كورونا تشعل البحر والجو.. قرصنة جديدة وعقوبات مغلظة
فيروس كورونا فضح القوى العظمي من العالم، والتي من المفترض أن تدير العالم بقدر من المساواة والعدالة والمصالح المتبادلة والمواجهة المنظمة، وكشف عشوائية منظمات عالمية تحصل على ملايين الأموال لإنقاذ العالم من الكوراث وغير أولويات الدول من السباق العسكري إلى الخوف من الموت وفرض أولويات جديدة لمواجهة تغير المناخ والفقر والأمراض خوفا من غضب الطبيعة.
جريدة الفجر تواصلت مع عدد من الخبراء للتعرف على أسباب حالة الصرع التي أصابت الغرب وتداعياتها وعقوبة القرصنة التي تمارسها الدول ضد بعضها من أجل النجاة من كورونا.
فضيحة كبرى للدول الكبرى
وقال الخبير بالشأن الأوروبي، توفيق قويدر شيشي، أن ما قامت به عدد من الدول الأوروبية يعتبر عكس ما دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن وحدة الدول أوروبا وإنشاء أسطول وقوة خاصة بهم.
وأوضح في تصريح خاص للفجر أن حرب الكمامات فضحت الجانب اللأخلاقي لأوروبا والغرب، فقيام عدة دول بمصادرة كمامات موجهة لدول أخرى.
عقوبة قرصنة الكمامات
وأوضح أن كل المبادئ التي يدعو لها الغرب من احترام حقوق الانسان وحريته سقطت وتأكيد زيفها، مشيرا إلى أن حرب الكمامات غيرت الوجه الحقيقي للدول الكبرى حول العالم وقلبت الموازين، موضحا أن قرصنة الكمامات عمل إجرامي يعاقب عليه القانون.
وأوضح أن كل المبادئ التي يدعو لها الغرب من احترام حقوق الانسان وحريته سقطت وتأكيد زيفها، مشيرا إلى أن حرب الكمامات غيرت الوجه الحقيقي للدول الكبرى حول العالم وقلبت الموازين، موضحا أن قرصنة الكمامات عمل إجرامي يعاقب عليه القانون.
وأضاف العديد من طلبيات الكمامات باتت منقوصة، إما بسبب قرصنة الدولة المصدرة للكمامات أو ما تتعرض له السفن في عرض البحر، مشيرا إلى أن القانون الدولي يجرم الأمر ويعتبره غير أخلاقي.
وبين أنه يحق للدولة المتضررة مالكة السفينة التي تعرضت للقرصنة اللجوء للتحكيم الدولي ورفع قضايا ضد الدول المقرصنة والحصول على غرامات، لأن كل أركان الجريمة متوافرة.
وذكر أن الحرب التي أثارها فيروس كورونا ستؤثر على شكل العالم، وستؤدي لزيادة دور الشعبويين، وخاصة إيطاليا وإسبانيا اللتان شهدتا صحوة من عدة أحزاب من أجل الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، موضحا أن العلاقات الأوروبية الأمريكية ستشهد خلافات شديدة قد تؤدي لتفكك بعض المنظمات والاتحادات.
مكاسب الصين من حرب الكمامات
ونوه الخبير بالشأن الأوروبي إلى أن الصين هي الرابح الأكبر من كا يما يحدث، فالاقتصاد العالمي معتمد بشكل كبير على صادرتها ووارداتها، خاصة مع انخفاض أسعار البنزين، وحصلت على مكاسب كبيرة من صناعة الكمامات وتصديرها لكل أنحاء العالم.
وقال إن بكين استغلت أنخفاض أسعار البترول واشترت كميات ضخمة من النفط الخام من أجل زيادة احتياطاتها منه، ومنافسة أمريكا في الأمر.
تداعيات أزمة كورونا على العالم
على نفس الصعيد، قال هاني سليمان إن أزمة كورونا ألقت بظلالها على العالم، فتلاشت أولويات الدول المتعلقة بالسباق العسكري، وأصبح الحديث الأول والأخير حول السيطرة على الوباء العالمي.
وذكر أنه على المستوى السياسي لا تزال الأزمة القائمة، فسيكون للأزمة تداعيات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكذلك أولويات الشعوب.
وذكر أن الأزمة عرت الموقف الدولي وأكدت حاجة العالم لترتيب المواقف والمنظمات الدولية والاتحادات الإقليمية كالاتحاد الأوروبي، لأن فكرة الانسانية والذاتية غلبت على التعاطف، وذلك حدث في عدة دول وساهم في الأمر أن الأزمة دولية وغير تقليدية، وهو جعلها مرتبكة في معالجة الأمر.
وبين أن حرب الكمامات أثبتت عدم وجود احترام للاتفاقيات والتعاهدات الدولية الخاصة بالتجارة أوعلى المستوى الإنساني والتجاري، وعكست الوجه القبيح لما يقال عنها دول متحضرة، وهو ما يؤكد الأنانية المفرطة والعشوائية ومحاولة تصدير صورة الانسان المالي الغير مبالي بالوضع العالمي استغلال تركيا للأزمة.
وقال إن تركيا توقفت عن إرسال بعض الشحنات التي اتفقت عليها مع الدول، رغم حصولها على أموال مسبقة، ورفضت إرسالها في مواعيدها وهو ما يؤكد استغلالها للازمة، وقصف المدن الليبية والسورية لمحاولة استغلال الوضع وانشغال الدول الاوروبية لتحقيق نجاحات في ليبيا وسوريا.