حضور صلاة الجمعة في ظل انتشار وباء كورونا.. حكم "الأوقاف" وإرشادات "الأزهر"
عدة تحركات اتخذتها المؤسسات الدينية والأهالي بشأن صلاة الجمعة اليوم، كإجراءات احترازية لعدم نقل فيروس كورونا، الذي انتشر بعدد من دول العالم وأدى إلى وفاة العديد من المواطنين.
إجازة صلاة الجمعة بالمنزل
من ناحيتها أكدت دار الإفتاء، أن هناك مجموعة من الأسباب التي يُترخَّصُ بها لترك الجماعة في المسجد بل والجمعة، ومنها أسباب عامة؛ كالمطر الشديد والوحل الذي يُتأذى به وكذا الظلمة التي لا يُبصر بها الإنسان طريقه إلى المسجد، ومنها أسباب خاصة؛ كالمرض، والخوف على نفسه أو ماله أو أهله، وكذلك أكل ما له رائحة كريهة، وأيضًا إذا غلبه النوم، وغير ذلك من الأسباب وما يشبهها.
وأضافت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": ويدل على ذلك ما ورد في الصحيحين أن ابن عباس قال لِمُؤَذِّنِه في يوم مَطِير: «إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق».
ولا شك بأن خطر الفيروسات والأوبئة الفتاكة المنتشرة وخوف الإصابة بها أشد، خاصة مع عدم توفر دواء طبي ناجع لها، لذا فالقول بجواز الترخُّص بترك صلاة الجماعات في المساجد عند حصول الوباء ووقوعه بل وتوقعُّه أمر مقبول من جهة الشرع والعقل.
والدليل على أن الخوف والمرض من الأعذار المبيحة للتخلف عن صلاة الجماعة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه، عذر"، قالوا: وما العذر؟، قال: "خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلى" [رواه أبو داود].
صلاة الجمعة.. 10 دقائق
وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف: إن الوزارة اتخذت الكثير من الإجراءات الاحترازية من أجل الوصول بالمصلين لبر الأمان.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، أنه تم إغلاق الأضرحة ودور المناسبات وتم إغلاق دورات المياه والمراحيض وأماكن الوضوء لأن الفيروس يعيش فترات أكبر في الأماكن الرطبة.
وأردف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف أنه تم مناشدة المصلين بأن يصطحب كل منهم سجادته ليكون في منآي عن مصادر العدوى بفيروس كورونا، ونوه طايع أنه تم التشديد على تهوية المساجد وتخفيض مدة خطبة الجمعة إلى 10 دقائق وإيقاف تحفيظ القرآن وحلقات العلم.
10 نصائح بشأن صلاة الجمعة
كما نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عشر نصائح ضمن حملات التوعية والوقاية من فيروس كورونا بالتزامن مع أداء المسلمين صلاة الجمعة بالمساجد.
(1) اصطحِبْ معك إلى المسجد سجادتك الخاصّة وصلّ عليها.
(2) يجوز لك شهود الجُمُعة مرتديًا غطاء الأنف والفم (كمامة)، ويجوز لك أن تصلي الجمعة على هذه الحال بلا كراهة.
(3) يجوز لك إنْ لم تصطحب سجادتك معك إلى صلاة الجمعة أن تسجدَ على عمامتك، أو طرف ثوبك، أو كُمّك.
(4) إذا كنت تعاني من مرض في الكبد، أو الكُلَى، أو القلب، أو الصَّدر، أو تعاني من مرض مناعي كالحساسيّة المزمنة، أو تعاني من الانفلونزا، أو ارتفاع في درجة الحرارة، أو السُّعال، وضيق التَّنفس، والتهاب الحلق؛ فلا تذهب لصلاة الجمعة في المسجد، وصَلِّها في بيتك ظهرًا (أربع ركعات).
(5) لا تجب صلاة الجمعة على النِّساء ولا غير البالغين (الأطفال الصِّغار)، والأَولَى عدم ذهابهم للمساجد غدًا؛ ولتؤدِّ النِّساء ومَن يُميِّز من الأطفال الظُّهر في البيت (أربع ركعات).
(6) يجوز تعقيم المساجد بمواد كُحولِّيّة قبل الصَّلاة أو بعدها، وتصحُّ صلاة المُصلِّى وعلى بدنه أو ثوبه مَواد كُحوليِّة مُطَهِّرة.
(7) تُستحب المحافظة على التَّهوية الجيّدة للمساجد قبل صلاة الجُمعة، وأثناءها، وبعد الفراغ منها.
(8) يجوز للمصلِّين أن يتركوا مسافات بينهم وقت سماعهم الخُطبة.
(9) من أراد العطس أو السُّعال وقت سماع الخطبة أو أثناء أداء صلاتها؛ فليضع منديله، أو ثنية مرفقه على فَمِه وأنفه.
(10) يُستحبُّ لأئمّة المساجد الفضلاء أن يُقَصِّرُوا مدة خطبتهم قدر الاستطاعة، وأن يُخفِّفوا صلاتهم، وأن يبثُّوا في النَّاس اليقين في الله سبحانه، والإيجابيَّة حين مُواجهة التَّحديات، وضرورة تحمُّل المسئولية الفرديَّة والجماعيَّة، واتباع إرشادات أهل التَّخصُّص من المسئولين والأطبَّاء.
دور الأهالي بشأن صلاة الجمعة
وكان للأهالي دور في الأزمة، فعلى سبيل المثال، قام الأهالى بعدة قرى في محافظة الشرقية، بمبادرات تطهير للمساجد، كإجراء احترازي من انتشار الفيروس قبل صلاة الجمعة.
وشن شباب أهالي شبرا النخلة التابعة لمركز بلبيس، حملة لتطهير مساجد القرية، وتم نتظيم ساحات للأداء الصلاة منعا للزحام، وتطهير منشآت عامة وتجارية بالقرية، وكذا شباب قرية التليين بمركز منيا القمح، طهروا المساجد الموجودة فيها، بالاضافة الى المعهد الدينى ونقطة الشرطة والمطافئ ومركز الشباب.