بروفايل.. البابا مقاريوس الذي رحل قبيل ثورة يوليو بشهرين
تُحيي الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، تذكار نياحة ( رحيل) البابا مقاريوس.
وبحسب كتاب الكنيسة التاريخي ( السنكسار)، رحل البابا مقاريوس، البطريرك التاسع والخمسون من بطاركة الكنيسة، في سنة 668 ش، 2 مايو سنة 1952 م.
ولد فى بلدة شبرا وزهد العالم منذ صغره واشتاق الى السيرة الرهبانية، فقصد جبل شيهيت بدير القديس مقاريوس، وسار فى سيرة صالحة أهلته لانتخابه بطريركا خلفا للبابا قزما، فاعتلى الكرسي المرقسى فى أول برمودة سنة 648 ش ( 27 مارس سنة 932 م ).
وحدث عندما خرج من الإسكندرية قاصدا زيارة الأديرة ببرية شيهيت كعادة أسلافه، أن مر على بلدته لافتقاد والدته، وكانت امرأة بارة صالحة فلما سمعت بقدومه لم تخرج إليه.
وعندما دخل الي البيت وجدها جالسة تغزل فلم تلتفت إليه، ولا سلمت عليه، فظن أنها لم تعرفه، فقال لها: ( ألا تعلمين أنى أنا ابنك مقاريوس الذي رقى درجة سامية، ونال سلطة رفيعة، وأصبح سيدا لامة كبيرة ؟، فأجابته وهى دامعة العين: " أنى لا أجهلك وأعرف ما صرت إليه، ولكنى كنت أفضل يا أبني أن يؤتى بك الى محمولا على نعش، خير من أن أسمع عنك أو أراك بطريركا، ألا تعلم أنك قبلا كنت مطالبا بنفسك وحدها، أما ألان فقد صرت مطالبا بأنفس رعيتك، فاذكر انك أمسيت فى خطر، وهيهات أن تنجو منه "، قالت له هذا وأخذت تشتغل كما كانت.
أما الأب البطريرك فخرج من عندها حزينا، وباشر شئون وظيفته، منبها الشعب بالوعظ والإرشاد، ولم يتعرض لشيء من أموال الكنائس، ولا وضع يده على أحد إلا بتزكية.
وكان مداوما على توصية الأساقفة والكهنة برعاية الشعب وحراسته بالوعظ والتعليم، وأقام على الكرسي الرسولى تسع عشرة سنة واحد عشر شهرا وثلاثة وعشرين يوما فى هدوء وطمأنينة، ثم تنيح بسلام.