مسؤول أمريكي يكشف حقيقة خلو كوريا الشمالية من "كورونا"
أكد قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، روبرت أبرامز، أنه لا يقبل إدعاء كوريا الشمالية بأنها لم تسجل أي حالات إصابة بفيروس "كورونا" المستجد، بعد أن أصر مسؤول كبير في مجال الصحة في بيونجيانج خلو البلاد تمامًا من الفيروس.
ففي مقابلة مشتركة مع شبكتي "صوت أمريكا" و"سي ان ان" يوم الخميس، قال الجنرال أبرامز: "يمكنني أن أخبركم أن هذا إدعاء مستحيل بناءً على المعلومات التي رأيناها".
وتابع: "لن نكشف عن مصادرنا وأساليبنا. ولكن هذا غير صحيح. لا يمكنني أن أخبركم عن عدد الحالات"، مشددًا على أن الجيش الكوري الشمالي "تم إغلاقه" لمدة 30 يومًا في فبراير وأوائل شهر مارس.
كما قال أبرامز: "لقد اتخذوا إجراءات صارمة عند معابرهم الحدودية وداخل تشكيلاتهم للقيام بما يفعله الآخرون بالضبط، وهو وقف انتشار المرض".
وكانت كوريا الشمالية قد أغلقت حدودها في أواخر شهر يناير، بعد ظهور فيروس كورونا في دولة الصين المجاورة. ولكن، إغلاق الحدود بشكل كامل مع الصين سيكون مستحيلًا تقريبًا، حيث يعتمد اقتصاد كوريا الشمالية على التجارة الرسمية وغير الرسمية مع الصين.
ويُمكن أن يؤدي تفشي الفيروس إلى كارثة إنسانية في كوريا الشمالية، التي تفتقر إلى الإمدادات الطبية والبنية التحتية المناسبة.
وقد وصفت كوريا الشمالية الوقاية من فيروس كورونا المستجد بمثابة "البقاء الوطني"، ونفذت إجراءات الحجر الصحي الصارمة، اعتبرتها وسائل الإعلام التابعة للدولة بأنها ناجحة بنسبة مائة بالمائة.
ومع تركيز العالم على فيروس كورونا المستجد، اختبرت كوريا الشمالية عددًا غير مسبوق من الصواريخ. ففي الشهر الماضي، قامت باختبار ثمانية صواريخ باليستية قصيرة المدى، وهو رقم قياسي للبلاد.
وقال أبرامز عن هذه الاختبارات: "كل ما يفعلونه هو بسبب التوتر المتزايد"، فهي جزء من خطة بيونجيانج مدتها أربع أو خمس سنوات لتطوير قدرة صاروخ وقود صلب بدقة أكبر.
ومن جانبه، صرح تشوي جونغ هون، طبيب كوري شمالي سابق هرب إلى الجنوب في عام 2012، لوكالة أنباء "فرانس برس": "سمعت أن هناك العديد من الوفيات في كوريا الشمالية، لكن السلطات لا تقول إنها بسبب فيروس كورونا".
وشددت صحيفة "الجارديان" البريطانية على أنه كجزء من جهودها لمكافحة الفيروسات، وضعت بيونجيانج الآلاف من شعبها ومئات الأجانب – بمن فيهم الدبلوماسيون – في عزلة وشنت حملات تطهير، مع قيام وسائل الإعلام الحكومية بحث المواطنين باستمرار على الامتثال للتوجيهات الصحية.
وأظهرت صور نُشرت من البلاد استخدام أقنعة الوجه، باستثناء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، الذي لم يسبق أن ارتدى قناعًا، على الرغم من ارتداء الضباط إلى جانبه لأقنعة سوداء لعدة أسابيع عندما أشرف على تدريبات إطلاق النار.
وشوهد مساعدو كيم مؤخرًا بدون أقنعة وجه، على الرغم من أن الطبيب تشوي قال إن ذلك لا يشير إلى نجاح جهود كوريا الشمالية في احتواء الفيروس على نطاق واسع.