى مثلاً لو قارنا بين وجه هيفاء وهبى قبل وبعد وإليسا قبل وبعد وأصالة وأنغام قبل وبعد وهن شابات ونجمات الساحة والإغراء والفن هنقول إيه؟.
5- نجوم آخر 15 عاماً دراميا كبار السن ولكن الكبار من الرجال
وإذا نظرنا آخر 15 عاماً سنجد أن المحتل لخريطة الدراما فى الأوقات المهمة هى لحظة الإفطار أو بعد صلاة العشاء هم نجوم سينما السبعينيات الذين كبروا وأصبحوا كباراً فتوجهوا للدراما. نور الشريف -رحمه الله- الذى كان له كل عام مسلسل ومن ينسى «لن أعيش فى جلباب أبى» و«الرجل الآخر» الذى هز البلد و«الحج متولى» وزوجاته الأربع الذى جعل منهن بطلات سينما، و«الدالى» والذى عندما نجح عمل منه جزء ثان وثالث حتى إن المشاركين من الوجوه الجديدة تحولوا لنجوم شباك هذه الأيام، ويحيى الفخرانى الذى أصبح ماركة مسجلة وانضم إليه قبل وفاته بستة أعوام محمود عبدالعزيز ثم عادل إمام الحصان الأسود سينما ودراما. أما من النساء فالوحيدة التى يتم كتابة نصوص لها وهى كبيرة الهيبة والمقام وتعد الثانية بعد فاتن حمامة التى تم كتابة أعمال لها فهى يسرا التى تستحوذ شركة العدل على الإنتاج سنوياً لها، فيسرا تميمة الحظ لمن يعمل معها وهى تشارك هذا العام بـ«دهب عيرة» وتنافس من جيل الكبار فالنتينو عادل إمام وبالطبع مسلسل العائدات للضوء نادية الجندى ونبيلة عبيد، وقد كتبت أن تلك الأعمال ستلقى نجاحاً ومشاهدة عالية لأسباب أن عادل إمام لم يتم مشاهدته العام الماضى والناس تعودت على طلته، وكذلك يسرا أما مسلسل نادية ونبيلة «سكر زيادة» فالناس منتظرة معمول إزاى وكيف جمعهما!