استمرار غلق المساجد في رمضان.. هل يجوز الاعتكاف في المنزل؟
كثيرون ينتظرون شهر رمضان المبارك، يتعرضون فيه لنفحات الله، ابتغاءً لوجهه الكريم، طالبين المغفرة والرحمة، فتمتلئ المساجد بالمعتكفين، والاعتكاف هو سُنة، وهو لزوم المسجد لطاعة الله، للتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يومًا، أو ليلة أو أيامًا أو ليالي.
وبعد قرار وزارة الأوقاف، اليوم، بتعليق كافة الأنشطة الجماعية في رمضان، واستمرار
غلق المساجد، يراود الكثيرون سؤالًا حول صحيح الاعتكاف، وهل يجوز الاعتكاف في
المنزل أم لا؟
وأكدت
دار الإفتاء المصرية، أن مكان
الاعتكاف هو المسجد؛ فقد اتفقت المذاهب الأربعة على أن اعتكاف الرجل لا يصحُّ إلا
في المسجد؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِ}
وإن كان الأصل أن الإخبار عن واقع الحال لا يفيد الشرطية، ولكن ذكر المساجد هنا لا
يصلح أن يكون علة لمنع المعتكف فيها من مباشرة الزوجة؛ لأن هذه المباشرة ممنوعة
على المعتكف خارج المسجد، وممنوعة على غير المعتكف داخل المسجد أيضًا، فتعَيَّن
كون المساجد شرطًا لصحة الاعتكاف، وقال القرطبي: "أجمع العلماء على أن
الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد".
واختلفوا في المسجد الذي يصح الاعتكاف
فيه، فذهب المالكية والشافعية إلى جواز الاعتكاف في أيِّ مسجد من المساجد؛ لقوله
تعالى: {وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِ} فقد عَمَّ
الله المساجد كلها، ولم يخص منها شيئا، فلا دليل على تخصيص بعضها بالجواز.
وذهب الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد
إلى اشتراط كون المسجد جامعًا عامًّا تُقَام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجماعة.
والمسجد الجامع وإن لم يكن مشروطًا
لصحة الاعتكاف، فالاعتكاف فيه أفضل؛ للخروج من خلاف من أوجب الاعتكاف فيه، ولكثرة
الجماعة فيه، وللاستغناء عن الخروج للجمعة.
جاء
ذلك نظرًا لتصاعد انتشار فيروس كورونا عالميًا، وكإجراء احترازي، حيث قررت الوزارة
أيضًا، حظر أي عمليات إفطار جماعي بالوزارة، أو هيئة الأوقاف، أو المجموعة الوطنية
التابعة لها، وجميع الجهات.
وشددت الوزارة على جميع مديريات الأوقاف، أنه لا مجال على الإطلاق لأي ترتيبات
تتصل بالاعتكاف هذا العام، وأن فتح المساجد لن يتم أساسًا إلا في حالة عدم تسجيل
أي حالات إيجابية جديدة، وتأكيد وزارة الصحة على عودة الحياة إلى طبيعتها، وأن
التجمعات والجماعات لم تعد تشكل أي خطر على نشر العدوى بفيروس كورونا المستجد.
وكان
قد خاطب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الجهة المختصة بوزارة الداخلية ومحافظة
القاهرة، بشأن عدم إقامة ملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين "رضى
الله عنه" هذا العام، وكذلك أي ملتقيات عامة بأى مديرية من المديريات في
الشهر الفضيل .
وكانت
قد شددت الوزارة على أن عقوبة فتح المسجد لأي تجمع كان، عقد قران أو عزاء أو صلاة
جنازة أو خلافه أو ترك المسجد مفتوحًا لدخول أحد أثناء الآذان من غير العاملين
بالمسجد هي إنهاء خدمة المُقصر.