الأب بارثينيوس: اليونان خالية مثل المقبرة بسبب إجراءات كورونا
أعرب الأب بارثينيوس، رئيس دير القديس بولس في جبل آثوس المقدس باليونان عن ألمه وحزنه الشديد في رسالته الفصحية، فيما يتعلق بالتدابير الوقائية ضد انتشار فيروس الكورونا التي تفرضها الحكومة اليونانية.
وأكد " بارثينوس" أن الله سمح بهذه التجربة ربما بسبب ذنوبنا، لأننا نحن البشر ابتعدنا عن طريق الله، مضيفًا أن الكنائس في فترة الصوم الكبير والأسبوع العظيم في مدينة أثينا وتسالونيكي كانت خالية مثل المقبرة، كل الناس كانوا محتجزين في منازلهم! ما هذا الشيء المخزي؟.
وطالب بارثينيوس من السياسيين ورجال الدين، أن يفتحوا الكنائس حتى يتمكن الناس من الخروج بالأيقونات المقدسة، وعمل زياح (ليتانيا) مع الصلوات والبراكليسي لنطلب من الله أن يبعد عنا هذه التجربة".
وأكد رئيس دير القديس بولس أن هذه الأشياء والإجراءات تهدف في آخر الطريق إلى وضع ختم وحش الرؤيا للناس، وهذه ستكون أكبر فضيحة.
كان رهبان جبل آثوس المقدس في اليونان قد اطلقوا حملة للصلاة بالشموع، من أجل أن يرفع الله عن العالم وباء فيروس كورونا المُستجد.
وطالب الرهبان جميع الكنائس الانضمام إليهم بالصلوات والاتحاد وخاصةً في فلسطين وسوريا ولبنان، ومصر، ودبي.
واقيمت الصلوات طوال الليل، حيث يتوسّلون في طلب رحمة الرب ونعمته وخاصة بشفاعات العذراء مريم الفائقة القداسة وسترها الحامي وصلوات القديس الشهيد خرالمبوس الشافي من الأمراض المُعدية.
وطالب مطران مدينة ڤودين "إديسَّا، في اليونانِ الشِّماليَّة"، المطران يوئيل؛ الجميع بالمُشاركة برفع صلاةً جديدةً بمناسبة محنة كورونا الأخيرة من أجلِ المؤمنين في أبرشيَّتِهِ ومن أجل العالم أجمع، والتي ستتلى مع التسابيح والصلوات الليلة، وهي:
"أيُّها الرَّبُّ يسوع المسيح، إلهنا، يا طبيبَ النُّفوسِ والأجسادِ، يا مَن تجسَّدتَ لأجلِنا خلاصِنا، لكي تُبرئَ جرح خطيئةِ البشر الكبيرَ، يا مَن لم تزدرِ بالبُرصِ العشر المرضى الَّذين لا شفاءَ لهم، لكنَّكَ بنعمتكَ الخلاصيَّة قد طهَّرتهم.. يا مَن بصفتهِ إلهًا متأنِّسًا قضيتَ أيَّامَ حُضورِكَ على الأرضِ، صانعًا الحسناتِ وشافيًَّا جميعَ المرضى والمتألِّمين. يا مَن أبرزتَ مثلَ هذا الإحسانِ المشلولين والعميانِ والَّذين ذلُّوا بالمآثم الكبيرة، والمجانين والمتألِّمين جسديًَّا ونفسيًَّا، بالجَّسد والنَّفسِ. اقبَلْ الآنَ بمسرَّةِ صلاحِكَ صلاتَنا واطرُدْ بقوَّتِكَ الڤيروسَ القاتلَ، الَّذي أثارَ بظهورِهِ خوفًا حتَّى الموتِ وسطَ المرضى والمتألِّمين عن غيرِ استحقاقٍ. وإن كنتَ من أجلِ خطايانا الكثيرة قد سمحتَ بهذه المِحنة، فنطلبُ إليكَ بما أنَّكَ رحيمٌ أن تُجيزَهُ عنَّا وعن العالم أجمع".
"أمَّا إن كنتَ من أجلِ امتحانِ إيمانِنا قد سمحتَ للمرضِ بأن ينتشِرَ، فهدِّئْ من قلقِ الَّذين مرضوا من وبائِهِ.
لكن إن كان هذا المرضُ يَنتشِرُ بداعي شرِّ مُقاومِ خلاصِنا أو بسببٍ من عدمِ مبالاةِ بشرٍ عديمي المسؤوليَّة فأوقف شِدَّتَهُ بما أنَّكَ إلهٌ كُلِّيُّ القُدرةِ. اشفِ يا رب من الڤيروسِ اللَّعينِ النَّاسَ المرضى والمُسنِّين واحفَظْ الشَّبابَ، واعتِقْ الجَّميعَ من الاضطِّرابِ الَّذي في القلوبِ، واهبًا إيَّانا الصَّحَّةَ والرَّاحة واليقظة بدلًا منه. بشفاعةِ سيِّدتِنا والدةِ الإلهِ وجميعِ القِدِّيسينَ. آمين".
يذكر أن جبل "آثوس" ينضم من ضمن عشرين ديرًا كبيرًا، والكثير من المنشآت التابعة لها؛ وتسرى إدارة الجبل بموجب ميثاق حُرّر عام ١٩٢٤ وصُدّق عليه من قبل الدولة اليونانية عام ١٩٢٦.