فنزويلا وإعصار "كورونا".. مختبر واحد و75% من المستشفيات دون مياة
تعيش فنزويلا أسوأ حالاتها مع وصول وباء كورونا إليها، رغم أنها بلد نفطي إلا أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية الأخيرة بسبب العقوبات الأمريكية ووجود حكومة خوان جواديو المعترف بها غربيًا بجانب حكومة الرئيس نيكولاس مادورو التي تحكم البلاد، مع تزايد حالات الإصابة بكورونا زاد النار اشتعالا في هذا البلد اللاتيني.
أزمات في القطاع الصحي
كشفت صحيفة إلموندو الإسبانية، بأنه على الرغم من التباهي بأكبر احتياطيات نفطية مؤكدة على كوكب الأرض، لا تزال فنزويلا غارقة في الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية التي استمرت لسنوات، والتي منها لتضخم المفرط، فوفقًا للبنك المركزي الفنزويلي التضخم وصل إلى ما يقرب من 10000 ٪ العام الماضي، وأصبح النقص في المواد الغذائية الأساسية والإمدادات الطبية أمر روتيني.
وأكدت الصحيفة الإسبانية، أنه تواجه المستشفيات انقطاع التيار الكهربائي بانتظام، في حين أن الإمدادات الأساسية من القفازات الطبية إلى المضادات الحيوية الأساسية - غالبًا ما يصعب الحصول عليها، حيث فر أربعة ملايين ونصف المليون شخص من فنزويلا، بينهم عمال رعاية صحية وأخصائي أمراض، وتستمر الأمراض القابلة للعلاج مثل الخناق والحصبة والملاريا في الانتشار في الظروف.
وأضافت إلموندو، أن فنزويلا تعاني من النقص في الأسرة، ونقص مناطق العزل، وقلة الإمدادات من الصابون، وتلك المشكلات تعتبر بالفعل واقع يومي في أحد المستشفيات في سيوداد غوايانا، وهي مدينة تقع في شرق البلاد بها مركز تم إعداده للاستجابة للحالات المصابة بالوباء ولكن العمال هناك يؤكدون أنه لا توجد سيارات إسعاف كافية لنقل المرضى.
ونقلت الصحيفة عن خوسيه فيليكس أوليتا، الذي شغل منصب وزير الصحة الفنزويلي في الفترة من 1997 إلى 1999، أن النظام الصحي الفنزويلي ضعيف تمامًا ولا يمتلك القدرة على التحكم في وباء كورونا، ولا يستطيع الاستجابة لاحتياجات الناس الأساسية، مشيرًا إلى أن البلاد تعتبر بيئة مثالية لنقل الوباء، كما كشف مسح للأطباء في جميع أنحاء البلاد أجرته المنظمة غير الحكومية المحلية "الأطباء المتحدون" أن 25 ٪ فقط من الفحص لديهم مياه جارية في مستشفياتهم وعياداتهم، وقال الثلثان إنهم لا يملكون قفازات أو أقنعة أو صابون أو نظارات واقية.
وأردفت الصحيفة أنه بعد وصول عدد الحالات المصابة بوباء كوفيد-19 في العاصمة الفنزويلية كراكاس إلى 33 حالة قامت الحكومة بحجر صحي في العاصمة كاراكاس وست ولايات أخرى، إلى جانب حظر السفر من وإلى فنزويلا، ويوم الاثنين التالي لقرار الحجر الصحي تم تمديد اللائحة إلى جميع أنحاء البلاد، وقال أحد العاملين في مجال الصحة: "نحن خبراء في الأزمات ولكن الفيروس التاجي يمثل تحديا آخر وسنحتاج إلى مزيد من الدعم".
مختبر واحد
بينما نقلت صحيفة إلناثيونال الفنزويلية عن خوليو كاسترو، رئيس لجنة خبراء الصحة بالرئاسة المؤقتة، أنه لا يوجد سوى مختبر واحد في البلاد المزود بالكواشف والتدريب اللازم للكشف عن الكوفيد 19، مبينًا أن هناك 8 مختبرات على الأقل لديها التدريب والشهادات والمعدات ويحتاجون فقط الإمدادات.
وأكد كاسترو، إلى عدم وجود أدوات كافية في القطاع الصحي لقياس المرض، وأن فنزويلا تقوم بعمل اختبارات "بي سي أر" قليلة للكشف عن مصابي كورونا، وأكد أنه تم إجراء 5،969 اختبار، وهو ما يعادل ما بين 85 و95 اختبار يوميًا، يتم إجراء 198 اختبارًا فقط لكل مليون نسمة، محذرًا من هذا العدد المنخفض من الاختبارات.
أزمة سياسية
ولم تتوقف أزمة كورونا في فنزويلا على البعد الصحي للأزمة، بل تعدت ذلك لتزيد الأزمة السياسية بالبلاد التهابا، حيث قام زعيم المعارضة والرئيس المؤقت للبلاد خوان جوايدو بالطلب تشكيل حكومة طوارئ لمواجهة تداعيات الوباء، ضمن حزمة من الإصلاحات، بحيث تشمل جميع القطاعات السياسية في البلاد، وفتح قناة إنسانية تسمح بالدخول الفوري للمساعدات الدولية، منها طلب قرض مبدئي بقيمة 12.000 مليون دولار لحالات الطوارئ وتخصيص موارد مباشرة لكل عائلة تعتمد على العمالة اليومية.
وبعدها اندلعت احتجاجات وعمليات نهب وقعت هذا الأسبوع في ولاية بوليفار وسوكري وموناجاس، وأشار جوايدو إلى أن تلك الاحتجاجات ترجع إلى الاحتياجات الأساسية للفنزويليين في مواجهة الأزمة التي تمر بها البلاد، قائلًا: "الاحتجاج هو الطريقة الوحيدة لمحاولة البقاء عندما لا تكون الحقوق الأساسية مضمونة، والقمع لا طائل منه عندما يسود الجوع، كما يتضح من أوباتا وبونتا دي ماتا وغواناري".