حكاية أول قبطية تحصل على لقب الأم المثالية
الأمومة في أسمى صورها، رحلة كفاح ممزوجة بعطاء الأم لأبنائها بعد أن ضربت خير مثال للتضحية بجزء من جسدها لإنقاذ نجلها من الموت، وتبرعت له بكليتها، هي السيدة سعدية ثابت، أول قبطية تحصل على لقب الأم المثالية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2019.
وتقطن "سعدية" في مركز ملوي بمحافظة المنيا، وتزوجت من موظف حكومي، وأنجبت ثلاثة أطفال وأصيب زوجها بمرض الصرع عانت معه، وتحملت آلام طوال فترة العلاج التي استمرت 9 سنوات حتى توفى عام 1985.
وأصبحت هي المسئولة عن 3 أبناء الأول في الصف الأول الابتدائي والثاني 5 سنوات والثالث 3 شهور عقب وفاة زوجها، وعكفت على تربية أبنائها بمعاش زهيد 88 جنيه فقط.
وعلى الرغم من عدم استكمال تعليمها وظروف المعيشة الصعبة إلا أنها حاولت تسديد احتياجات أبنائها قدر المستطاع وعندما وصل أبناؤها للمرحلة الابتدائية، عملوا في أحد المراكز التجارية، لمساعدة والداتهم واستكمال دراستهم، فتخرجوا ثلاثة أبناء، الأول حاصل على بكالوريوس تجارة خارجية ويعمل حاليا رئيسا لقسم التسويق بإحدى الشركات، والثاني بكالوريوس فنون جميلة وتم تعيينه من أوائل الخريجين، والثالث بكالوريوس خدمة اجتماعية ويعمل أخصائي اجتماعي في الإدارة التعليمية.
وقبل 6 سنوات أصيب الابن الأكبر بفشل كلوي، ولم تتردد الأم في بيع كل ما تملك، للإنفاق على علاج نجلها، سواء بإجراء غسيل كلوي أو زرع كلى، ولم يتوقف عطاء الأم عند هذا القدر، وخاطرت بحياتها، وقررت التبرع بكليتها لابنها، وهي في سن ال 57 عاما، دون أن تهتم بخطورة الأمر على صحتها.
فكانت "سعدية" لا تعرف المستحيل، وترفض رفع الراية البيضاء لهذه الظروف الصعبة، والتي كانت تعصف بها من حين لأخر، فجاء دور أبنائها لرد الجميل، فبعثوا إلى وزارة التضامن الاجتماعي ورشحوا والدتهم للحصول على لقب الأم المثالية دون علمها، ففوجئت بحصولها على لقب الأم المثالية على الجمهورية العام الماضي.