من سري كانية إلى عفرين.. الشمال السوري محاصر بين كورونا وانتهاكات أردوغان
تستمر تركيا في تصعيد هجماتها على الشمال السوري رغم الأزمة العالمية التي خلقها فيروس كوفيد-١٩ المستجد، والدعوات لوقف الحروب من أجل وقف تفشي الفيروس، إلا أن البنادق التركية لا تزال انتهاكاتها مستمرة بحق السوريين.
أسباب الإستهداف
"لها اهداف متعددة" بتلك الكلمات وصف عاطف صبري عضو حزب الإتحاد الديمقراطي الحزب المؤسس للإدارة الذاتية في شمال سوريا، الهجمات التركية على شمال شرق سوريا خلال وباء الكورونا، مبينا أن لها عدة عوامل وأسباب، بمجالين اسباب قريبة ضمن محاولات تركيا لكسب مساحات جغرافية أوسع وأكبر في شمال سوريا، وتضييق الخناق على الإدارة الذاتية الديمقراطية لتحقيق مصالحها بالشمال السوري، مثال في الوقت المنطقة تحتاج لمساعدات لمواجهة جائحة كورونا.
وأكد صبري لـ"الفجر"، انه بنفس توقيت الوباء قصفت تركيا محطة علوك لتوزيع المياة في مدينة الحسكة التي يقطنها أكثر من مليون شخص، لتقوم بقطع امدادات المياة عن هذا الكم من البشر في الجائزة التي تحتاج للتنظيف والتعقيم والحجر المنزلي، وتحتاج لاستخدام مياة كثيف.
وأضاف عضو حزب الإتحاد الديمقراطي، أن ذلك يحدث رغم مبادرة الأمم المتحدة لوقف جميع الحروب والصراعات في العالم، إعطاء الأوامر لجميع الجيوش لشعوبها لمواجهة جائحة كورونا، تركيا تزيد من الهجمات عبر المرتزقة التي جابهم في راس العين وتل ابيض والريف الشمالي لحلب، مشيرا إلي أن السبب الغير مباشر حالة الفوضى التي شهدها الشارع التركي بسبب ارتفاع الدولار مقابل الليرة التركية، وازدياد نسبة البطالة والتفشي السريع للفيروس، وإصابة مئات الآلاف وعجز الدولة التركية على تقديم الخدمات لهم.
وبين صبري، أنه عمليا تركيا تصعد أزماتها الداخلية إلي الخارج سواء ليبيا أو شمال سوريا، خاصة الشمال السوري كونها منطقة قريبة ولا تكلف الدولة الليبية عناء نقل الجنود والمعدات، خاصة بعد استقالة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، وخروج الوباء عن السيطرة في تركيا.
وأردف عضو حزب افتحاد الديمقراطي، أن الجنرال مظلوم عبدي أعلن عبر موقعه على تويتر، أن قوات سوريا الديمقراطية اوقفت عملياتها العسكرية على جميع الجبهات مع احتفاظها بحق الرد على اي اعتداء، وكان من المعروف وقوف قوات قسد أمام الجماعات الإرهابية مثل داعش والجيش الوطني السوري وجبهة النصرة والعمشات، فهي لم تؤسس للهجوم على أحد، والآن رغم الإمكانات الضعيفة والحصار من جميع الجهات، وتوقف حركة التجارة العالمية إلا أن الإدارة الذاتية مستمرة في تعفير الشوارع.
نقل المصابين إلى الشمال السوري
قال إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيواستراتيجي، إن انتهاكات الإحتلال التركي يومية وبشكل مستمر، منها اعتقالات يومية، تهديدات يومية في عفرينيين، وانتهاكات بحق المكون الكردي الاكثر تضررا من المحتل التركي بحكم ممارسات الميليشيات والمجموعات المتطرفة المعارضة السورية، بالإضافة لقطع المياة عن منطقة رأس العين.
وأكد كابان لـ"الفجر"، أن هناك حديث على نقل مرضى من تركيا الي مناطق الاحتلال التركي سواء في عفرين أو ادلب، أو الي مناطق غرب الفرات أو سرقه في رأس العين وتل ابيض.
وأضاف الباحث الكردي ورئيس موقع الجيواستراتيجي، أن الهدف التركي تحويل المنطقة الكوردية التي احتلتها في الشمال السوري إلى بؤرة للإرهابيين والمتطرفين من أجل تدمير هذه المنطقة وجعلها مركز تدريب للمتطرفين الذين سوف يحمون نظام اردوغان وامن تركيا على حساب الامن القومي العربي والسوري.
وبين كابان، أن وكذلك ما تفعله هذه المجموعات المتطرفة السورية وعناصر تركمانية استقدمها النظام التركي إلى المنطقة هو لأجل اجراء التغيير الديمغرافي وخاصة في هذه الظروف.
وأردف كابان، أن هناك محاولات تركية في نقل الفيروس إلى مناطق الادارة الذاتية من خلال المدنين وتنقلاتهم، وتنبهت الإدارة الذاتية لذلك قبل فترة قصيرة، وأيضًا هناك محاولات جديدة للمستوطنين التركمان والنازحين السوريين الذين أستقدمهم النظام بالاتفاق مع الروس إلى ادلب في توطنيهم بالمدن الكردية بعد عمليات التصفية والتغيير الديمغرافي الذي نفذه الاحتلال التركي ومرتزقة المعارضة.
عفرين
"ما تقوم به سلطات الاحتلال التركي من انتهاكات تشابه الصهيونية والنازية" بتلك الكلمات وصف ميليفان رسول، المحلل السياسي الكردي الانتهاكات التركية في شمال سوريا، مبينا انه تحديدا في منطقة عفرين، ظهرت ممارسات قامت بها الفصائل المسلحة الجهادية في فرض الجزية والاتاوات على المواطنين، وقيام الاحتلال التركي بقضم مساحات شاسعة وبناء جدار عازل في المقاطعة.
وأكد رسول ل"الفجر"، أن الأخطر في مدينة عفرين هو تجميع الفصائل الجهادية الشرسة في معسكرات لارسالهم لليبيا، وتوسع المشروع التركي إلى ليبيا بايادي مرتزقة سوريين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا عبيد للدولة المحتلة.
شرق الفرات
وأضاف المحلل السياسي الكردي، أن الاحتلال التركي قام بنقل المصابين بكورونا من المناطق التي تخضع لسيطرتها الي عموم شمال سوريا في سري كأني وتل ابيض وعفرين، وتسخير مشفى سري كأني لجلب المصابين الأتراك بكورونا من تركيا الى مشفى سري كاني، وهذا خطير لدرء الخطر عن الداخل التركي.
وبين رسول، أنه في ظل انشغال العالم بالوباء يقوم الاحتلال التركي بقصف يومي في مناطق الشهباء وعين عيسى وتل تمر عبر كل من الطيران المسير والدبابات والمدفعية، والتي تقصف السكان المدنيين وقوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام السوري، وكأن العالم في صمت مريب، فتلك المنطقة لا تصلها مساعدات إنسانية أو أدوية أو علاج أو تجهيزات طبية، أو الات للوقاية.