مصطفى عمار يكتب: من المجنون.. رامز أم جمهوره؟!
فى كل عام نراهن أنفسنا أن الجمهور سينصرف عن برنامج رامز جلال الجديد لأن الجميع بدأ يتأكد أن كل ضيوف البرنامج على علم مسبق بأنهم ضيوف لبرنامج مقالب رامز، وللحق فجميعهم يحاولون أن يبذلوا كل ما يملكون من طاقات تمثيلية لإقناع المشاهدين بأنهم تفاجأوا بأنهم ضيوف لبرنامج رامز، من المؤكد أنهم يشعرون بالخطر فى وقت ما لخوفهم من أن يتم وضعهم فى موقف خطر لا يستطيعون التصرف معه، ومن هنا تأتى صرخاتهم وعلامات الخوف والغضب التى تكسو وجوههم، ولكنهم بالتأكيد على علم بأن ما يقومون تصويره هو مغامرة جديدة من مغامرات رامز جلال المهووس بهذه النوعية من البرامج والتى للحق صنعت منه نجمًا يصعب تقليده أو الاقتراب مما يقدمه رغم المحاولات العديدة لاستنساخ رامز جديد أو حتى برنامج مقالب شبيه له، فكل من حاولوا أصابهم الفشل وبقى رامز متربعًا على هذه المنطقة من برامج المقالب، ورغم أننى وكثيرين غيرى لا نحبها أو حتى نحب مشاهدتها لأننا لا نستمتع بمشاهدة تعذيب الآخر حتى ولو ضمن مشاهد مفبركة ومتفق عليها، إلا أن الكثيرين غيرنا يستمتعون بالبرنامج ويتلهفون كل عام لمعرفة المقلب الجديد الذى حضره لرامز لضيوف برنامجه، وهو ما يجعلنى أعترف أن رامز موهوب فى أن يستمر كل هذه السنوات وهو ناجح لا ينافسه أحد على هذه المنطقة، بالـتأكيد هذا الأمر يتطلب منه مجهودًا هو وفريق العمل المصاحب له، فالبحث عن أفكار جديدة كل عام تبقى المشاهدين فى حالة انتظار وترقب أمر صعب، ولكنه فى كل مرة يؤكد نجاحه ونجوميته ويخرج لسانه لمنتقديه والغاضبين من البرنامج بعد أن يحقق برنامجه النجاح المطلوب ويحصد ملايين الإعلانات ليعوض حجم الإنفاق الضخم الذى تتحمله القناة المنتجة، وفى الحقيقية أن يتم إنتاج البرنامج وتنتهى حلقاته فى ظل الظروف القاسية التى يمر بها العالم أمر يحسب لفريق إنتاج البرنامج بقيادة عبدالله أبو الفتوح و محمد عبد المتعال رئيس المشرف على قناة إم بى سى مصر وواحد من أهم صناع الإعلام فى الوطن العربى، والذى تحول رامز بالنسبة له لفرخة تبيض ذهبًا كل عام تضمن له مشاهدات كبيرة خلال شهر رمضان بالإضافة لحصة وفيرة من التورتة الإعلانية فى مصر والخليج معاً. ويبدو أن نوعية الجمهور العربى يستمتع بما يفعله رامز بضيوف حلقاته، ويستمتعون وهم يشاهدون ضيوف البرنامج فى حالة لا يرثى لها، متنوعة بين البكاء والبهدلة والتلفظ بأبشع الألفاظ، وكأن ضمير الجمهور يرتاح نفسياً لعقاب هؤلاء الضيوف على مجمل أخطائهم بظهورهم فى برنامج رامز، بالإضافة لاستمتاعهم بمقدمات رامز الساخرة والمهينة فى بعض الأحيان تجاه بعض الضيوف والتى يكتبها لرامز السيناريست لؤى السيد بالتعاون مع الصحفى المتميز عبدالله غلوش، والتى باتت سمة أساسية فى برنامج رامز لدرجة تجعل رواد مواقع التواصل الاجتماعى يتفاعلون مع هذه المقدمات ويقومون بنشرها مرة أخرى للنيل من أى ضيف لا يحبونه أو يختلفون معه.. الأمر تطور مع مرور الوقت وأصبح الجمهور يتمنى أن يستضيف رامز كل الشخصيات التى لا يفضلها الجمهور، أو يختلف معها، ليعاقبهم رامز على طريقته الشهيرة، فمثلاً جمهور النادى الأهلى يتمنى كل عام أن يستضيف رامز رئيس نادى الزمالك، وجمهور الزمالك يتمنى أن يحل أحمد شوبير ضيفاً على البرنامج، كل هذا ورامز وفريق برنامجه سعداء بما يحققونه، ويخرجون للغاضبين والرافضين لفكرة برنامجه ألسنتهم وهم يفكرون فى المقلب الجديد الذى سيستقبلون به ضيوفهم فى العام الجديد، فالخطأ ليس خطأ رامز وفريق برنامجه بقدر ما هو خطاء من يستمتع بلحظات تعذيب ضيوف برنامجه والشعور بالسعادة والانتشاء مع صرخاتهم وبكائهم.. وهو ما يؤكد أن رامز صح ونحن المختلفون معه على خطأ!