كريم وزيري يكتب: ما وراء قائد خط الجمبري
تمر دول العالم اليوم بظرف عالمي طارئ بعدما انتشر فيروس كورونا المستجد " كوفيد ١٩" بعدما أصاب أكثر من مليون شخصا وتوفي ما يزيد عن خمسون ألف مريض حتى الأن، وأصبح العالم ينتظر على أحر من الجمر خروج لقاح جديد للقضاء على جائحة كورونا.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية شاهدنا تعليقات قوي الشر فور افتتاح أي مشروع للمؤسسة العسكرية، ووصفها للقوات المسلحة بجيش المكرونة أو جيش خط الجمبري، وغيرها من الانتقادات التي طالت العديد من المشاريع الوطنية التي تبنتها القوات المسلحة، وذلك بعدما وضع الجيش رؤية وطنية حكيمة تقتضي بتحقيق اكتفاء ذاتي للقوات المسلحة المصرية في وقت الحروب والأزمات.
إلا أن تلك الرؤية الحكيمة أثبتت نجاحها الباهر في تلك الأزمة، بعدما خضعت للاختبار العصيب لجائحة كورونا، فما قامت به القوات المسلحة خلال الأسابيع القليلة الماضية يدعو للفخر، فقد استطاعت إدارة الحرب الكيميائية تعقيم وتطهير أكثر من ٤٠ مؤسسة وهيئة وطنية من بينها وزارات وجامعات وحتى الشوارع والميادين، وهو ما لم تقم به دولة إلى الآن بكل إمكانياتها وتقدمها .
ولم يقف عطاء القوات المسلحة عند التعقيم أو التطهير بل تجاوزت ذلك الدور بإمداد منافذها عن طريق جهاز الخدمة الوطنية بمختلف المواد الغذائية من لحوم وألبان وسلع إستراتيجية من فائض احتياجاتها، حتي تواجه جشع التجار في تلك الأزمة وترفع العبء عن كاهل المواطن المصري البسيط.
وسخرت المؤسسة العسكرية كافة طاقتها ومصانعها لإيجاد حلول مبتكرة لتجاوز جائحة كورونا، ومنها بوابة التعقيم الذاتي َوالتي ستعمل علي تعقيم الأفراد، في المؤسسات والهيئات التي تشهد ازدحاما كبيرا، وسيتم توزيع تلك البوابات على الوزارات والمحاكم وحتى المساجد والكنائس خلال الفترة القادمة.
وطوعت المؤسسة العسكرية خبراتها ومصانعها من أجل إنتاج أنواع متعددة من الكحول والمطهرات والكمامات الطبية والبدل الواقية اللازمة للمتعاملين مع المرضى والمصابين ، وبأسعار مخفضة بعدما ارتفعت أسعار تلك المواد فور ظهور الأزمة، إلى جانب مستشفيات القوات المسلحة وإدارة الخدمات الطبية التى تتحمل مجهودا مضاعفا بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية لرعاية المصابين والمرضى من مختلف فئات الشعب المصرى.
ولم تدخر القيادة العامة للقوات المسلحة جهدا في تجهيز أندية القوات المسلحة، لتستوعب أكبر عدد يحتاج للعزل، مع توفير المعامل المتنقلة لإجراء التحاليل في المناطق التي تحتاج لها، فضلا عن توفير ألف عربة إسعاف مجهزة بأجهزة العناية المركزة والإسعاف الطائر للإخلاء الجوي، إلى جانب العناصر الطبية والهندسية وعناصر الامداد والتموين والوقود والمياة للقوات المسلحة والتي أصبحت على أتم استعداد لتقديم الدعم اللازم لمؤسسات الدولة.
وسخرت القوات المسحلة استخدام اتوبيسات جهاز النقل العام للقوات المسلحة حال تطلب الأمر ذلك، إلى جانب عربات أسعاف القوات المسلحة حال تفاقم الأزمة. القوات المسلحة، فضلا عن تجهيز مستشفيات ميدانية متنقلة للمعاونة في تقديم الخدمة العلاجية للدولة.
إلا أن تلك المهام الوطنية التي قامت بها القوات المسلحة إنطلاق من مسئوليتها المجتمعية تجاه الوطن لم يثنيها عن القيام بدورها البطولي والمشرف في حماية الحدود المصرية في كافة الاتجاهات الاستراتيجية ومحاربة الإرهاب الأسود، فهل يعي البعض تلك الرؤية الإستراتيجية للقوات المسلحة بعد إنتهاء أزمة كورونا؟