من "آية" إلى "سجدة".. آخر قضايا البراءة المعذبة على أيدي أهاليها
لم تمر أيام كثيرة بين الواقعة والأخرى، حيث شهدت كلا من منطقتي إمبابة وأبو النمرس، أحداثًا مزقت قلوب المواطنين عند سماعها، فكانت الحادثة الأولى تعذيب الطفلة "سجدة" التي تبلغ من العمر ٦ أشهر على يد والدتها بإمبابة، والأخرى تعذيب الطفلة "آية" على يد والدها بأبو النمرس.
آخرهم الطفلة "آية"
انتقامًا من والدتها.. أقدم أب على تعذيب ابنته الطفلة "آية عبد النبي" البالغة من العمر ١٥ عاما، وتمزيق وجهها البرئ بمنطقة أبو النمرس بالجيزة، وسكب حمض النيتريك المعروف بـ"ماء نار" على وجهها لتشويهها، بعد رفض الأم الانفصال عن زوجها الثاني.
باشرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، التحقيق في واقعة تعذيب الطفلة ضحية والدها، فيما استمعت لأقوال الأم، التي أفادت أنها انفصلت عن والد "آية"، منذ عدة اشهر، وكانت آية وأخوتها في حضانتها.
التحقيقات تكشف التفاصيل
وأفادت التحقيقات، أنه بعد الانفصال تزوجت من رجل آخر، وكانت الغيرة تحرق قلب زوجها، فافتعل مشاكل كثيرة، حتى طالب الأولاد في حضانته، وعندما رفضت رفع قضية حضانة، وبالفعل استلم آية وأخوتها عن طريق الشرطة.
وأشارت والدة الطفلة، عندما طلبت إعادتهم لحضني، طالب مني الانفصال عن زوجي، وعندما رفضت، فوجئت بتعذيب ابنتي "آية" على يديه.
وأمرت النيابة، في وقت سابق بعرص الطفلة على الطب الشرعي، لبيان حجم الإصابات التي لحقت بها، وكتابة تقرير واف.
قرار من النائب العام
وأمر النائب العام بالتحقيق في واقعة رصدتها إدارة البيان بمكتب النائب العام بمواقع التواصل الاجتماعي التي تداولتها اليوم؛ لتعدي والد طفلة عليها حرقًا بمادة كاوية وضربًا بشفراتٍ حادة -نكايةً في والدتها التي طلقها- محدثًا بها إصاباتٍ متفرقة، وتعريض حياتها للخطر، وقد أمرت النيابة العامة بضبط الأب واستجوابه.
هذا وقد سُلِّمَت الطفلة لوالدتها وكلفت النيابة العامة خط نجدة الطفل التابع لمجلس الأمومة والطفولة بفحص حالتها الاجتماعية وإيداع تقرير بها والتوصيات المناسبة، وجرى عرض الطفلة على مصلحة الطب الشرعي لإثبات ما بها من إصابات وكيفية وتاريخ حدوثها.
الطفلة "سجدة"
بدأت خيوط القصة تتشابك، عندما رصد ضباط مباحث قسم شرطة إمبابة، انتشار عدد من الصور لطفلة تدعى "ساجدة" في العقد الأول من عمرها، بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وبها عدة إصابات وآثار تعذيب، بالإضافة إلى كسر ساقها، ليكون هذا هو أول خيط من خيوط القضية التي امتلأت كواليسها بتفاصيل مأساوية.
الخيط الثاني في خيوط القضية، كان بلاغًا قدمه جيران الطفلة رجال المباحث بقسم شرطة إمبابة، فتم ضبط والدتها، وأخطرت النيابة للتحقيق.
اعترافات الأب
وأدلى والد الطفلة "سجدة" ضحية تعذيب أمها، بأقواله وأكد أنهما لديهما ابن أكبر ويدعى "عبدالله"، مشيرا إلى أن زوجته لا تضربه ولا تتعدى عليه، لافتا إلى أن زوجته حرقت جسد نجلته وكسرت قدميها، لأنها لا تتحمل بكاء الطفلة، وحاول أكثر من مرة أن يحمي الطفلة وينقذها دون جدوى.
وكشفت أب الطفلة، أن زوجته غير مؤهلة لتربية الطفلة، ولم ترضعها وكانت تقسو عليها، وتبيع علب لبن الطفلة، واتهما بأنها "مريضة نفسيا".
اعترافات الأم أمام النيابة
أمام النيابة، جلست الأم لتنكر جريمتها في حق "ضناها"، وقالت إن نجلتها تعرضت للسقوط الفترة السابقة ما أدى إلى كسرها، كما بررت الحروق الموجودة في جسدها بأنها "سقطت عليها مياه ساخنة"، فيما أنكرت التهم الموجه إليها بتعذيب نجلتها.
قرارات حاسمة
وقرر قاضي المعارضات، بمحكمة شمال الجيزة، إيداع الام بمستشفى الأمراض العقلية، لمدة شهر، فيما أمرت النيابة بإخلاء سبيل الأب بكفالة ٥٠٠ جنيه، لحين ورود تقرير الطب الشرعي الخاص بتحليل المخدرات.