ننشر عظة البابا تواضروس في قداس جمعة ختام الصوم

أقباط وكنائس

البابا
البابا


ألق البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، العظة في قداس جمعة ختام الصوم.

وجاء بنص العظة:

هذا اليوم هو اليوم الذي نختم فيه الصوم يسمي جمعة ختام الصوم بعد صيام أربعون يوم وقبل الأربعين يوم أسبوع الاستعداد واليوم هو 47 في تعداد الصوم.

وهذا الصوم الذي صمناه تعلمنا الكنيسة إقامة القنديل العام "سر مسحة المرضي" نصلي فيه سبعة صلوات "أوشية المرضي وأوشية المسافرين وأوشية الأهوية وثمارات الأرض وأوشية الموعوظين وأوشية رئيس الأرض وأوشية القرابين"، وفي نهايتها ننال الرشم بالزيت وهو سر لشفاء مرضي النفس والجسد والروح وهو زيت متواجد مع كل الآباء.

وهذا اليوم له ثلاث معانٍ: معنى كنسي حسب التقليد الكنسي الأباء يفتقدون البيوت ويرشمون الناس والمعنى التاريخي فيما حدث في عهد السيد المسيح أتي الفريسيون وهم يقولون كلام لا يعيشون به.

وقالوا للسيد المسيح كأنهم خائفون عليه "اهرب من هنا لأن هيرودس مزمع أن يقتلك" فقال لهم "قولوا لهذا الثعلب" وهذا وصف بالخبث ليس شتيمة وشرح لهم إنه يعمل المعجزات ويشفي المرضي كل يوم وهذا حدث في أورشليم ومعني اسمها مدينة السلام لكنها لم تعرف السلام وعاشت في حروب.

وما زالت حتى الآن لكنها تمتعت بالسلام مدة ثلاثون سنة فقط غير ذلك عاشت في حروب هذه المدينة التي تحمل اسم الملك داود لكنها عاشت في الشر والسيد المسيح تحدث عنها "يا أورشليم يا أورشليم كم مرة اردت ولم تريدوا" فأورشليم كم قتلت أنبياء ورجمت وصارت أورشليم خرابا منذ عام 70 م عند هجوم الملك نيتيوس ولا زالت حتى اليوم.

هذه المدينة تمثلنا فعندما نداها المسيح كأنه ينادي علينا أيضأ كل مرة أعطاها الله للإنسان هي فرصة كم مرة أراد أن يجمع أفكارك ورفضت كم مرة أراد تجديد روحك كل واحد يبحث كم مرة أتت له الفرصة أورشليم تمثل النفس المعاندة التي تعيش في كبرياء، ولكن النفس البشرية تقع في كبرياء وعناد ورفض، لهذا أورشليم نالت جزاء وصارت خرابًا.

أما النفس التي تسمع صوت الله كم مرة أراد الله يجمعها وكم مرة شتت في طريق اخر، وأقرب مثال لنا يونان النبي أراد الله يرفع من شأنه لكنه رفض وعاند وتوجد قصص أخرى عندما استجاب الإنسان لله أتى بنتيجة عظيمة مثل متى العشار، عندما سمع للسيد المسيح، عندما قال له اتبعني فقام في الحال.

وفي هذا العالم نقضي الصوم وأسبوع الآلام بطريقة مختلفة ولكن بطريقة شخصية كل واحد يفكر كيف يقدم حساب وكالته حساب عن الفرص التي ضيعها ونحن في البيت نتمتع بالمشاركة في الصلوات ومهم أن الإنسان ينظر لنفسه في الداخل كل هذه رسائل لحياة الإنسان يقدمها الله لكل إنسان.

طوبى لمن يستفيد منها ربنا يحافظ عليكم ويكون كل إنسان فرحان بعلاقته الشخصية مع المسيح ولإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد أمين.