صورة نادرة.. قصة أقدم حجر صحي في مصر والعالم منذ 130 عاما
كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، عن أن طور سيناء عرفت الحجر الصحي، قبل مئات الأعوام وقد شاهده بنفسه والتقط له صورة قبل اندثاره.
وقال "ريحان"، في تصريح إلى "الفجر": إن المحجر أسس عام (1275هـ الموافق 1858م، عهد سعيد باشا، من عصر أسرة محمد علي، وبدأ تجهيزه على الطراز الجديد بأحدث المعدات واللوازم الطبية عام 1311هـ الموافق 1893م أي منذ ما يقرب من 130 عام.
وأضاف أن الحجر كان في عهد "سعيد"، عبارة عن أكشاك محاطة بسور من الأسلاك، وبه ميناء، وأرصفة، ومباخر للتطهير، ومستشفيات، وصيدلية، ومنازل للأطباء، ومولدات إنارة، وسكة حديد تمر بالمنشئات فى أنحاء المحجر.
وتابع أن الحجر كان به 4 مستشفيات للجراحة والأمراض العادية، وصيدلية كبيرة، ومنازل للأطباء والممرضات والعساكر، ومعزل الموبوئين، و3 ألسنة تمتد للخليج حتى يتسنى للسفن الاقتراب من البر.
وذكر "ريحان" أن الحجر، كان محجر الطور الأكبر في العالم بذلك الوقت، وأداره مجلس الصحة البحرية الذى تأسس عام (1275هـ1858م)، وقد ضم بيت مال ومخزن للكهرباء للإنارة، وجهاز لتليفون للربط بين مراكزه الرئيسية.
ولفت إلى أن أغراضه كانت الحد من انتشار الكوليرا في البلاد، والتي كان تنشأ اجتماع الناس بالحج سببًا من أسباب انتشارها، وتولى إدارته مأمور معين من نظارة الداخلية، حيث كانت المسئولة عن سلامة الحجاج ومراقبة الموظفين داخل المحجر وملاحظة أسعار السلع الغذائية والمياه.
واختتم "ريحان" تصريحاته قائلًا: إن الإسكندرية كانت مقرًا لمجلس الصحة البحرية والكورنتينات وكان سكرتيره العام جورج زنانيرى باشا.
وأصدر هذا المجلس فى 19 فبراير 1914م إحصاءً بالحجاج الذين دخلوا محجر الطور من عام 1900 إلى عام 1914م، وكان عددهم 358341.
والمرضى داخل المحجر بتلك المدة بلغ عددهم 11165 حاجًا منهم 10994 أصيبوا بأمراض عادية، و164 بالهواء الأصفر، و7 بالطاعون، وشفىي منهم 8117 وتوفى 3048.
وأمد "ريحان" بوابة الفجر، بصورة نادرة للمحجر التقطها بنفسه، قبل أن يندثر هذا المكان حيث لم يعد له وجود الآن، وكان يقع على خليج السويس جنوب الطور، ومساحته 4 كم، وأخذ في النمو والتحسن بمجهودات الدكتور روفر، رئيس مجلس الصحة البحرية والكورنتينات بمصر، والدكتور زكاريادس بك، ناظر الحجر.