بعد 200 ألف إصابة.. خطة "جيتس" لمواجهة كورونا في أمريكا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا في عام 2015، كانت هناك تصورات وتوقعات لرجل الأعمال والمبرمج الأمريكي وأغنى أثرياء العالم "بيل جيتس" لمواجهته، حيث أعرب عنها من خلال مشاركته في مؤتمرات " تيد"، بالقول إن هناك إمكانية لظهور وباء عالمي لسنا مستعدين لمواجهته، مضيفا: "لقد استثمرنا الكثير في الردع النووي، والقليل جدًا في نظام احتواء الأوبئة".

وحينها طالب جيتس تطوير نظام صحي قوي في البلدان الفقيرة، وتجهيز فرق طبية متنقلة مدعومة من قبل الجيش للاستفادة من القدرات العسكرية في التحرك بسرعة و"تعزيز الأبحاث في مجال" اللقاحات وأدوات التشخيص ".

وبعد بلوغ الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أمريكا 200.000 مصاب، أوضح جيتس أن أمريكا أضاعت الفرصة لاحتواء المرض لكن "الفرصة لاتخاذ القرارات الهامة لم تُغلق بعد" وهناك خطة لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19 ".

وتستعرض " الفجر" تفاصيل خطة " بيل جيتس " لمواجهة كورونا فيما يأتي:

1- الإغلاق والعزل الشامل:
حيث دعا بيل جيتس إلى تبني نهج الإغلاق والعزل على المستوى الوطني موضحًا أن بعض الولايات لم تلتزم بتوصيات مسؤولي الصحة حيث استمرت في فتح شواطئها ومطاعمها للناس ويعتبر هذا بمنزلة وصفة لوقوع الكارثة لأنه سيساهم في إنتقال العدوى عبر حدود الولايات.

وشدد جيتس على ضرورة التقيد الصارم بهذه التدابير حتى يبدأ عدد الإصابات في التراجع على مستوى البلاد وسيستغرق هذا 10 أسابيع أو أكثر مؤكدًا أن أي تهاون في تطبيق الإغلاق والعزل الكامل سيؤدي إلى تمديد فترة المعاناة الإقتصادية إلى جانب إحتمال إرتفاع عودة الفيروس مما يتسبب في مزيد من الوفيات.

2- تكثيف إجراء الإختبارات وتأمين المزيد منها:
وأكد على أهمية أن تقوم الحكومة الفيدرالية بتكثيف اختبارات الإصابة بالفيروس وإتاحتها بشكل أكبر بكثير لافتًا إلى أن هذا من شأنه أن يساعد في إكتشاف المتطوعين المحتملين للتجارب السريرية مع إمكانية تحديد الوقت الذي يمكن عنده رفع إجراءات الإغلاق والعزل والعودة إلى الحياة الطبيعية كما شجع جيتس على ابتكار أساليب فعالة لإجراء الإختبارات وإستخدامها في كافة أنحاء البلاد.

وأشار جيتس إلى أن الاختبارات الموجودة لن تكفي الجميع لذلك طالب بتحديد أولويات واضحة حول من يخضع للإختبار أولًا، وقدم إقتراحًا بأن تُمنح الأولوية القصوى للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمستجيبين الأوائل، ثم أصحاب الأعراض الخطيرة ويليهم الأكثر عُرضة للإصابة بالعدوى، ودعا لإتباع نفس السياسة فيما يخص أقنعة الوجه وأجهزة التنفس الصناعي.

3- تبني نهج مستند إلى البيانات لتطوير العلاج واللقاح:
وأضاف أن العلماء يعملون بالطاقة القصوى لتطوير العلاجات واللقاحات اللازمة،موضحًا أن القادة يمكنهم المساعدة عن طريق تجنب إطلاق الشائعات التي تنشر الذعر وأوضح هذا بمثال وهو عندما اندفع الناس إلى شراء دواء الهيدروكسي كلوروكين وتخزينه لديهم دون إعتماده كعلاج لكوفيد 19 وهذا أدى إلى صعوبة وصوله إلى المرضى وهم في أمس الحاجة إليه.

وأكد جيتس أنه ينبغي إطلاق تجارب سريعة تشتمل على عدة علاجات محتملة، وإعلام الناس بنتائج هذه التجارب حيث قال " حالما نحصل على العلاج الفعال والآمن، يجب أن نضمن وصوله إلى أشد المرضى حاجة له ".

- جيتس: سنحصل على اللقاح بعد أقل من 18 شهرا:
وأشار جيتس إلى أننا في حاجة إلى لقاح آمن وفعال حتى نتمكن من القضاء على الوباء، فإذا قمنا بكل شيء على النحو الصحيح فقد نحصل على اللقاح بعد أقل من 18 شهرا.

-البلاد النامية أكثر عرضة للخطر لصعوبة إجراءات العزل:
ودعا جيتس بتوفير المنشآت اللازمة لصنع مليارات الجرعات من اللقاح فور التوصل إلى صيغته وتوقع أن تكون البلاد النامية أكثر عرضة للخطر من البلدان الغنية قائلا:" لأنه من الصعب عليها القيام بإجراءات التباعد الإجتماعي والإغلاق والعزل الشامل".

-القرارات التي سنتخذها لها أكبر الأثر في السيطرة على الوباء:
وأكد جيتس على أن الإجراءات التي سنتخذها سيكون لها أكبر الأثر في السيطرة على الوباء وتقليص مدة الإغلاق الشامل وتقليل عدد الوفيات.

واختتم جيتس قائلا:" ما زال أمامنا طريق طويلة، لكنني أعتقد أننا إذا اتخذنا القرارات الصحيحية الآن مستنيرين بالعلم والبيانات وخبرة المهنيين الطبيين، يمكننا إنقاذ الأرواح وإعادة البلاد إلى العمل".