تبرع بجهاز تنفس لمريض صغير.. قصة "أيقونة التضحية" ضد كورونا في إيطاليا
في ظل تفشي فيروس كورونا، في أنحاء العالم وخاصة إيطاليا، إذ تصل أعداد الوفيات بها إلى المئات يوميا، أصبح المشهد بمثابة الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة، لكن تظل الإنسانية تخيم على الواقع الأليم.
ففي منطقة لومباردي الأكثر تضررا في إيطاليا، أصيب الكاهن جوزيبي بيرارديلي، 72 عامًا، بفيروس الكورونا، وكانت حالته الصحية سيئة للغاية، ويعاني في صعوبة بالتنفس.
وعلى الرغم من نقص أجهزة التنفس في إيطاليا، تبرع "بيرديلي" بجهاز التنفس، الذي قام أحد رعايا الكنيسة بإعطائه له، لمريض أصغر سنا لم يكن يعرفه، ولكن كان يعرف أن المرضى الأصغر سنا القادرين على الوصول إلى أجهزة التنفس لديهم فرصة أكبر بكثير في البقاء على قيد الحياة.
وبعد أيام قليلة توفي الكاهن "بيرديلي" ضاربا أعظم مثال للإنسانية، فشبهه العديد من الإيطاليين بـ"أيقونة التضحية"، وتدولت قصته عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في جميع أنحاء البلاد.
ونقلت المجلة الإخبارية الإيطالية القصة لأول مرة، على لسان الكاهن جيمس مارتن، من الولايات المتحدة، وهو أيضا مستشار لأمانة الفاتيكان للاتصالات.
وقال جيمس مارتن: "إنه شهيد الإحسان وقديس.. جوزيبي بيرارديلي، راعي أولئك الذين يعانون من فيروس كورونا وكل من يهتم بهم، صلي من أجلنا".
وذكرت صحيفة "الكاثوليك هيرالد" أن من بين القتلى ما لا يقل عن 60 كاهنًا، تجاوز غالبيتهم 70 عامًا.
وخلال قداس في أوائل مارس، دعا البابا فرانسيس، 83 عامًا، الكهنة الإيطاليين إلى "التحلي بالشجاعة للخروج إلى المرضى ومساعدتهم في ظل تفشى وباء كورونا".
وكان بيرارديللي من بين 60 كاهنًا على الأقل في إيطاليا ماتوا بسبب فيروس كورونا، ولكنه استطاع أن يرسم ملامحا إنسانية تخلد ذكرى رحيله، ويرسم بها أسمى معاني المحبة، وعلى رغم ظروف الصعبة التي تعيشها إيطاليا وعدم تشيع مراسم دفن له، إلا وقفوا شعب قريته احتراما له.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» إلى 113 حالة.
وكشف مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، عن خروج 15 حالة من المصابين بفيروس كورونا المستجد من مستشفى العزل، من ضمنهم 4 أجانب و11 مصريًا، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 95 حالة حتى اليوم، من أصل الـ 113 حالة التي تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية.
وأوضح أنه تم تسجيل 54 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، جميعهم من المصريين، وهم من المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وفاة مواطن مصري يبلغ من العمر 63 عامًا من محافظة المنوفية.
ولفت إلى أن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وذكر أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأربعاء، هو 456 حالة من ضمنهم 95 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و21 حالة وفاة.
