خوفا من كورونا.. استشاريون يرفضون معاينة المنزل المتصدع بدمنهور

عشرة أيام مرت علي قرار اللواء هشام أمنه محافظ البحيرة، بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة المنزل المتصدع بمدينة دمنهور، بالتنسيق مع المهندس محمد خميس رئيس المدينة، دون تنفيذ حتى الآن وذلك بسبب تخوف المهندسين الاستشاريين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأصبح سكان المنزل رقم 3 بشارع الموازين بدمنهور في حيرة ما بين ترك منزلهم بسبب أعمال الهدم التي تتم بالمنزل المجاور لهم، أو انتظارهم لتنفيذ قرار محافظ البحيرة بتشكيل اللجنة الهندسية مما يزيد خوفهم وقلقهم من انهيار المنزل فوقهم في أي لحظة بسبب أعمال الهدم المجاورة، مناشدين محافظ البحيرة بتشكيل لجنة طارئة ووقف أعمال الهدم المجاورة لهم لحين تشكيلها.

وقال مصدر مسئول بمجلس مدينة دمنهور، إن المهندسين الاستشاريين المكلفين بأعمال معاينة المنازل الآيلة للسقوط متخوفون من النزول لمعاينة المنزل المتصدع خشية إصابتهم بفيروس كورونا نظرا لكبر سنهم، مضيفا أنه لا يمكن تشكيل لجنة من جامعة دمنهور حتى لا يكون مخالفا لقرار محافظ البحيرة والذي يلزم تشكيل اللجان بمعرفة مهندسي مديرية الإسكان.

كانت بوابة "الفجر" قامت بنشر خبر بعنوان "جدار مشترك وقرار هدم قديم.. أسباب تصدع منزل دمنهور".. في استجابة سريعة للواء هشام أمنه محافظ البحيرة، لما نشرته بوابة "الفجر" بعنوان "تصدع منزل بدمنهور.. ومواطنون: مش عايزين نلاقي عيالنا تحت الأنقاض"، وأصدر توجيهات سريعة للمهندس محمد خميس، رئيس المدينة، بتشكيل لجنة هندسية، لمعاينة المنزل وكذلك منازل المنطقة بصفة عامة.

وأكد المهندس أحمد عمران، مدير تنظيم شرق بالوحدة المحلية لمجلس مدينة دمنهور، بمحافظة البحيرة، وصول إشارة بمكتب رئيس المدينة، بوجود شروخات وتصدعات بمنزل رقم 3 بشارع الموازين بسبب قيام أحد المقاولين بالبدء في أعمال هدم منزل مجاور لهم في حي أبوالريش.

وأوضح في تصريحات إلى "الفجر"، أنه على الفور تم التوجه للمنطقة المشار إليها وبالفحص تبين أن المنزل رقم 2 الصادر له قرار هدم رقم 313 لسنة 2018 وقرار إخلاء رقم 703 لسنة 2019 ورخصة هدم رقم 21 لسنة 2019 وقام المهندس المشرف علي الأعمال بالهدم وتنفيذ القرار فعليا، وتم أخذ إقرار رسمي عليه بأخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ علي الجيران وعلي المارة.

وقال "عمران"، إن المنزل رقم 3 المجاور للمبني الذي يتم تنفيذ قرار هدمه، ملك "محمد محمد أبوالوفا" تم إصدار قرار هدم له في عام 2007 برقم 115 ثم تم عمل محضر له بعدم تنفيذ القرار برقم 12 لسنة 2007 ثم تم الطعن على القرار أمام محكمة القضاء الإداري رقم 289 لسنة 2007 بتعديل القرار من عملية هدم كلي للعقار إلى تخفيف أحمال وترميم ولم يتم تنفيذ القرار الأخير أيضا.

وذكر أنه بمعاينة المنزل علي الطبيعة وجد به عدد من الشروخات والتصدعات كما وجد أن الجدار الملاصق لمنزل "الخراشي" الذي يتم فيه أعمال الهدم الآن، هو جدارًا مشتركًا بينهما.

