عبدالفتاح طوقان يكتب: دلالات زيارة الملك عبد الله الثاني الجريئة لمصر

مقالات الرأي

عبدالفتاح طوقان يكتب:
عبدالفتاح طوقان يكتب: دلالات زيارة الملك عبد الله الثاني ال

بعض من الاخوان المسلميين لا يعرفون الا المعارضة المبنية على اثارة الشارع كذبا، دون تحليل و دون دليل و دون وجود، و اسوق هنا تصريح قطب اخوانجي اردني بعد زيارة الملك عبد الله الثاني الى مصر ان قال: أن الزيارة ارتهان لأجندات خارجية ضد مصالح الأردن متناسيا ان اصل جماعته نتاج اجندات خارجية، و دعم خارجي سواء كان من امريكا و بريطانيا وقت التاسيس او ايران وقت التسييس.

وان الاردن انطلق في زيارته تأييدا لثورة مصرية شعبيه من القلب للقلب لانتزاع مصر من محاولات تهويدها باسم الاسلام.

ولعل صور الرئيس مرسي و المرشد العام مع السفيرة الامريكية بانشراح موجوده على الانترنت، و التخابر مع ايران و اسرائيل مسجل صوتا و سيقدم في الوقت المناسب الى المحكمة، و اتصالات الرئيس مرسي بصديقه نتانياهو حميمة ووصفه في خطابه بالاخ العزيز. و لهذا رفض الفريق اول عبد الفتاح السيسي فكرة خروج مرسي من مصر الى الاردن لانه تخابر ضد مصر مع العدو في اول ظاهرة تاريخية لحاكم مصري.

الاخوان المسلميين، لا يعرفون الجميل الذي قدم لهم من قبل الدولة الاردنية عبر سنوات من التاريخ، ولا يعترفون بما لدي الهاشميين من السماحة و العفو. و اقصد هنا بعض من جماعة الاخوان المتاسلمين و منها ما هو ارهابي، و التى للاسف يخشاهم بعض من الوزراء و المسؤوليين خوفا على انفسهم و على مصالحهم و على اصوات الانتخابات ضاربين حق الوطن بمسامير تثبيت كراسيهم في وظائفهم و امتيازاتهم.

المغامرة الاخوانية الطائشة

لقد جائت زيارة الملك عبد الله الثاني، كأول زعيم عربي يزور مصر في اطار التحرك لانقاذ مصر من مغامرة اخوانية طائشة اردات تدمير مصر و انهاء دورها و التهام شعبها المعتدل الوطني و سلبها حريتها و رهنها لاجنده صهيو امريكية ابسطها اغلاق الانفاق الى غزة، اقامة اسوار الكترونية لمراقبة مصر، و لم نر مظاهرة واحده تطالب بطرد سفير اسرائيل او حرق علم امريكي، بل على العلس خاطب رئيس مصر الاخوانجي رئيس وزراء اسرائيل بكلمة الاخ صديقي !!!

من دلالات الزيارة ان الملك اكد بوجوده على ارض الكنانة انه مع حق الشعب المصري في تقرير مصيره، في اختيار زعمائه و طريقه حكمه، و في استقرار مصر، في مستقبل مصر و دورها الريادي، غير عابئا بكل التصريحات الصدئه و القشور المغلفة للاخوان المسلميين الصادره من الاردن او من مصر، و كما تحدث المخرج المصري و زميلي المهندس خالد يوسف بالامس عن القشور الصدأة التى تغطي الاخوان في مصر والتى قال انها لا بد ان تزول و يعودوا مصريين اطهار.

المغامرة هي عدم ذهاب الملك لا في سفره و ذهابه اليها، عدم الذهاب هو التخلي عن الدور التاريخي، و لكن مضاغي اللبان يصدرون التصاريح دون وعي او تفكير او تحليل او فهم للامور، و يعتقد بعض منهم ان نداغته لا يعلى عليها، و ان بياناته بأن الشعب و القرى و العشائرالاردنية ضد الزيارة يصدقها الناس مع العلم انها اكاذيب ملفقة، متوهما انه اوانهم ببعض مئات و عبر قنواتهم قادرون على تحريك ثورة مصر الاخوانية من اشارة مرور في مدينة عمان تماثل اشارة رابعة العدوية في مصر، و هي رهانات فاشلة و خاطئة.

