النقد الدولي يدعو الدول اتخاذ تدابير"زمن الحرب" بسبب كورونا
نصح صندوق النقد الدولي صناع السياسات العالمية باتخاذ تدابير "زمن الحرب" لدعم الأسر والشركات والقطاع المالي ضد تداعيات فيروس كورونا الاقتصادية.
وبحسب مدونة نشرها صندوق النقد الدولي اليوم الأربعاء، فإنه يتعين على الحكومات التعامل مع الوباء كما لو كانت وقت الحرب من خلال توفير الإمدادات الرئيسية لقطاع الرعاية الصحية والتحويلات النقدية للأفراد الذين فقدوا وظائفهم و "الدعم الاستثنائي" مثل إعانات الأجور للشركات الخاصة.
وأوضح صندوق النقد أن مرحلة الحرب ضد الوباء ستستمر على الأقل من فصل إلى فصلين.
وقال صندوق النقد إنه ذا كانت السياسات تضمن ألا يفقد العمال وظائفهم، ولا يتم إجلاء المستأجرين، وتتجنب الشركات الإفلاس، ويتم الحفاظ على شبكات الأعمال والتجارة، فإن التعافي سيحدث عاجلاً وبشكل أكثر سلاسة.
وأضاف صندوق النقد أن حجم ونجاح الإجراءات السياسية التي تتخذها الحكومات ستحدد مدى سرعة تعافي الاقتصاد بمجرد احتواء انتشار الفيروس.
وأوضح صندوق النقد أن على عكس حالات الانكماش الاقتصادي الأخرى، فإن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في هذه الأزمة لا يحركه الطلب، لكنه نتيجة لا مفر منها لتدابير للحد من انتشار المرض.
وبالتالي، فإن دور السياسة الاقتصادية هو عدم تحفيز الطلب الكلي، على الأقل ليس على الفور، بدلاً من ذلك، يجب أن يكون للسياسة ثلاثة أهداف:
أولاً: ضمان عمل القطاعات الأساسية حيث يجب تعزيز موارد اختبار ومعالجة كورونا والحفاظ على الرعاية الصحية المنتظمة وإنتاج الغذاء وتوزيعه والبنية التحتية الأساسية والمرافق.
ثانياً: توفير موارد مالية كافية للأشخاص الذين تضرروا من الأزمة حيث ستحتاج الأسر التي تفقد دخلها بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب تدابير الاحتواء إلى دعم حكومي، كما ينبغي توسيع نطاق إعانات البطالة.
ثالثاً: منع الاضطراب الاقتصادي المفرط حيث تحتاج السياسات إلى حماية شبكة العلاقات بين العمال وأصحاب العمل والمنتجين والمستهلكين والمقرضين والمقترضين، بحيث يمكن استئناف العمل بشكل جدي عندما تختفي حالة الطوارئ الطبية.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان مساء اليوم الأربعاء، عن خروج 22 حالة من المصابين بفيروس كورونا من مستشفى العزل، بينهم سيدة ماليزية و21 مصريًا، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 179 حالة حتى اليوم.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19) ارتفعت لتصبح 221 حالة، من ضمنهم الـ 179 متعافيًا.
وأضاف أنه تم تسجيل 69 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، جميعهم من المصريين، بينهم عائدون من الخارج إضافة إلى المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها سابقًا، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وفاة 6 حالات بينهم أردني الجنسية و5 مصريين.
وقال "مجاهد" إن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الأربعاء، هو 779 حالة من ضمنهم 179 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 52 حالة وفاة.
وفي ذات السياق استعرضت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، تحليل بيانات الوضع الوبائي لفيروس كورونا المستجد في جمهورية مصر العربية، حيث إن أكثر فئة عمرية تعرضت للإصابة هي الفئة العمرية من 50 إلى 59 عامًا بنسبة 22% من إجمالي المصابين، مضيفةً أن 94% من المتوفين كانوا في الفئة العمرية أكثر من 50 عامًا، و 100% من المتوفين كانوا يعانون من أمراض مزمنة أو أورام.
وأشارت إلى أن نسبة الذكور بلغت 61% من إجمالي المصابين، وبلغت نسبة الإناث 39%، كما بلغت نسبة إصابة الأطفال الأقل من عشر سنوات 2% من إجمالي عدد الإصابات، لافتةً إلى أن متوسط فترة الإقامة في المستشفيات من توقيت الدخول وحتى الشفاء التام بلغ 8 أيام، مؤكدة استمرار استقرار الوضع الوبائي في مصر مقارنة بالوضع الوبائي العالمي.
كما ناشدت الوزيرة القادمين من خارج مصر وجميع المخالطين للحالات الإيجابية وأسرهم، اتباع الإجراءات التي اتخذتها الدولة وتعليمات وزارة الصحة والسكان الخاصة بالعزل لمدة 14 يومًا، مما يساهم في تقليل عدد الإصابات والوفيات اليومية.
وأكد مجاهد مجددًا عدم رصد أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد بجميع محافظات الجمهورية سوى ما تم الإعلان عنه، مشيرًا إلى أنه فور ظهور أي إصابات سيتم الإعلان عنها فورًا، بكل شفافية طبقًا للوائح الصحية الدولية، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.