"بلدي لن تصمد أمامه أيامًا".. قصة إعلامي أقنع اليمنيين بمخاطر كورونا بارتداء "كمامة" في النشرة الإخبارية

تقارير وحوارات

هشام الزيادي
هشام الزيادي


انتَقى الإعلامي اليمني، هشام الزيادي، نشرة أخبار التاسعة مساءً، لتكون مِنصَّة لإيصال رسالته إلى شعبه بالأراضي اليمنية، بضرورة أخذ الحِيطة في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وإِتباع الإجراءات الوقائية، وعدم التهاون في ذلك، عَهنَ في حديثه، وخرجَ عن المألوف بظهوره مُرتديًا قناعًا طبيًا وقفازًا بيده، برغم من إعلان منظمة الصحة العالمية خلو اليمن من المرض "الوباء لو وصل لليمنيين في ظل انهيار المنظومة الصحية.. وحالة الاستهتار التي يقابل بها الناس هاد الخطر.. فالنتائج ستكون كارثية..إذا كانت دول متقدمة كإيطاليا وإسبانيا انهارت أنظمتها أمام اجتياحه.. فمؤكد أن بلدي لن تصمد أيام معدودة".






ظفِر بفكرته- الذي كان من الممكن أن توصل عن طريق أي برنامج أخر، لكنه أصر على نشرة الأخبار، لجذب انتباه قطاع واسع من اليمنيين، لأنهم اعتادوا على متابعتها؛ لمشاهدة كل ما هو جديد من أنباء-، بعدما استقبلت بِترحابٍ كبِيرٍ، عقب تفاجأ المواطنين في البداية من ظهوره بهذا الشكل "ردود الأفعال التي وجدتها من الناس بعد مشاهدتهم النشرة.. تعليقاتهم على الفيديوهات اللي انتشرت وتواصلهم بي.. أكدت أن الرسالة لاقت قبول وتفاعل منهم.. وهاد واجبنا كإعلاميين ". بَلغت الأزمة أوجهَا بجميع الدول، لذا اعتضدَ بمُنفذ النشرة والمخرج الثلاثاء المنصرم، الذين مانعوا عرض الفكرة من البداية، وبسَطوا آرائهم بأنها تكون فقرة في أحد البرنامج؛ لأن النشرات الإخبارية غير مناسبة، ولكنه أصر على موقفه "وصلتلهم إن هذا هو المطلوب لان الناس لن يتوقعوا ذلك"، فوافقوا وبدأ يستعد باليوم التالي -وفقا لدوره في جدول المذيعين-.






إِحتَرز صاحب الـ(29 ربيعًا)، طيلة التسع سنوات الماضية، منذ بداية عمله الإعلامي، على توعية شعبه؛ لتفادي ما يتوقّع، خاصة الأن بعدما تذكر أن قبل عامين تفشى وباء الكوليرا في غضون ستة أشهر "توفى 2000 شخص وأصيب أكثر من مليونين.. فكيف بوباء لم يتوصل العلماء للقاح ودواء له  حتى الحين .. اعتقد انها ستكون القاضية بالنسبة لـ٢٨ مليون مواطن". في غَدواته ورَوحاته يواصل الشاب اليمني، الماكث بتركيا-، متابعته للأوضاع بالداخل وتصريحات وزارة الصحة، واستعداداتها للتصدي للفيروس، وفقًا للوسائل الممكنة والمتاحة لديهم " لكن في حقيقة الأمر أن تفشى الوباء فلا أحد يستطيع السيطرة عليه خاصة مع حالة الانقسام بين القطاعات الصحية في مناطق سيطرة الحكومة والحوثيين وغياب جزء كبير من الحكومة عن اليمن، وإداراتهم الوضع من العاصمة السعودية الرياض".






جذَب الإعلامي اليمني، نفسًا طويلاً، و تمنى أن تخصص منظمات ووكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن، ١٠في المائة أو ٢% من رواتب موظفيها المرتفعة، كمساعدات للعاملين بالأجر اليومي ببلاده؛  لتشجيعهم على الإلتزام بالحجر المنزلي، تلافياً لانتشار وباء كورونا، نظرًا لأن تقديم بعض المساعدات من قبل منظمة الصحة العالمية، - إقامة محجرين صحيين في صنعاء-، غير كافية، بالنظر لحجم التمويل التي تستلمها وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن وباقي المنظمات الحقوقية "شريحة كبيرة من اليمنيين صعب يستجيبوا لدعوات السلطات المحلية ويضلوا بالبيوت"؛ لاعتمادهم على الأعمال ذات الأجر اليومي لإعالة أسرهم.






توارد أفكار أخذت الزيادي، إلى شهر مارس من 2015، بعد اقتحام وإغلاق مليشيا الحوثي مكاتب القنوات اليمن واعتقال ومطاردة الصحفيين، ليرى أن الوضع السياسي والأمني، أثر على أداء مؤسسات الدولة وقطاعاتها، وبالتالي سينعكس على قدرتها على مواجهة الأوبئة كفيروس كورونا حاليًا. اجترَّ غضبَه، لصعوبة إجلاء اليمن أبنائها، خاصة الطلاب الذين كانوا متواجدين في الصين، وأطلقوا مناشدات بنقلهم، وتم نقل بعضهم إلى حجر صحي في دولة الإمارات "غصة في قلوبنا.. لكن الحكومة أعلنت إغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية عدا دخول المساعدات والمركبات التجارية"، لمنع دخول أي حالة مصابة إلى البلاد، لاسيما وأن الأوضاع بالداخل لا تحتمل تفشّي هذا الوباء العالمي "ربنا عالم بحال الشعب.. علشان كده بعتبر بلدي محظوظة".