ما لا تعرفه عن "عاصفة السيتوكين" المتهمة بقتل مصابي كورونا
تفشى فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وحصد أرواح الآلاف، وسط تزايد أعداد المصابين به يوميا، لتصل إلى أكثر من مليون إصابة.
وقبل 20 عاما، رُصدت ظاهرة عاصفة السيتوكين، وكانت مسئولة عن تدهور حالات مرضى التنفس الناجم عن فيروسات كورونا، كمرض سارس، الذي أدي إلى 744 حالة وفاة معظمهم في آسيا في عامي 2002 و2003، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ميرس، الذي أدى 866 حالة وفاة منذ عام 2012.
وكانت هذه الظاهرة، اشتباه وراء جائحات إنفلونزا سابقة، كالإنفلونزا الإسبانية، التي حصدت نحو 50 مليون ضحية في عامي 1918 و1919.
إذن ما هي عاصفة السيتوكين؟
السيتوكين مادة تفزرها خلايا الجهاز المناعي طبيعي لتنظيم النشاط المناعي، والتفاعل مع الالتهابات، وهي رد دفاعي طبيعي عندما يتعرض الجسم لهجوم، لكن في حالة عاصفة السيتوكين، يصبح نشاطًا مفرطًا للنظام المناعي، ما قد يؤدي إلى الوفاة.
ويمكن أن تصل إلى اعتداء للخلايا على الرئتين، وأن يكون لها دور مهم في حالات الإصابة الخطرة بمرض كورونا.
أراء الخبراء حول الظاهرة:
كتبت جيسيكا مانسون، خبيرة الالتهابات في جامعة (يونيفرسيتي كوليدج هوسبيتال) في مجلة (ذي لانسيت) العلمية: إن جزء من المرضى الذين يعانون من أشكال حادة من (كوفيد-19) يصابون بعاصفة سيتوكين.
وأوضح بيرلمان، خبير في جامعة أيوا الأميركية، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه لا يوجد تفسير علمي لظاهرة السيتوكين، كما شدد على أن مادة الكورتيكوستيرويد، وهي مضادات التهاب تستخدم كثيرا، تلحق ضررا على مرضى كورونا.
ومن ناحيته، قال الخبير الأميركي في البيولوجيا المجهرية وعلم المناعة، ستانلي بيرلمان، الذي درس هذه ظاهرة سيتوكين مع مرضي سارس وميرس: أن الرد المناعي الجامح، هو الذي يقتل مرضى كورونا، عن طريق القضاء على الأنسجة، لكن هذا غير مؤكدا حتى الان.
وأكد ضرورة تهدئة العاصفة عند مستوى الرئتين، من دون خفض الحواجز المناعية للمرضى، ولا يملك الطب خريطة طريق واضحة في هذا المجال، وتجرى تجارب على عجل بسبب اتساع نطاق الجائحة.
أعراض كورونا
ومن أعراض فيروس كورونا الطفيفة أو المعتدلة، والتي تشكل 80% من حالات المصابين: "حمى ووهن وسعال جاف"، وأحيانا "ضيق في التنفس"، أما 20% من المصابين تصل بهم الأعراض إلى متلازمة الضيق التنفسي الحاد، ما يتطلب إدخالهم إلى المستشفى ليأملوا بالشفاء.
ويعاني غالبية المرضى الذين يدخلون المستشفى بالتهاب رئوي حاد في الجهتين، وهو مؤشر خطر على حياتهم وفق منظمة الصحة العالمية.
وفي اليوم السابع من بداية الأعراض، يحدث تدهور فجأة في الحالة الصحية للمريض، وفق لما يقوله يزدان يزدانباه، مسؤول قسم الأمراض المعدية في مستشفى بيشا في باريس، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ويودي إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وتوقف الرئتين عن توفير الأكسجين الكافي إلى الأعضاء الحيوية في الجسم، فيتطلب الأمر وصل المريض إلى جهاز تنفس صناعي.