"المسبحة" عرفها البوذيون والمسيحيون وطورها الصوفية
توصيات عديدة تنطلق تلك الأيام بضرورة كثرة الذكر والتواصل مع الله، فهو الملجأ في أوقات العسر، واليسر، على حد سواء، ولكن وقت البلاء العام يكون اللجوء موجة عامة يوصي بها الجميع، ويأتي الذكر في مقدمة العبادات التي تتداعى للذهن عند التوصية باللجوء إلى الله، وتعد المسبحة أحد أهم الوسائل التي يستعين بها العبد في ذكر ربه.
وعن المسبحة قال شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، إنها ذات أصل قديم، وظهرت منذ القدم هي ليست مرتبطة عند الإنسان بالديانات السماوية، فقد عرفتها الديانات الوثنية، وكذلك عرفتها الحضارات السومرية في العراق.
المسبحة عند الهندوس
وأشار في تصريحات إلى الفجر، أن الهندوس عرفوا المسبحة، وكانت أحد رموزهم، فمثلًا مسبحة شيفا تكونت من ٣٢ أو 64 حبة، كما وصل عدد حباتها إلى ١٠٨، وصنعت من خشب التولاسي.
المسبحة في البوذية
وأضاف فوزي إلى أن البوذيون عرفوها أيضًا وكان عدد حباتها عندهم ١٠٨ حبة وتشير لعدد البراهميين أي المثقفين وعلية القوم الذين شهدوا ميلاد بوذا.
المسبحة عند المسيحيين
اما المسيحية فقد عرفت أيضًا المسبحة -والكلام لشريف فوزي- وقد أشارت عندهم لعمر السيد المسيح عليه السلام، بعدد حبات 33 حبة، كما عرفوا نوع آخر من السبح سميت بالوردية وعددها 50 حبة.
المسبحة عند المسلمين
وتابع فوزي: المسلمون عرفوا التسبيح كعبادة، فقد ذكرت في القرآن الكريم "اذكروا الله ذكرًا كثيرا" وأوصى بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، واستعانوا بالمسبحة على هذه العبادة كوسيلة للعد وهي عندهم عددها ٩٩ حبة، تطابق عدد أسماء الله الحسنى الـ 99، وأيضًا تتماشى مع عدد التسابيح التي أوصى بها الرسول في أحادثه النبوية المختلفة.
وأشار إلى أن الصوفية طوروا من شكل وآلية عمل المسبحة، حيث أضافوا لها أفرع صغيرة قد تكون فرع أو عدة أفرع، يسمى الفرع "عداد" به 10 حبات حيث كان للمتصوفة أوراد كثيرة وأذكار طويلة.
وعن العداد قال فوزي، فائدته أنه يعين المستخدم على العد حتى 1000 تسبيحة بسهولة، وعن مواد التصنيع قال إن المسبحة صنعت من أجود أنواع الخشب مثل العود والصندل، وكذلك صنعت من الأحجار الكريمة مثل الكهرمان، وكذلك من العاج والخرز الزجاجي، وتعتبر منطقة الحسين وشارع خان الخليلي من أشهر مناطق بيع السبح.