ونوه بأنه تم عمل توصية للمهندس القائم بأعمال الهدم في المنزل المجاور له بأن يتم سند الجانب المشترك بينهما لحين عرض الأمر على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط لاتخاذ القرار الهندسي المناسب، وذلك لأن القرار الصادر بتخفيف الأحمال منذ عام 2007 وحتى الآن في عام 2020 أي بعد مرور 13 عاما، يؤكد حدوث بعض التغيرات في المنزل بصفة عامة.

جدير بالذكر أن سكان المنزل رقم 3، بشارع الموازين بدمنهور في البحيرة، يعيشون حالة من القلق تخوفا من انهيار المنزل فوقهم في أي لحظة نتيجة قيام أحد المقاولين بالبدء في أعمال هدم منزل مجاور لهم في حي أبوالريش.

وتسببت تلك الأعمال في حدوث تصدعات وشروخات بالمنزل المشار إليه، وقال أيمن أبوالوفا أحد السُكان المتضررين، إن المنزل قديم وتم بناؤه عام 1948، بجدار مشترك بينهم وبين المنزل الملاصق لهم والذي صدر له قرار هدم منذ شهرين، حيث فوجئوا بتنفيذ القرار من دون إخطارهم أو تأمينهم بحسب وصفه.

وأضاف "أبوالوفا"، "صحيت الصبح على هزة شديدة في المنزل وفوجئت بقيام أصحاب المنزل المجاور لنا بتنفيذ قرار الهدم وقيامهم بهدم البلكونات أولا، وتسبب ذلك في حدوث تصدعات وشروخات كبيرة بالجدار المشترك بيننا وبينهم وكذلك بطول السلم والمنور".

ولفت إلى أنه تم إبلاغ شرطة النجدة وتم التحرك منهم بسرعة شديدة وقمنا بتحرير محضر حمل رقم 2765 إداري قسم دمنهور، والسؤال هنا هل إذا تم هدم المنزل المجاور لنا فكيف سيكون الوضع الخاص بمنزلنا؟، فنحن لا نريد أن نتشرد أو نستيقظ نجد أنفسنا تحت الأنقاض.

وأكمل "أبوالوفا" أنه صدر لنا في عام 2007 قرار هدم لأن المنزل خطر داهم لعدم وجود جدران له، ومع ذلك لم يتم تنفيذ القرار بسبب قيام أصحاب المحلات الموجودة بالمنزل والتي هي إيجار دائم بالحصول علي حكم بتخفيف أحمال وترميم المنزل، وذلك علي الرغم بأنه غير مطابق للمواصفات الهندسية، فنحن في هذه المعاناة منذ 14 عاما من دون حل جذري.

وطالب "أبوالوفا"، اللواء هشام أمنه، محافظ البحيرة، والمهندس محمد خميس، رئيس مدينة دمنهور، بالتدخل وإنقاذهم قبل انهيار المنزل فوقهم وتشريد أطفالهم وإيقاف أعمال هدم المنزل المجاور لهم وتأمينهم وتشكيل لجنة هندسية لمعاينة منزلهم والمنازل المجاورة بالمنطقة واتخاذ كافة الطرق القانونية والرسمية حيالهم.

ومن ناحيته، أكد المهندس محمد خميس، رئيس مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، أن حياة المواطنين أهم من أي مبانِ، لافتا إلى أنه جارٍ تشكيل لجنة هندسية بمعرفة إدارة المنشئات الآيلة للسقوط لمعاينة المنزل المشار إليه وكذلك معاينة المنازل بالمنطقة بصفة عامة وذلك خلال يوم أو اثنين علي الأكثر، وأنه في حالة إثبات أن التقرير النهائي يتطلب إزالة المبني المتصدع فسيتم إخلائه على الفور وإزالته.