تراجع حاد في أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة
أصيبت أسعار النفط بتراجع حاد خلال تعاملات اليوم الجمعة، مع استمرار المحادثات بين كبار الدول المنتجة للنفط على اتفاق حاسم لخفض الإنتاج بهدف رفع أسعار الذهب الأسود التي انهارت من جراء جائحة كوفيد-19.
وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 9.3 بالمئة إلى 22.76 دولاراً للبرميل، في حين انخفض سعر مزيج برنت بنسبة 4.1 في المئة إلى 31.48 دولاراً للبرميل.
وانهارت أسعار الذهب الأسود إلى مستويات هي الأدنى منذ عقدين بسبب تراجع الطلب الناجم عن توقف النشاط الاقتصادي من جراء وباء كوفيد-19 وحرب الأسعار التي اندلعت بين روسيا والسعودية للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة في السوق إثر انهيار محادثات مماثلة لخفض الإنتاج في آذار/مارس الماضي.
وعصر الخميس بدأت الدول الكبرى المنتجة للنفط، وفي طليعتها دول منظمة أوبك وروسيا مباحثات عبر الفيديو سعياً للتوصّل إلى اتفاق على خفض كبير في الإنتاج.
وقالت شركة النفط الحكومية الفنزويلية "بي.دي.في.اس.إيه" إن السعودية وروسيا اقترحتا خفض الإنتاج بمقدار حوالى عشرة ملايين برميل يومياً وإنّ كراكاس أيّدت هذا المقترح.
وانخفضت أسعار النفط على الرّغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن مساء الخميس عقب إجرائه مكالمة هاتفية ثلاثية "جيدة جداً" ضمّت إليه كلاً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أنّ موسكو والرياض "تقتربان من التوصّل لاتفاق" على خفض الإنتاج لرفع أسعار الذهب الأسود.
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض حول تطوّرات وباء كوفيد-19 في الولايات المتّحدة "إنّهم قريبون من التوصّل لاتّفاق، سنكتشف ذلك قريباً".
وأضاف "على الأرجح سيعلنون شيئاً ما اليوم أو غداً، سواء بهذا الاتجاه أو ذاك".
لكنّ وكالة "بلومبرغ" أفادت أنّ الاتفاق الذي كان على وشك أن يرى النور ما لبث أن انهار بسبب رفض المكسيك الانضمام إليه، مشيرة إلى أنّ المحادثات بين الدول النفطية ستتواصل الجمعة.
وقال ستيفن إينيس، كبير استراتيجيي السوق في "أكسيكورب" إنّه حتّى وإن اتّفقت الدول النفطية على خفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يومياً فإنّ هذا الخفض "لن يكون كافياً لموازنة السوق" بسبب الكميات الضخمة من النفط المعروض حالياً مقابل الطلب المتدني للغاية.
غير أنّ الخبير اعتبر أنّ الهدف الأساسي للمنتجين في الوقت الحالي هو وقف الانهيار الحاصل في الأسعار، وأنّ مثل هذا الاتّفاق "يجب أن يكون كافياً لمعالجة مشكلة العرض الزائد بالنسة إلى سعات التخزين المتاحة حول العالم".