"أبو الغيط": رابطتنا العربية حصننا الأخير لمواجهة المخاطر

توك شو

بوابة الفجر


وجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة للعرب في ذكرى تأسيس الجامعة، قال خلالها: إنه في مثل هذا اليوم منذ 75 عامًا اتخذ العرب قرارًا تاريخيًا بتأسيس بيت جامع يضمهم في رحابه، ونظام مؤسسي يُترجم الرابطة الحضارية التي يشعرون بها إزاء بعضهم البعض.. تلك هي الجامعة العربية التي جسدت وعيًا جديدًا سرى في أوصال هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها بأن لسانها عربي، وثقافتها عربية، وشعورها وضميرها ووجدانها عربي".

وأضاف "أبو الغيط"، خلال كلمته في ذكرى تأسيس الجامعة الـ 75، والمذاعة عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الأحد، أن المنظمة قطعت رحلة طويلة من التحديات، ومن الإنجازات والإخفاقات، وأنها عبرت عن صوت العرب الجماعي وجسدت دفاعهم من قضاياهم ومقدراتهم ما وسعهم جهدهم، وفي ضوء مُعطيات زمانهم ومقتضيات ظرفهم وواقعهم.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة التي جسدت الضمير العربي الطواق إلى الوحدة لا تعاني أزمة وجود؛ إذ أن هذه الأمة لم تكن أحوج إلى هذا البيت الجامع في أي وقتٍ مضى أكثر مما هي الآن، ذلك أن الدولة الوطنية العربية تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة في حدتها وخطورتها.. تحديات تتعلق في بعض الحالات للأسف، بوحدة ترابها وسيادتها ووجودها ذاته، وهي تحديات لن تستطيع الدول العربية مواجهتها فرادى، فرابطتنا العربية هي حصننا الأخير لمواجهة المخاطر، ولن يحل مشكلات العرب سوى العرب.

وتابع "أبو الغيط"، ولن يستطيع العرب اللحاق بالعصر وحماية مقدراتهم المادية والبشرية، إلا لو اقتنعوا بأن أمنهم القومي هو وحدة واحدة، وكلٌ لا يتجزأ، وأن الطيور الجارحة التي تتربص بهذا البلد أو ذاك، تشكل خطرًا على الجسد العربي كله، وهو جسد واحد وروح واحد، لو جرح عضو فيه هنا أو هناك، لسال منه دم عربي، ولأصاب الألم الجسد كله".

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن الدول العربية لا زالت بحاجة إلى مفهوم متطور وشامل للأمن القومي العربي، وأن المسافة بين الطموح والواقع لا زالت كبيرة فيما يتعلق بتحقيق التكامل الاقتصادي، مُشيرًا إلى أن إصلاح العمل العربي المشترك مطلوب بل واجب، شريطة أن يكون هذا الإصلاح بمنطق البناء لا الهدم، وبهدف تطوير ما هو قائم وليس تبديده، خاصة وأن أحدًا لا يملك برنامجًا بديلًا لما توفره الجامعة، بمجالسها ومنظماتها المتخصصة، من آليات وأدوات للتنسيق والتعاون بين الدول العربية، متابعًا: "يظل دورنا وقد تسلمنا الراية أن نواصل المسيرة وأن نضمن أن يبقى علم هذه الجامعة خفاقًا عاليًا، وأن تبقى جامعتنا منيعة ضد معاول الهدم، حصينة في مواجهة دعاوى التفتيت".