لاحترازات كورونا.. حملة لتطهير منطقة أفا مينا الأثري بصحراء مريوط ( صور)

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


أطلق دير الشهيد مارمينا العامر بمريوط حملة بالتعاون مع مدير الصحة بالبحيرة وأدارة المكافحة، حملة موسعة لتطهير وتعقيم منطقة إفا مينا الأثري في منطقة صحراء مريوط، وذلك لإحترازات الوقائية لمحاربة وباء فيروس كورونا المُستجد.

ويعد منطقة أفا مينا الإثري والمعروفه بأسم " أبو مينا"، الذي يبعد عن دير مار مينا العامر بحوالي 6 كيلو متر، وهو المدينة الأثرية التي عثر فيها رفات الشهيد مار مينا العجائبي.

وتقع المنطقة على بعد 75 كم غرب الإسكندرية و60كم جنوب مدينة برج العرب القديمة ويقع الموقع الأثرى خلف الدير الحديث ومساحة الموقع ألف فدان والموقع مسجل كأثر بالقرار رقم 698 لسنة 1956، وسجل كتراث عالمى باليونسكو عام 1979.

ويشار الي الباحثة سلفانا جورج، والتي قامت بالحفر عثرت علي مقبرة الشهيد مينا خلال الحفر، وبعدها أقيم تطوير المنطقة بواسطة العالم الآثرى بريشيا بالتعاون مع المتحف اليونانى الرومانى وبناء سورًا حديدًا حول مقبرة القديس مينا فى الفترة ما بين عامى 1925- 1929 ثم بدأ التنقيب مرة أخرى من قبل المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة بقيادة عالم الآثار الألمانى بيتر جرسمان فى الفترة ما بين1961 وحتى عام 2002 وأسفرت نتائج الحفائر عن كشف قبر القديس مينا تحت الأرض والذى يقع فى الوقت الحالى تحت الكنيسة المعروفة بكنيسة المدفن وقد شيدت مقبرة لرفات القديس مينا فى بادئ الأمر على سطح الأرض وكانت عبارة عن بناء مفتوح ذى أربع قوائم ولم ينقل إلى تحت الأرض إلا فيما بعد والمقبرة الحالية عبارة عن مكان به درجان أحدهما مخصص للنزول والآخر مخصص للصعود مما يدل على كثرة عدد الزائرين للمقبرة ويؤدى السلم الى ردهة مربعة الشكل مزودة بالأعمدة فى كل أركانها ويعلوها قبو متقاطع وبعد ذلك ممر ذا عقد مقوس يؤدى إلى حجرة الدفن وكانت حجرة الدفن تعلوها قبة وأمام جدارها الجنوبى القبر المبنى من الأحجار الذى يضم جسد الشهيد وكان مزدانًا بالزخارف.

وقد عثر بالموقع اثناء اعمال الحفر على ما يعرف بقارورات مارمينا التى عثر عليها بالموقع وهى مصنوعة من الفخار ومتعددة الأحجام وكانت لحفظ الماء المباركة التى نبعت من عين بجانب القبر وكانت تشفى الكثير من المرضى ويمكن تقسيم تلك القارورات إلى ثلاث مجموعات والأكثر إنتشارا هى المحفور على أحد وجهيها القديس مينا واقفًا بملابسه الجندية بين جملين وأما المجموعة الثانية فقد وجد فيها وجه القديس مار مينا بشكل جانبى وبملامح نوبية وهذا الشكل موجود فى المتحف القبطى أما المجموعة.

البابا كيرلس السادس وقصته مع أبو مينا: 

بدأ البابا الراحل كيرلس السادس عمله البابوى بإعادة إحياء مدينة القديس مينا الأثرية بمريوط، والتى يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادى، والتى كانت - حتى القرن التاسع الميلادى - محجًا مسيحيًا عالميًا، وبادر بوضع حجر أساس دير مارمينا بالمنطقة فى ٢٧ نوفمبر ١٩٥٩، فكشف بذلك عن صفحة مجيدة فى تاريخ كنيسة الإسكندرية.

ويعد الدير إحدى المناطق الأثرية المهمة فى العالم، وتم تسجيل المنطقة الواقع بها فى سجل أهم المناطق الأثرية بمنظمة «اليونسكو»، ويعود تاريخ الدير القديم إلى وقت وصول رفات الشهيد مارمينا واستقرارها فى مزارها القديم عام (٣١٢ – ٣١٥)م.

وبنيت أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامى ٣٢٠ – ٣٢٥، فى عهد الملك قسطنطين الكبير، وبتزايد عدد الزوار وطالبى المعجزات والتبارك بالقديس، جدد البابا أثناسيوس الرسولى الكنيسة الأولى ووسعها كثيرًا، ثم اشترى البابا كيرلس السادس المساحة المقام عليها الدير الحديث المجاورة تمامًا للمنطقة الأثرية وبدأ التعمير من جديد.

عودة رفات مارمينا من الخارج إلى ديره: 

حرص البابا كيرلس علي إعادة جزءًا من رفات الشهيد مارمينا العجائبى من كنيسته بفم الخليج إلى دير مارمينا بمريوط فى فبراير ١٩٦٢، وبدأت عمليات الكشف الأثرى تأخذ صفتها المنتظمة منذ أنشأ البابا كيرلس السادس الدير الحالى.