ان شعب مصر صاحب الثورة الحقيقية قد لفظ الاخوان المسلميين بملايين ابنائه الغيورين على مصر العظيمة، و التى تأكد لها ان الاخوانجي الذي رأس مصر لم يكن يوما عاملا او موظفا في الناسا الامريكية كما صرح كذبا للفضائيات وقت ترشحه و ما انكرته وكالة الفضاء الامريكية الناسا و تلك واحده من مئات الاخطاء التى وقع فيها الاخوان المسلمون و زيفوا الحقائق ضمن اطار الديمقراطية المصرية، و هو ليس بغريب عليهم، البداية كانت كذبا كما هي النهاية التى تدعي الشرعية .

وفي المقابل، يرى البعض ان تصريحات نائب المراقب العام للاخوان المسلميين في الاردن تثير الفتنه مستخدمة اسلوب سباق التتابع، و تحاول ان تقسم المجتمع الاسلامي و ان تضع الاخوان المسلميين اللذين هم من نسيج المجتمع الاردني في مواجهة الشعب الاردني و عشائره الطيبة و الاصيله، لذا يقترحون عليه ان يفكر مليا قبل اطلاق سموم افكار لا تنتمي الى ابناء الوطن المتماسك، حيث لا بد من جهة اخري بقاء الاخوان المسلميين ضمن حدود نشر الدعوة فقط بالحسنى لا بالسيف، وبكل الاحترام و التقدير و المحبة دون العنف و دون الكذب و الافتراء و شد الحبل لاتون حرب اهلية في مصر يؤججها بحناجره من الاردن

الزيارة الملكية جريئة.

مرة اخرى، الزيارة الملكية جرئية باعتراف العالم، و هو ليس بغريبا علي الهاشميين، و هي تمثل الشعب و رغبته و تعبر عنه، تم تقدير موقفها بعنايه،و هي واجبة الحضور، حملتها صدور المصريين بكل الحب و التقدير لملك ادى دوره التاريخي و يشكره شعبه و شعب مصر اللذان اتحدا لاجل انقاذ مصر من براثن احتلال اخواني كادت تطحن السلم المدني و الامن الوطني المصري.

زيارة الملك، و التى لا تحتمل ضررا او اضرارا، بل على العكس دعما معنويا عاليا، جائت لتؤكد ان ما قام به جيش مصربقياده ابن مصر البار الفريق اول عبد الفتاح السيسي كان نصرا للشعب المصري و كما يريد ابنائه و بناته، لم يساوم فيه الجيش المصري في مفصل تاريخي، و للشعوب الحرة في كل مكان و هذا امر لن ينساه التاريخ.

وجائت زيارة الملك عبد الله الثاني تأكيدا انه لا مساومة في القضايا و المفاصل التاريخية.

لم يكن موقف الهاشميين عبر التاريخ الا عبر و دروس في الجرأة و المقدرة على استشراف المستقبل ورؤيه تجتاز الحاضر. و لقد قدم الهاشميون انفسهم وحملوا ارواحهم غير عابئين بما يتلفظ به الاخرون او يتهجمون به عليهم، لايمانهم القوي و الراسخ ان القدر قد اختارهم لمواجهة الاعاصير.

هذا وقد اثبت الزمن انهم الصح و ان غيرهم ممن حصدوا شعبيات فاسدة على ظهور شعوبهم خطاء . بل وتأكد مع نشر الوثائق و ما حدث على ارض الواقع الجغرافي ان اجزاء التاريخ في هوامشه قد كتبه مزيفوا الحقائق و مروجوا الاكاذيب تحت عصا الامن الغليظة و معتقلات مات فيها كل من نبتت شفته بمعارضه.

تذكرنا زيارة الملك عبد الله الثاني الى مصر و ما تحمله من دلائل خير، و هي تعرف على انها زيارة جريئة وتحمل رؤية لمستقبل المنظقه و دور مصر التاريخي الذي حاول اخوان مصر سرقته و تدليسه و تغييره بعظماء رؤساء العالم.

