البابا فرنسيس: الرحمة هي الهدف الحقيقي والوحيد لكل مسيرة روحية
قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إن تبادل المغفرة ليس حاضرًا في هذه الطوبى فقط ولكنّه يتكرّر أيضًا في الإنجيل، الرحمة هي جوهر الله نفسه؛ ويسوع يقول لنا: "لا تَدينوا فَلا تُدانوا، لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم. أُعْفُوا يُعْفَ عَنكم"، وتؤكّد رسالة القديس يعقوب أنَّ: "الرَّحمَة تَستَخِفّ بِالدَّينونَة".
وأضاف: ولكننا بشكل خاص نقول في صلاة الأبانا: "أَعْفِنا مِمَّا علَينا فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضًا مَن لنا عَلَيه" وهذا الطلب هو الوحيد الذي يُكرّر في النهاية: "فإِن تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أَبوكُمُ السَّماوِيّ وإِن لَم تَغفِروا لِلنَّاس لا يَغْفِرْ لكُم أَبوكُم زلاَّتِكُم"..
جاء ذلك خلال عظته الإسبوعية التي القاها إلى المؤمنين عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلا من اللقاء التقليدي معهم في ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا.
وأضاف " فرنسيس"، أن هناك أمران لا يمكن فصلهما المغفرة التي نمنحها والمغفرة التي ننالها، لكنَّ العديد من الأشخاص يعيشون في صعوبة ولا يمكنهم أن يغفروا، وغالبًا ما يكون الشر الذي نتعرّض له كبيرًا لدرجة أن المغفرة قد تبدو كمن يصعد جبلًا عاليًا لأنها تتطلّب جهدًا كبيرًا.
وتابع: إن واقع تبادل الرحمة يشير إلى أننا بحاجة لكي نقلب وجهة النظر رأسًا على عقب، ولكن لا يمكننا القيام بذلك وحدنا: نحن بحاجة لرحمة الله وعلينا أن نطلبها. في الواقع إن كانت الطوبى الخامسة تعدنا بأننا سنجد الرحمة ونحن في صلاة الأبانا نطلب مغفرة الخطايا فهذا الأمر يعني بأننا خطأة ونحن بحاجة للرحمة.
وأكمل قائلًا: إنَّ كل شخص يعرف بأنه ليس الأب أو الأم الذي ينبغي عليه أن يكونه، أو الزوج أو الزوجة أو الأخ أو الأخت الذي ينبغي عليه أن يكونه، مؤكدًا أن جميعنا نملك نقصًا في حياتنا ونحتاج جميعًا للرحمة. نعرف أنّه، حتى وإن لم نرتكب الشرّ، هناك على الدوام نقص في الخير الذي من الممكن أن نقوم به، مضيفًا: إنَّ ضعفنا هذا هو الذي سيصبح القوّة للمغفرة! نحن خطأة وإن كان، كما سمعنا في البداية، سيُكالُ لَنا بِما نكيل، فسيناسبنا إذًا أن نوسِّع المكيال ونغفر الخطايا ونسامح. على كل فرد منا أن يتذكّر أنّه بحاجة للمغفرة والصبر؛ وهذا هو سرّ الرحمة: يُغفر لنا عندما نغفر. لذلك يسبقنا الله ويغفر لنا أولًا، وعندما ننال مغفرته نصبح قادرين بدورنا على أن نغفر.، هكذا يصبح بؤسنا ونقصنا في العدالة مناسبة للانفتاح على ملكوت السماوات وعلى مكيال أكبر، مكيال الله الذي هو رحمة.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي، قائلًا: رحمة الله هي حريتنا وسعادتنا. نحن نعيش من الرحمة ولا يمكننا أن نسمح أن نبقى من دون رحمة: إنها الهواء الذي نتنفّسه. نحن فقراء جدًّا لكي نضع شروطًا، نحن بحاجة لأن نغفر لأننا بحاجة لأن يُغفر لنا.