عمرها 500 عام.. حكاية حديقة نادرة حافظ عليها محمد علي (فيديو)

أخبار مصر

الدكتور ولاء بدوي
الدكتور ولاء بدوي مدير عام متحف قصر المنيل


يعد متحف قصر المنيل، أحد أشهر المتاحف التاريخية المصرية، فهو قصر أميري، وتحول إلى متحف ملك للشعب المصري بناء على وصية صاحبه، وهو الأمير محمد علي توفيق، وتعتبر حديقة القصر إحدى نوادر الحدائق في مصر إن لم يكن على مستو العالم.

واستثمارًا للفترة الحالية، حيث أن المتاحف والمواقع الأثرية مغلقة بسبب جائحة كورونا، تبث الفجر هذا اللقاء مع الدكتور ولاء الدين بدوي مدير عام القصر متحدثًا عن حديقة قصر المنيل، والتي تعتبر مقصدًا للكثير من السائحين والزوار بسبب جمال وندرة نباتاتها. 

وقال بدوي إن حديقة القصر هي القسم الأكبر منه حيث كامل مساحة القصر 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، والبقية عبارة عن حديقة غناء، تتمتع بكم كبير من النباتات النادرة. 

وأوضح أن الأمير محمد علي توفيق كان رحالة سافر للكثير من الدول سواء الأوروبية أو الأفريقية، وكما كان يحب اقتناء التحف، كان يحب اقتناء النباتات، وجاء بشتلات نادرة لحديقة قصره. 

وأضاف أن الأمير اشترى هذه الأرض أولًا والتي يمتد تاريخها للعصر المملوكي، حيث كانت متنزهًا في أواخر هذا العصر أي منذ ما يقرب من 500 عام، وبها شجرة فيكس ترجع لهذا العصر، ويطلق عليها الشجرة الأم، ورفض الأمير أن ينتزعها، وتركها حتى عاصرت وقتنا الحالي. 

وتابع بدوي أن عادة أسرة محمد علي كانت بناء القصور على شاطئ النيل، وكان الأمير محمد علي توفيق يقول من لم يعش على شاطئ النيل فهو لم يستمتع بحياته، فقد كان عاشقًا لمصر وأهلها. 

وأضاف أن الأمير استطاع أن يحيي هذه الأرض ويحولها لحديقة غناء، والتي حافظت عليها الأجيال حتى وصلتنا في العصر الحالي، والتي بدورنا نحافظ عليها حيث تعتبر موردًا هامًا من موارد وزارة السياحة والآثار. 

ويعد قصر الأمير محمد علي في المنيل أو قصر المنيل أو متحف قصر محمد علي بالمنيل أو متحف قصر المنيل هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص. 

وبدأ بناء القصر عام 1901، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي. 

ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف. 

وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية. 

اختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف. 

وقد ولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية. وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية.