بين قلة الإمكانيات والخلو من الحالات.. أسرار استعدادات أكراد سوريا لمواجهة كورونا

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لم يعتد متابعي الأخبار في العالم، سوى متابعة أخبار القصف والمعارك في سوريا، ولكن ومع انتشار وباء كورونا في العالم، "كيف يستقبل شمال السوري مرض كورونا؟"، خاصة الأماكن الخاضعة للإدارة الذاتية في شمال سوريا.

الإجراءات الاحترازية
قالت فهيمة حمو، مسؤولة مكتب تنظيم المرأة في مجلس سورية الديمقراطية، في حي الشيخ مقصود في حلب، إن الوضع بالحي جيد نوعا ما، حيث أغلقوا معبرين بينهم وبين مناطق الحكومة السورية وبقي معبر واحد مفتوح للحالات الانسانية مع مراقبة بجهاز فحص حراري.

وأكدت حمو لـ"الفجر"، أن الإدارة الذاتية قامت بإغلاق كافة المحلات ماعدا السمانة والخضرة لساعات محددة صباحًا، وخرجت لجان للمراقبة والتوعية لمنع التجمعات، وقامت الإدارة الذاتية بفتح مراكز بالكومينات لتوزيع الخبز وجرر الغاز والمساعدات للمحتاجين.

وبينت مسؤولة مكتب تنظيم المرأة في مجلس سورية الديمقراطية، أنه يتم التبرع من أهالي الحي ذوات الأحوال الميسورة للكومين، حيث يتم توزيعها على المحتاجين، واعطاء أمبيرات وخبز مجاني لأسبوع لكافة أهالي الحي من قبل لجنة الاقتصاد.

وأضافت حمو، أنه تعقم الشوارع يوميا من قبل بلدية الشعب وأيضا الاهتمام بنظافة الحي من رفع القمامة بشكل متواصل، وغيرها الكثير من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية في شمال سوريا.

وأردفت مسؤولة مكتب تنظيم المرأة في مجلس سورية الديمقراطية، أنه من ناحية تجاوب الشعب يوجد استجابة بنسبة 70% من قبل الشعب لقرارات مجلس العام للحي، وسوف يتجاوز هذه الأزمة بدون إصابات تذكر.

مخيمات نازحي عفرين
"عملنا ضمن الإمكانات المحدودة".. بتلك الكلمات وصفت أنجيلا رشو، الرئيسة المشتركة للهلال الأحمر الكردي في مناطق السهباء، التي يقطنها النازحين الأكراد من الشهباء، أنه منذ بدء الوباء كورونا( covid - 19) أجروا التعليمات اللازمة واخذ الاحتياطات الاحترازية حسب تعليمات منظمة الصحة العالمية، حتى الآن لم يشاهد أي إصابة في مناطق الشهباء منذ فترة ليست ببعيدة، وكان هناك حالة مشتبه به، ولكن بعد أخذ التحاليل وكانت النتيجة سلبية.

وأكدت رشو لـ"الفجر"، أنه على مداخل الشهباء، يوجد أعضاء من الكادر الطبي هناك، ويتم فحص كل زائر من المناطق الأخرى، وحاليا لايوجد زيارات إلى المنطقة الا للحالات الطارئة جدا.

وبينت رشو، أنه يوجد مكان للعزل ويوجد جهاز فحص الحرارة الروتينية، أما بالنسبة لأجهزة التنفس الصناعي، فهي ناقصة بالنسبة للوضع الراهن.

واستكملت الرئيسة المشتركة للهلال الأحمر الكردي في الشهباء، الصعوبات التي تواجه الكادر الطبي، ومنها أن المختبر الرئيسي لايوجد بالمنطقة نفسها، ففي حال أي طارئ، يتم نقل المصاب إلى مدينة حلب للعلاج، وطبعا هنا تكمن صعوبة نقله إلى المدينة (المشفى)، فالمخابر الرئيسية الموجودة فقط بالمحافظات السورية.

التخوف من الوافدين
"التخوف من الوافدين" هكذا وصفت ولات علي، عضو حزب الإتحاد الديمقراطي، الحزب المؤسس للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أن كورونا في روج آفا وشرق سوريا حتى الآن لاتوجد إصابات به وإجراءات الإدارة الذاتية جيدة نوعا ما.

وأكدت علي لـ"الفجر"، أن الخوف منبعه من كل من النظام السوري والاتراك لانه تم إرسال أكثر من شخص لمناطق الإدارة الذاتية، والخوف أن يكونوا مصابين وتساعد نظام عملائها في المنطقة.

وأضاف عضو حزب الإتحاد الديمقراطي، أنه من ضمن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية، منع التجوال وتطبيق قانون التباعد الاجتماعي وتجهيز بعض مؤسسات كمراكز صحية من أجل حالات الطوارئ.

وطالب عضو حزب الإتحاد الديمقراطي، أنه يجب على الإدارة الذاتية أن تشدد إجراءات أكثر ضد من يخالف كل من لم يتقيد بالقوانين، وتوزيع مساعدات للعائلات الفقيرة وتجهز مستشفيات أكثر وتوعية الناس.

قلة الإمكانيات
"حاليا الوضع تحت سيطرة".. بتلك الكلمات أوضح شريف إبراهيم، المحلل السياسي الكردي، حالة كورونا في شرق الفرات، مبينا أنه رغم من ذلك الإمكانيات ضعيفة جدا"، لأنه لا تتوفر المعدات الطبية وهنا مخاوف كبيرة لدى الشعب.

وأكد إبراهيم لـ"الفجر"، أن المدنيين في كل من كوباني وعامودا يصنعون جهاز التنفسي الاصطناعية، برغم من أن إمكانياتهم ضعيفة جدًا، لا تتوفر دعم الدولي حيال هذا الأزمة وأيضا الأدوات الطبية غير كافية.