أحمد الشيخ يكتب: ضع إعلانك هنا
"ضع إعلانك
هنا" لافتة تجدها في كل مكان يمكن أن تضع فيه اعلان سواء فى الشارع او المترو
أو حتى على بعض مواقع الانترنت، ومع اقتراب شهر رمضان أعاده الله علينا وعليكم
وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، تنفجر الحملات الإعلانية لكافة
الشركات بمختلف مجالاتها، وتضع كل شركة منذ بداية العام ميزانية ضخمة لحملاتها
الإعلانية في هذا الشهر الكريم تتجاوز 100 مليون جنيه في بعض الأحيان لبعض الشركات
الكبيرة وتنخفض وترتفع بحسب طبيعة كل حملة وحجم كل شركة.
ولكن هذا العام
وللأسف في "زمن الكورونا" يأتي شهر رمضان بهدوء دون صخب، ودون تزاحم على
الأسواق لشراء مستلزمات الشهر الذي تكثر فيه العزومات ولمة العائلة والأصدقاء، حيث
أن الجميع في الحجر المنزلي والأغلبية العظمى أعلنت أنها لن تستقبل زيارات خوفاً
من تفشي الفيروس القاتل وسيبقى كل بيت عامراً بمن فيه، فهو شهر استثنائي تعمه حالة
الطوارئ لأول مرة فى تاريخ مصر ينقصه الكثير من الفرح بعد إغلاق المساجد وتعليق
الصلاة خصوصاً صلاة التراويح والتي كانت روح هذا الشهر الكريم، ولكن لا يسعنا غير
دعوة الله عز وجل لرفع البلاء والوباء عن مصرنا الحبيبة.
ونعود لموضوعنا
وهو هل ستستمر الشركات في حملاتها الإعلانية؟ إن كانت الإجابة بنعم فهو إهدار
لأموال تحتاجها البلد في مواجهة تفشي الفيروس أكثر من أى وقت مضى، وهي بالفعل كانت
مخصصة للدعاية لمنتجات شركات قائمة بالفعل والشعب كله يعلم عنها ويستخدمها فى
معظمها وبما أنها منفقة في كل الأحوال فبالتالي المساهمة بها فى الجهود المجتمعية
لمواجهة كورونا هو الأنسب والأفضل، ولن نقبل مبررات من قبيل أنها تدعم القنوات
الفضائية من أجل عرض المسلسلات الرمضانية حتى يجد المواطنون بالبيوت تسلية تلهيهم،
أقول لهم: هذا محض هراء وإفلاس فكري ولا يصب في مصلحة البلد، ولن يموت مصرى إذا لم
يشاهد مسلسلات جديدة هذا العام لأن مكتبتنا عامرة بالأفلام والمسلسلات التي يمكن
ملئ ألاف الشاشات بها، ولكنه سيموت فعلا إذا مرض وذهب إلى المستشفى ولم يجد غرفة
أو سرير أو جهاز تنفس صناعي، لن يموت المصري إذا لم يشاهد هذا العام مقالب "فلان
في علان"، أو مسابقات وفوازير "ترتان"، ولكنه سيموت إذا لم يجد
طبيب وممرضة وعلاج في انتظاره داخل المستشفى او لم يجد مستشفي ورعاية صحية من
الأساس.
لذلك هذا العام ضع
إعلانك هنا: في تطوير المستشفيات ووحدات الرعاية الصحية في أجهزة التنفس الصناعي في
الأدوية والمطهرات ولوازم الرعاية المركزة، في مكافحة فيروس كورونا، دعونا نطلق
مبادرة خير في رمضان هذا العام وهي مبادرة المليار جنيه لدعم مستشفيات مصر، من
خلال لجنة مركزية مؤلفة من قيادات العمل المجتمعي، وصندوق مخصص لجمع هذه الأموال
وتوجيهها لتطوير المستشفيات المركزية بالمحافظات أولاً، حتى يجد المواطن الخدمات
الصحية قريبة منه ولا ادعوا لو ضع هذه الأموال في زيادة رواتب أو مكافأت فهي
التزام على الحكومة لا دخل لنا به، ولا فى تطوير أبنية وإضافة منشأت لمستشفيات
قائمة فهو إلتزام أخر على الحكومة ، ولكن في أجهزة طبية وخدمات ومستلزمات تحتاجها
هذه المستشفيات لتطوير الرعاية الصحية بها، حتى تكون على مستوى الحدث، وتقدم خدمة
صحية محترمة للمواطنين، ولا مانع أن تكون إهداء بأسماء الشركات مجتمعة او فرادا
حتى تحقق الغرض الدعائي منها أيضاً ويعلم المواطن أن هذه الشركات الوطنية ساهمت في
رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة له ووقفت بجانبه فى أحلك الظروف.
هذا الأثر
المجتمعي الذي ستتركه تلك الشركات بأموال إعلاناتها التي كانت ستنفقها من الأساس
لا يضاهي ألف حملة إعلانية في شهر رمضان المبارك، بجانب ألاف الحسنات التى وعد بها
الله عز وجل كل من ينفق في سبيل تفريج كرب انسان أو في شفاء مريض في كافة الأديان السماوية، لذلك
أدعوا كل الشركات والمؤسسات للمشاركة في هذه الحملة ولتضع إعلانك هنا.