خبير تكنولوجيا معلومات: معظم مواقع وتطبيقات إحصائيات كورونا مقرصنة
أصحاب شركات الإنترنت والتجارة الإلكترونية حققوا مليارات خلال الأزمة
شركات الأدوية والعقاقير الطبية روجت الشائعات بإيجادهم للقاحات الفيروس لرفع أسهم شركاتهم بالبورصة
مستخدمو شبكة " الدارك ويب " عرضوا " لعاب ودماء" مرضى كورونا لتنفيذ اغتيالات
استطاعت أزمة فيروس كورونا المستجد، أن تلقي بظلالها على تجارة مربحة على الرغم من الخسائر الاقتصادية التي طالبت العديد من الشركات والمصانع التي توقفت بسبب الأزمة، بعدما زاد عدد مستخدمي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة في فترة الحظر الإجباري، ودفعت بالعديد من الشركات الإلكترونية والرقمية لتحقيق أرباح خيالية خلال فترة وجيزة لم تحققها على مدار السنوات السابقة.
واستغل مستخدمو شبكة "الدارك ويب" على شبكة الإنترنت والتي يستخدمها بعض الأشخاص في بعض الأعمال غير المشروعة ومنها تجارة المخدرات والدعارة والسلاح أزمة فيروس كورونا، في بيع "لعاب ودماء" مرضى كوفيد 19 لتنفيذ اغتيالات عن طريق نقل العدوى للأشخاص للتخلص منهم بطريقة آمنة وطبيعية.
وأكد الدكتور محمد الجندي، خبير تكنولوجيا المعلومات ومدير منظمة أمن المعلومات الدولية بالأمم المتحدة، أن أزمة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد أظهرت العديد من عمليات الاحتيال والنصب على شبكة الإنترنت لجني الأرباح وتحقيق مكاسب مادية كبيرة استغلالًا للأزمة.
وأضاف في تصريح إلى "الفجر" أن من بين المستغلين للأزمة، هؤلاء الذين يستخدمون شبكة "الدارك ويب" والتي تدار عبر مجموعة من القراصنة والمحتالين وينصب عملهم في تجارة المخدرات والسلاح والدعارة وغالبًا ما تكون السلع والخدمات علي تلك الشبكة وهمية وغير موجودة بالحقيقة ومستخدميها يسعون لعمليات غير مشروعة في الغالب بعيدًا عن أعين القانون.
وتابع "الجندي"، أن شبكة الإنترنت والمواقع المعتادة لم تخل أيضًا من عمليات النصب والإحتيال في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، فبعض المتخصصين استغلوا الأزمة للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم اعتمادًا على خوف وهلع الناس من الوباء المتفشي في كثير من دول العالم.
وأورد أن منهم بعض شركات الأدوية والعقاقير الطبية، التي روجت بعضها إلى وجود بعض اللقاحات والأمصال الخاصة بالشركة والتي تؤدي إلى العلاج من فيروس "كوفيد 19"، فيؤدي ذلك إلى تداول اسم الشركة وسرعة انتشارها بدرجة كبيرة وكذلك ارتفاع أسهمها في البورصة العالمية والأوروبية، وكذلك زيارة مستخدمين شبكة الإنترنت لموقع الشركة لمعرفة فاعلية الدواء وأماكن بيعه وانتشاره.
ونوه بأن بعض القراصنة استغلوا أزمة فيروس كورونا وصمموا العديد من المواقع والتطبيقات الخاصة، وزودوها بمعلومات وبيانات وأرقام، مع إمكانية الولوج بالعديد من اللغات ومنها اللغة العربية، حتى يستخدمها مرتادو المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة آخر الإحصاءيات الخاصة بتفشي الوباء الجديد، ومن ثم تقوم تلك المواقع بالسيطرة على حسابات المستخدم ومعرفة أرصدته البنكية ومعاملاته التجارية.
وأورد أنه يمكنهم السيطرة على حواسبهم الشخصية وهواتفهم المحمولة، والوصول إلى الصور الخاصة وجهات الاتصال، وبالتالي يمكنهم ابتزاز هؤلاء الأشخاص فيما بعد أو إفراغ حسابتهم البنكية بصورة سريعة ومضمونة.
وذكر أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" وغيرها استغلت أزمة فيروس كورونا، لتجمع العديد من البيانات والمعلومات من مستخدمين التطبيق للحصول على أرقام وبيانات المرضى والمصابين والأماكن التي ظهر بها المرض لتستخدمها فيما بعد بصورة أكثر احترافية أو تمد بها بعض الجهات الحكومية التي تعمل معها لتكوين قاعدة بيانات عن المصابين في العديد من دول العالم ومنها الدول العربية.
وأوضح أن العديد من المصانع والشركات التجارية خسرت العديد من الملايين والمليارات في ظل تفشي وباء فيروس كورونا المستجد والركود الإقتصادي في تلك الأزمة، إلا أن العديد من شركات الإنترنت والمواقع وكذلك أصحاب التطبيقات الإلكترونية حققت الكثير من الأرباح والمكاسب المالية الضخمة ومنها بعض العمليات التجارية التي تتم عن طريق التجارة الإلكترونية، وبعضهم حققوا أرباح وصلت لمليارات الدولارات خلال أسابيع قليلة.
وأشار إلى عدد العملاء الذي استخدموا تطبيقات بنكية ذكية عن طريق هواتفهم المحمولة في مصر، وصل إلى أرقام غير مسبوقة، بعدما لجأت البنوك إلى توجيه العملاء لتحميل تطبيقات خاصة ببنوكهم وربطاها بحساباتهم الشخصية وإجراء العديد من المعاملات البنكية عن طريق الهاتف بدلًا من الذهاب إلى البنك والاختلاط بالموظفين والمواطنين الآخرين وهو ما فتح الطريق إلي تقليل أعداد المعملاء المترددين علي أفرع البنوك للقيام بمعاملات بنكية.
ولفت إلى أن شركة "جوجل" أجرت تعاونا وتنسيقا مع شركة "أبل" لأول مرة في تاريخها في ظل تلك الأزمة العالمية لعمل تطبيقات رقمية مربوطة بهواتف "الآبل" وكذلك "الأندرويد" تنبه الشخص بالأماكن التي ظهرت فيه فيروس كورونا.
واستكمل "كذلك الأشخاص المصابين في المنطقة القريبة منه والموضوعين في حجر صحي في المنازل وكذلك المستشفيات الخاصة بالحجر الصحي، وستطلق ذلك التطبيق خلال الفترة المقبلة".
واستطرد أن العديد من دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، ستتعاون في إمداد ذلك التطبيق بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بالعديد من البيانات والأرقام والمعلومات الخاصة بالمرضي والمصابين وستتجه الدول العربية للمشاركة في ذلك التطبيق الجديد.
واسترسل، أن أزمة كورونا حققت طفرة رقمية كبيرة في مصر وتجاوزت مراحل عديدة من مراحل التحول الرقمي، فأصبحت المحاضرات والدروس التعليمية تتم عن طريق الإنترنت والمواقع وكذلك المعاملات البنكية والصفقات التجارية.
واستتبع أن نسبة الأمية الإلكترونية في مصر قلت، بدرجة كبيرة، بعدما لجأ العديد من المواطنين إلى استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة والمواقع والتطبيقات الرقمية في أثناء فترة الحظر، وهو ما سيلقي بظلاله على العديد من الصناعات والمؤسسات خلال الفترة المقبلةبعد انقضاء أزمة كورونا وسيصبح التحول الرقمي أمرًا واجبًا على الحكومة المصرية لمواكبة التطور العالمي والتكنولوجي الجديد.