"حديث الصيام".. كيف نستقبل شهر رمضان؟ (الحلقة 1)
قال الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن التسمية برمضان فيها بركة؛ نظرًا أنه من الرمضاء، وهو مطر يأتي قبل الخريف يطهر وجه الأرض من الغبار ، وكلمة رمضان لها جمال ولها جلال: فالراء رحمة، والميم مغفرة، والضاد ضمان للجنة، والألف أمان من النار، والنور نور من الله، ويبشر النبي أصحابه وأمته من بعده بقدوم رمضان بقوله: (قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) (رواه أحمد).
وأضاف أنه إذا
كانت مؤسسات الدول تستعد فترة طويلة لاستقبال شخص معين من الناس، فحري بنا أن
نستقبل شهر رمضان استقبالا يليق به.. يليق بمكانته عند الله.. فهو مبعوث رب
العالمين لصالح المؤمنين من عباده يأتي في العام مرة واحدة فقط ، ويجب علينا أن
نستقبلَ هذا الضيف الكريم بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله عز وجل ومراقبته في
السر والعلن، وترك الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن حتى نفوز ونحوز رضا الله
في الدنيا والآخرة، وننعم بالسعادتين وبالنظر إلى وجه الله الكريم يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وتابع: نستقبله
بالإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،
ولنعلم أنه إذا وقف العباد فى ساحة الحساب يوم القيامة كان للعبد المؤمن عند الله
تعالى شفيعان يشفعان له: (القرآن والصيام)، يقول القرآن: يا رب لقد منعته النوم
ليلا فشفعني فيه، ويقول الصيام: يا رب لقد منعته الطعام والشهوة نهارا فشفعني فيه،
فيقبل الله شفاعتهما؛ فيشفعان للعبد، نستقبله بالتحلي بالصبر والصدق والشكر والورع
والمراقبة.
ولفت إلى أنه
يجب أن نبتعد عن الإسراف والتبذير في كل شيء في الكلام والطعام والشراب والمشتروات
والماء والكهرباء ، مضيفا: لا أنسى وأنا آكل وأمامي ألوان الأطعمة المختلفة أن
هناك مَن لم يجد هذه الأطعمة، ومن ثم يجب أن نشعر أولادنا بذلك؛ حتى يتعلموا شكر
نعم الله عليهم، وعلينا أن ندعم اليتامى والفقراء والجمعيات الخيرية.. ويجب على كل
واحد منا أن يعمل لنفسه خطة في رمضان، مثل: فك الكروب - إصلاح بين الناس– جبر
الخواطر – إماطة الأذى.. الإبداع في إسعاد المخلوقات..
واستكمل قائلًا:
يجب علينا ونحن نستقبل هذا الشهر الكرم أن نفتح باب عودة المياه إلى مجاريها مع
الأهل والأقارب والجيران وزملاء العمل ورمضان شهر القرآن والذكر، يقول (صلى الله
عليه وسلم): "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ"، وهو شهر البر والصلة، وشهر الجود والكرم، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أجود الناس وَكَانَ أجود مَا يَكُونُ
فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ
مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْانَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أجود بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" (متفق
عليه).