"العسل القاتل".. الفجر تروي قصة "محمد" ضحية عصارة القصب بالمنيا
«استعنا على الشقا بالله» بتلك الكلمات بدأ "محمد" الرجل الأربعيني يومه مستيقظا كعادته فجرًا ليبدأ عمله حتى غروب الشمس كعامل باليومية في عصارة القصب، ولكنه لن يعلم بموعد رحيله بعد ساعات من خروجه من المنزل تاركا وراءه نجله الوحيد "علي" ابن التسع سنوات وزوجته ووالدته المسنة اللاتي يعولهم.
ابن قرية جلال باشا الشرقية التابعة لمدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، إنسان بسيط يعيش مع أسرته في مسكن تظهر عليه مدى المعاناة المادية التي كان يعيشها، ولكن تظهر على ملامحه علامات الرضا والشقي.
أثناء عمله على عصارة قصب لصنع العسل الأسود، فقدر الله تعالى أن يلتهم سير العصارة يداه وأجزاء من جسده، صرخاته الأخيرة تعلو وترتفع حتى تخبر الجميع بمخاطر تلك العصارة التي أودت بحياته ويتمت أبنه الوحيد، كانت رسالة لكل العاملين معه كتبها بدمه" أن يحظروا تلك المخاطر فسمع العاملون صوته الذي هز أرجاء المكان جاؤا مسرعين ليجدوا أن عصارة القصب التي تعسر القصب وتحوله لعسل تلتهم جسده لتحوله لأشلاء فى موقف مرعب شاهدوا كل من تواجد معه، فقام العاملون بفصل التيار الكهربائي لإيقاف العصارة وتم نقل جثته لمشرحة مستشفى ملوي العام.
تكافل وكرامة آخر ما تمناه محمد قبل موته الحلم الذي بات يسعى وراءه عامين متواصلين ليضمن لأسرته المعيشة العادية البسيطة ولكنها تعني له الكثير فظل وراءه حتى تحقق هذا الحلم قبل وفاته بشهر واحد حصل على معاش تكافل وكرامة كأن القدر يريد ان يخبره أن يطمئن قلبه قليلا علي ابنه وزوجته بمبلغ بسيط كل شهر كتعويضا عن غيابه.
وانتقلت قوات الأمن وبالفحص تبين الجثة لعامل يدعى " محمد علي عبدالموجود"40 سنة عامل باليومية في أحد عصارات العسل ومقيم بقرية جلال باشا وأثناء قيامه بتلقيم القصب للعصارة جذبه سير العصارة فمزق جسده وتسبب في إحداث إصابات غائرة بالرقبة واليدين وأجزاء من جسده ليلقى مصرعه على الفور وقام العاملون بفصل التيار الكهربائي لإيقاف العصارة.
وتطابقت أقوال شهود الواقعة مع ما جاء بالتحريات، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وبالعرض على النيابة العامة قررت التصريح بدفن الجثة بعد تسليمها لذويها واستبعاد وجود شبهة جنائية.