صلاة الجمعة في المنزل.. 3 نصائح هامة من الأوقاف والأزهر
يبدأ المسلمون في مصر اليوم أولى صلاتهم للجمعة في المنازل، تطبيقا للإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا الذي ظهر مؤخرا في عدة محافظات، إذ وجهت المؤسسات الدينية في البلاد عدة نصائح هامة للمواطنين من أجل تجاوز تلك الأزمة بطريقة صحيحة، جاءت كالتالي:
-الصلاة خلف الراديو التليفزيون
قالت دار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال ورد إليها بخصوص الدعوة لصلاة الجمعة من المنزل خلف الراديو والتليفزيون، وذلك عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك": إنه لا تجوز صلاة أحد في منزله خلف صلاة منقولة عبر التليفزيون أو الإذاعة، ولا فرق في ذلك بين صلاة جمعة أو غيرها، مع أدائها 4 ركعات ظهرًا.
وكان الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، تلقى سؤالًا يقول:" ذهبنا لصلاة الجمعة ولم يأتي الخطيب وتم تشغيل صلاة الجمعة من الراديو، فهل يجوز؟، وما حكم الصلاة في هذه الحالة".
من جانبه، قال أمين الفتوى: إنه لا يجوز فعل ذلك، منوها بأنه يجب عليكم قضاء هذه الصلاة ظهرًا، مضيفا: يجب أن يكون هناك خطيب حي يخطب لصلاة الجمعة ثم يصلي بالمصلين، أما ما حدث فلا يصح شرعًا.
صلاةُ الجُمُعة لا تنعقد في البُيوت
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن صلاةُ الجُمُعة لا تنعقد في البُيوت "خطبة وركعتان" ولو جَمَاعة، وإنْ كَثُرَ عددُ المُصلِّين، ولا تكون صحيحة إنْ وقَعَت أي "باطلة"، وإنما تُصلَّى في البيت ظهرًا بغير خطبةٍ "أربع ركعاتٍ" جماعةً أو انفرادًا، كما يُستَحب أن تُقَام صلاةُ الظُّهر في البيت جماعةً "أهل البيت"، وأن يَؤمَّ الرَّجل فيها أهله ذُكورًا، وإناثًا.
وأوضح المركز - في بيان أمس الخميس - أن الأئمةُ الأربعةُ وغيرُهم مِن الفقهاء اشترطوا لصحَّةِ صلاةِ الجُمُعة شُروطًا منها: وجود مَسجدٍ، أو عددِ مُصِّلين، أو إذْنِ حاكمٍ، ومِن ذلك قول الإمامِ الزَّيلعيّ رحمهُ الله: "مِنْ شَرْطِ أَدَائِهَا -أي: الجُمُعة- أَنْ يَأْذَنَ الْإِمَامُ لِلنَّاسِ إذْنًا عَامًّا؛ لِأَنَّهَا مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَخَصَائِصِ الدِّينِ؛ فَتَجِبُ إقَامَتُهَا عَلَى سَبِيلِ الِاشْتِهَارِ".
كما جاء في كتاب "تبيين الحقائق شرح كنز الدَّقائق وحاشية الشّلبيّ (1 221)"، وقد فهم السَّلَفُ الصَّالح هذا الفِقه وطبَّقوه؛ فكانوا يُصلُّون الجُمُعة في البُيُوت إنْ حَال بينهم وبين تأديتِها جماعةً في المسجد حائلٌ، وإن كَثُرَ عددُهم؛ فَعَنْ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: "شَهِدْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، وَ زِرًّا، وَسَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ -وكلهم من التَّابعين-، فَذَكَرَ زِرًّا وَالتَّيْمِيَّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ صَلَّوَا الْجُمُعَةَ أَرْبَعًا -أي: ظهرًا- فِي مَكَانِهِمْ، وَكَانُوا خَائِفِينَ".
وأضاف: "وبناء على ما سبق فإن حرمة قيام صلاة الجمعة في هذه الآونة قائمة لخوف من وباء قد يصيب عامة المسلمين حال أدائها، كما أن الحاكم لم يأذن بإقامتها، بل أمر الحاكم وأهل الاختصاص بتعليق صلاة الجمعة والجماعة خشية على المواطنين من أن يصيبهم مكروه، وهو ما ينبغي على الجميع الالتزام به.
ماذا يفعل المُصلّون بمنازلهم؟
تابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: "يَكتفي المُصلّون في منازلهم بأذانِ المسجد، وتُستحب إقامةُ أحدِهم للصَّلاة قبل أدائها، وأنْ يَؤمَّ الرجل فيها أهله ذُكورًا، وإناثًا، وإذا صلَّى الرَّجل بزوجته جماعةً؛ وقفت الزَّوجة خلفَه، وإذا كان للرَّجل ولدٌ من الذُّكور وزوجة؛ صلَّى الولد عن يمينه، وصلَّت زوجتُه خلفَه، وإذا كان للرَّجل أولادٌ ذكورٌ وإناثٌ وزوجةٌ؛ صلَّى الذُّكورُ خلفه في صفٍّ، وصلَّت الزَّوجة والبنات في صفٍّ آخر خلف الذُّكور، كما تُصلَّى سُنن الظهر الرَّواتب على وجهها المعلوم قبل الصَّلاة وبعدها (أربع ركعات قبلها واثنتان بعدها).
وقال المركز: "ويُشرع القنوتُ (الدُّعاء) بعد الرَّفع من ركوع آخر ركعة من صلاة الظُّهر؛ تضرُّعًا إلى الله سُبحانه أن يرفع عنَّا وعن العالمين البلاء، مبشرا من كان حريصًا على صلاة الجُمُعة قبل ذلك، وحال الظَّرف الرَّاهن دون أدائها جمعة في المسجد؛ أن له أجرُها كاملًا وإنْ صلَّاها في بيته ظهرًا إنْ شاء الله؛ لحديثِ سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".
وأهاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأبناءِ الشَّعب المصري والأمَّة كافَّة أنْ يبتعدوا عن مَواطِن الزِّحام، وأنْ يلتزموا إرشادات الوقاية التي تَصدُر عن الهيئات المُختصَّة؛ رفعًا للضَّرر، وحِفاظًا على الأنفُسِ.
وأكد وجوب لُزوم المنازل هذه الأيام إلَّا لضرورة، ويُبشِّر من قعد في بيته صابرًا راضيًا بقضاء الله وقت انتشار الوباء بأجر الشَّهيد وإنْ لم يمُتْ بالوباء، سائلا الله تعالى الذي وَسِعَتْ رحمتُه كلَّ شيء أنْ يكشف عنَّا الضُّر، وأنْ يقيَنا كلَّ مكروهٍ وشرّ، وأن يحفظ علينا أمنَنَا وسَلَامتنا، وأن يَرُدَّنا إليه ردًّا جميلًا إنَّه سُبحانه رحِيمٌ ودود.