تعجيل الإفطار.. تعرف على أشهر البدع الرمضانية
شهررمضان، شهر التقرب والتسابق إلى الله، بالصيام والصلاة والإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور.
وقد كتب بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي، بعد جدال طال على مواقع التواصل، ردًا على رمضان بلا تراويح ومكبرات للصوت، قائلين أن كثير من تلك المظاهر لم تكن موجودة فى عهد الرسول، مذكرين بعضهم بعضا، بالفرائض والسنن وما هو فى البدع، وقد كثرت البدع، لتصبح عادات متأصلة، لا يفرق الناس بينها وبين العبادة، وقد نهي الدين عن العبادة، فيقول الرسول ﷺ: كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أو كما قال ﷺ، ويقول أيضًا: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
ومن أبرز البدع فى رمضان:
أولًا: بدع متعلقة بالإمساك:
1) تقديم وقت الإمساك، وقد سئل ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: فهل هذا له أصل من السنة، أم هو من البدع؟
فأجاب فضيلته بقوله:"هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه، لأن الله قال في كتابه العزيز: "وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ".
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر". وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله -عز وجل- فيكون باطلًا، وهو من التنطع في دين الله، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون".
2) التلفظ بنية الإمساك (الصوم): وذلك لأن النية محلها القلب وليس التلفظ بها.
قال الإمام الألباني -رحمه الله-: "واعلم أنه لا يشرع التلفظ بالنية لا في الإحرام، ولا في غيره من العبادات: كالطهارة، والصلاة، والصيام، وغيرها، وإنما النية بالقلب فقط، وأما التلفظ بها فبدعة، "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار". "حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-"(ص49).
3) تأخير أذان المغرب بدعوى تمكين الوقت:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" متفق عليه
4) الانشغال عن تعجيل الإفطار بأدعية مخترعة:
والصحيح أنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أدعية الإفطار إلا ما رواه أبو داود، والحاكم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: ذهب الظّمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله". وانظر "إرواء الغليل"(920).
أما حديث: "إنّ للصائم عند فطره لدعوة ما ترد" وما في معناه، فحديث ضعيف عند أهل الصنعة الحديثية؛ وقد أشار الإمام ابن القيم إلى تضعيفه في "زاد المعاد".
5) تعجيل السحور:
وهذا خلاف ما كان معهودًا زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؛ إذ أن السّنة تأخير السحور.
6) لفظ الطعام والشراب وإخراجه من الفم عند سماع الأذان:
وقد رخص النبي -صلى الله عليه وسلم- للمتسحر أن يقضي حاجته من طعامه وشرابه؛ وإن سمع الأذان، وذلك لما رواه أحمد، وأبو داود، والحاكم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سمع أحدُكم النداء، والإناءُ على يده، فلا يضعْه حتى يقضيَ حاجته منه". وانظر "السلسلة الصحيحة"(1394).
7) التزام المصلين أذكارًا وأورادًا ليس لها أصل بعد كل ركعتين، وبصوت جماعي على وتيرة واحدة:
قال ابن الحاج المالكي -رحمه الله- في "المدخل"(2293 ـ 294): "وينبغي له أن يتجنب ما أحدثوه من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح، ومن رفع أصواتهم بذلك، والمشي على صوت واحد؛ فإن ذلك كله من البدع".
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم " ألا إن كلكم مناج ربه.. فلا يوذين بعضكم بعضا.. ولا يرفع بعضكم على بعض بالقراءة" رواه ابو داوود والنسائي
8) دعاء ختم القرآن:
قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- بعد أن سئل عن هذه المسألة، ما نصه: "لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أصحابه أيضًا، وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا"، وهذا في غير الصلاة". "مجموع فتاوى ابن عثيمين"(14212).
7) التزام القنوت بعد الركوع:
قال الإمام الألباني -رحمه الله-: "وبعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع، يقنت -أحيانًا- بالدعاء الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- سِبْطَهُ الحسن بن علي -رضي الله عنهما-... ولا بأس من جعل القنوت بعد الركوع، ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان؛ لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمر -رضي الله عنه-". فانظر -غير مأمور- رسالة "قيام رمضان"(ص31).
8) تكلف السجع في الدعاء والإكثار منه، والاعتداء في الدعاء:
قال ابن عبا س -رضي الله عنهما-: "وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه؛ فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب". رواه البخاري(6337).
قال ابن الحاج المالكي -رحمه الله-: "وليحذر من السجع في الدعاء، والتنميق في ألفاظه؛ فإن ذلك ليس من الخشوع في شيء، وهو من محدثات الأمور، والمحل محل خضوع وانكسار، وذلك ينافيه". "المدخل"(4231).[
10) خروج بعض المصلين قبل أن يوتر الإمام بزعم إتمام قيام الليل في البيوت:
أخرج أحمد، وأصحاب السنن عن أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- قال: "إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة". وصححه الألباني في "إرواء الغليل"(447).
قال العلامة جمال الدين القاسمي -رحمه الله-: "والقصد أني أرى مصلي التراويح مع إمام المسجد ينبغي لهم إتمام الاقتداء به في صلاته إلى آخرها، وعدم الانفراد عنه". "إصلاح المساجد من البدع والعوائد"(ص87).