الرئيس الباكستاني يشكر شيخ الأزهر لإصدار فتوى "صلوات الجماعة"
وجه الرئيس الباكستاني،
عارف علوي، الشكر لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهيئة كبار العلماء،
على استجابتهم السريعة في مواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، عبر إصدارهم فتوى
جواز تعليق صلاة الجماعة والجمعة بالمساجد، لمجابهته والحد من انتشاره بين المسلمين،
مطالبًا علماء باكستان بضرورة العمل بتلك الفتوى.
جاء ذلك عبر تدوينة
له بحسابه الشخصي على تويتر قال فيها: "أشكر فضيلة الإمام الأكبر وهيئة كبار العلماء
بالأزهر على موقفهم الحاسم واستجابتهم الفورية بإصدار فتوى بشأن صلاة الجمعة والجماعة
في المساجد، خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد".
كما طالب الرئيس
الباكستاني العلماء في باكستان في تغريدة أخرى، باتخاذ قرار مماثل وعاجل؛ بناءً على
فتوى كبار العلماء بالأزهر؛ لمنع انتشار فيروس كرونا المستجد في باكستان، مشيرًا أن
هذه الفتوى نابعة من مبادئ الإسلام السمحة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية
الشريفة.
كانت هيئة كبار العلماء
بالأزهر، برئاسة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قد أصدرت، في ١٥ مارس
الجاري بيانًا مهمًا أجازت فيه تعليق صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد؛ للتقليل من خطر
انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما لاقى ردود أفعال إيجابية من مختلف دول العالم
الإسلامي؛ لما له من أثر كبير في الحفاظ على التجمعات المسلمة والنفس البشرية من انتشار
هذا الوباء. الباكستاني يشكر الإمام الأكبر لإصدار فتوى جواز تعليق صلوات الجماعة للحد
من خطر كورونا
وكان قد وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى رسالةٌ
إلىٰ كلِّ مَن استشعرَ قَلبُه الحُزْنَ علىٰ فِراقِ المَسَاجد وجَمَاعاتِها وجُمَعِها
هذه الأيَّام»
وقال مركز الأزهر
عبر الفيسبوك: إنَّ أعْمَالَك الصَّالِحة في بُيُوتِ الله سُبحانه لمْ تنقطع بغلقِ
المَسَاجِد، وتعليقِ الصَّلوات فيها هذه الأيَّام؛ بل لَك أجرُ طاعاتِك وعِبَاداتِك
التي لَطَالَمَا حَرَصْتَ عَلىٰ أدائها لله سُبحانَه كَامِلًا؛ وسيِّدُنا رسُولُ الله
ﷺ هو
الذي يُبشِّرك بقولِه: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ
يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» [أخرجه البُخاريّ].
وأضاف: أنَّ عَزْمَ
القَلبِ على فِعْلِ الطَّاعةِ طاعةٌ؛ فلا تَستَهِن بِحُبِّ طَاعَةٍ، أو تَعَلُّقٍ بصَلَاة
جَمَاعة؛ فقد قَال ﷺ فيما يَرْويه عَن ربِّه سُبحَانَه: «فَمَنْ هَمّ
بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً..» [مُتَّفقٌ
عليه]، وفِي رِوايةٍ قال ﷺ: «فَمَن هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يَشْعرَهَا
قَلْبُه، وَيَعلَمُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- ذَلِكَ مِنْهُ؛ كُتِبَتْ لَه حَسَنَةٌ..»
[أخرجه أحمد]
وأكمل: لا غَرْو؛
فأعمَال العِبادِ بنِيَّاتِ قُلوبِهم؛ لا بأفْعَالِ أبدانِهم؛ قال ﷺ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات..»
[مُتّفق عليه].
وتابع: لا تَحَزنْ،
ولا تَظن بالله اللَّطيفِ الحَكيم سُبحانه إلَّا الخَير، وتُبْ إليه واستغفِرْه، ولا
تَبرحْ بابَ دُعائِه ورَحْمتِه؛ فهو رَحمَـٰنُ الدُّنيا والآخرة ورحيمُهُمَا، ذو مَنٍّ
وحِلْمٍ وإنْعَامٍ، قَال عَزَّ مِن قَائل: {وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ
تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً
إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ} [سورة هود: 52]، وقال ربُّنا
سُبحَانه أيضًا: {فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ
مُّجِيبٌ} [سورة هود: 61].
وقال": تَيقَّن
أنَّ قُدرَةَ الله تَغْلبُ كلَّ شرّ، وأنَّ العُسْر لا مَحالةَ يتْبعُه مِنَ الله عَوْنٌ
ومَدَدٌ يُسْر، فاللهم ارْحمْ ضعفَنَا، وتَولَّ أمرَنا، وبلِّغنَا فيما يُرضِيك آمالنا،
ولا تُخيِّب رَجَاءَنا يا كَرِيم.