زيارة الملك الحسين للرئيس عبد الناصر في حزيران

وتذكرنا تلك الزيارة الفريدة بزيارة والده المرحوم الملك الحسين رحمه الله في ايام حرب حزيران الى مصر عام 1967، و الموقف المصري الاردني متأزم و حناجر احمد سعيد و صوت العرب تدق بهتانا و ظلما في جسد الاردن العروبي، و تلقى الخطابات ضد ملك الاردن.و ايضا كان الشارع ملتهب بتيارات مماثله لما يحدث اليوم و مع ذلك كانت الزيارة الملكية الجريئة لمصر.

والقصد مع كل هذا وذاك في الشارع الاردني هب الملك الحسين بكل اباء و شموخ و روح مليئة بما املاه الله عليه من ان الجسد واحد، فيزور مصر بزيه العسكري ليقابل الرئيس عبد الناصر، و في قصر الرئاسة المصرية يٌطلب الى الملك ان ينزع سلاحه قبل مقابلة الرئيس، ثم يلتقي عبد الناصر قائلا له: الاردن و قيادته و شعبه معكم في حربكم و لن نقبل ان تنفرد اسرائيل بمصر دون جمع عربي يواجهها.

موقف اردني شهم، من ملك جريء رحمه الله، رغم ان عبد الناصر قال للملك في ذلك اللقاء، تعلم ان العلاقات سيئه و انني قادر على اعتقالك. فجاء رد الملك الحسين، قيل عن مصر ادخلوها امنين و مصر ليست من تعتقل من يمد يد العون لها يا سيادة الرئيس و لا اخشي قدري الذي هو بيد الله لا بيدك، و مع ذلك فأنا حاضر طالما ان ذلك ينقذ مصر و شعب مصر. و لقد تحدث عبد الناصر لاحقا عن جرأة الملك الحسين و عن رؤيته و مواقفه.

واليوم بنفس جريء مبن على رؤية ثاقبة للامور، يقوم الملك عبد الله بزيارة مماثلة الى مصر التى تواجه خطر احتلال اخواني من الداخل، يقوم بزيارة مليئة بالجرأة، بالحسم، وهو يعلم ان هنالك حناجر ستهاجمه، و ان هنالك من يريد ان يشعل النار في الشارع افتراءا و كذبا، كما هومضاغ اللبان، والملك يُقدر الموقف و يعلم ان دخول عرين الاسد في تلك المرحلة التى دٌفع بمصر الى التطرف و تلك المرحلة الصعبة من تاريخ مصر تحتاج الى اسود لا يرعبها قرود امريكا، و لاتخشى مضاغ اللبان.

مصر التى تحتاج الى جريء يعيد مصر العظيمة الي معسكر الاعتدال العربي وجدت الملك عبد الله الثاني، اول من زار و حمل شعله الاعتدال. الملك جاء مؤيدا لمصر الطبيعية لا لتعديل المسار كما تفوه نشطاء الاخوان، و اللذين يتحدثون عن الشرعية و التى ستأتي لاحقا في متن المقال. و زيارة الملك عبد الله الثاني لا تأتي دعما سياسيا فقط و انما دعما تلاحميا ضد كل من يحاول افساد مصر.

وبعكس من يحاول ان يظهر ان زيارة الملك متسرعة، فهي في وقتها المناسب تماما كما كانت ثورة مصر الحره و تأمين الجيش المصري بقياده الفريق اول عبد الفتاح السيسي في وقتها المناسب.

وللدلالة العلمية على موقف الثورة، فأن شرعية الرئيس مرسي تماثل علبة الطعام الفاسدة او وجبة غذا محدده الصلاحية، التي كتب عليها اربع سنوات من تاريخه، و عندما فتحت العلبة قبل انتهاء التاريخ وجد بها سوس و مسرطنات، فماذا يكون الحل؟ هل يأكلها الشعب و يتسمم، او يبقيها اربع سنوات دون ان يأكل شيئا، ام يتخلص منها و يأتي باخرى صالحة ؟.

أن ما حدث ثورة حقيقية من قلب مصر الطاهرة حماها جند الله ليدخل العالم مصر كما ورد في القرأن ادخلوها امنين .