وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس: الإلحاد سبب وباء كورونا
قال القمص سيرجيوس سيرجيوس، وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس إن مصر وشعبها أهم من أي شيء آخر، مؤكدَا أنه عندما أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارات بتأجيل المدارس والجامعات، على الفور استجابت الكنيسة بتعليق جميع الأنشطة الدينية ومدارس الأحد والتجمعات ووقف الطقوس والصلوات في جميع الكنائس بناءًا على قرار اتخذته اللجنة المجمعية في المجمع المُقدس، وذلك لمنع انتشار وباء فيروس كورونا، معقبا: "ربنا هايشله قريبًا عن مصر".
وأضاف "سيرجيوس" خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "eXtra news"، أن صلوات الجنازات سوف تقتصر على أهل المتوفى فقط، مع منع التجمعات وغلق قاعات العزاء، على أن يتم تحديد كنيسة فقط مخصصة لصلاة الجنازات في كل منطقة أو ايبارشية.
وتابع: "إحنا كٌلنا بنصرخ ونصلي إلى الله ليرفع هذا الوباء عن مصر والعالم بأكمله"، مضيفا: "العالم دخل في العلمانية والإلحاد، حيث ابتعدوا عن عبادة الله الحقيقي، فأراد الله أن يوجد هذا الوباء حتي أن يتقربوا إليه، قائلًا: أنا سمعت إن الكونجرس الأمريكي اجتمع لأول مرة يصلي إلى الله،.. كنتوا فين من زمان؟؟.. ربنا بيشد ودن الناس عشان ترجعله تاني".
كانت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قد اجتمعت، صباح السبت، لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19، وأصدرت اللجنة بيانًا، هذا نصه:
في إطار متابعة الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم هذه الأيام، وكذلك البيانات التي تصدرها تباعًا منظمة الصحة العالمية والتي تظهر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد COVID-19 في مختلف دول العالم، ومن بينها بلادنا العزيزة مصر، التي يبذل مسؤولوها قصارى جهدهم في سبيل احتواء الوباء، الذي يعد أكبر أزمة صحية خطيرة نواجهها منذ مئات السنين.
ونظرًا لأن التجمعات تمثل الخطر الأكبر الذي يؤدي إلى سرعة انتشار الفيروس، قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من منطلق مسؤوليتها الوطنية والكنسية، وحفاظًا على أبناء مصر جميعًا:
غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة.
غلق قاعات العزاء واقتصار أي جناز على أسرة المتوفي فقط، على أن تقوم كل إيبارشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات وتمنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات.
يسري هذا القرار من اليوم السبت ٢١ مارس ولمدة أسبوعين من تاريخه، ولحين إشعار آخر.
وإذ تُذَكِّر الكنيسة بقول السيد المسيح: "لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ" (مت ٤: ٧)، تناشد جموع الأقباط في مصر والخارج عدم التهاون إزاء الأزمة الحاضرة، والالتزام بالإجراءات التي تعلنها السلطات المسئولة، للمساهمة بفاعلية في تفادي كارثة تلوح في الأفق، يترجمها تزايد أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين في العالم. فليس من الحكمة أو الأمانة أن يكون الإنسان سببًا في إصابة الآخرين أو فقد أحد أحبائه.
وتدعو الكنيسة الجميع إلى رفع صلوات وتضرعات في كل موضع، واثقةً في أن صلواتهم سوف تصل إلى مسامع الرب القدير وأنه سيتحنن علينا ويرفع هذه الضيقة، ويعطي شفاءًا وسلامًا وطمأنينة لكل العالم ويبارك كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذا الوباء الذي يهدد العالم كله.
كما نصلي بلا انقطاع لكي ينعم الله على المصابين بهذا الداء بالصحة والعافية وليبارك جهود الأطقم الطبية القائمة على متابعة وعلاج المرضى حتى يتم شفاؤهم.