اليوم الأوّل من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441

أبراج

اليوم الأوّل من شهر
اليوم الأوّل من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441


*مُقدّمةٌ لابُدّ منها.....
يُجمع المُشتغلون بالتحليل النفسى على أنّ تفسير الأحلام هو أفضل ما قدّمه الدكتور سيجموند فرويد من مُؤلفاته ، والأحلام مسألة شغلت إهتمام الإنسان بشدّة منذ أقدم العصور وتعرّض إليه مُختلف الثقافات ،ورغم ظهور مُؤلفات فى تفسير الأحلام كتفسير الأحلام الكبير لإبن سيرين و تفسير أرسطو إلا أن مُؤلّف فرويد إعتمد النزول لعمق النفس البشرية وربطها بالبيئة وماضى وحاضر الإنسان وأحواله فى يقظته ، ذلك أن رموز الأحلام التى يحلم بها شخص بدائى يعيش فى أواسط أفريقيا لها دلالات تختلف عن رموز يحلم بها شخص يعيش فى قلب مدينة نيويورك.

وعلى ذلك ربط فرويد علم تفسير الأحلام بدقائق النفس البشرية ، فعندما كان فرويد فى خطواته للكشف عن طبيعة مرض الهيستيريا وأن هذا المرض يخضع لظواهر علمية سيكولوجيّة ثابتة يُمكن تسجيلها كان أسلوبه فى إكتشاف تلك الظواهر أسلوب التداعى الحُر ، فيُعطى المجال لمرضاه بأن يكتبو خواطرهم بكل حريّة فلاحظ إهتمام مرضاه الكبير بذكرهم الكثير عن أحلامهم ، وأصغى فرويد باهتمام كبير لتلك الأحلام وأثرها فى توضيح إصابة المريض بالهيستيريا أو غيرها من الأمراض النفسية ، وعليه فإن كتاب تفسير الأحلام إشتمل على مؤلفات أساسيّة سابقة لفرويد مثل "علم النفس المرضى فى الحياة اليوميّة" و كتابه المشهور "ثلاث مقالات فى نظرية الجنس" الذى عالج فيه إضطرابات النمو النفسى الجنسى أثناء الطفولة وبين إنحرافات جنسية تحدث للشخص الراشد البالغ ، وكتاب "الطوطم والتابو" الذى أرسى فى قواعد علم الأنثروبولجيا الإجتماعية الحديثة.

كما تجدر الإشارة إلى أن تعرّض فرويد للأحلام كمدخل لعلم النفس كان تمرداً وثورة على المبادئ الأساسية للبحث العلمى عند معاصريه من العلماء ، فقد إعتبرو أن الإتجاه العلمى الصحيح فى رأيهم لايكون إلا فى المعامل تحت شروط فزيائيّة وكيميائيّة ثابتة يُمكن قياسها وضبطها ، وما عدا ذلك فهو إرتداد إلى أسلوب التفكير الغيبى أو شطحات الشعراء.

*المصدر: كتاب تفسير الأحلام لسيجموند فرويد ، تحت إشراف الدكتور مُصطفى زيور 1969.