قاضي بمجلس الدولة: دول الإرهاب تستعين بالعلماء لترويج الشائعات
شهدت مصر بل والعالم أجمع، أحداث لم تشهد مثلها منذ فتره كبيرة، ولا سيم آخرها انتشار فيروس كورونا المستجد، الشبح الذي أرعب المصريين وجميع سكان الأرض، واستغله البعض لمصالحه الخاصة، وقام بالترويج للعديد من الشائعات.
الدكتور محمد خفاجي القاضي بمجلس الدولة ونائب رئيس مجلس الدولة، أكد على أهمية تكاتف وسائل الإعلام لتنمية الوعي العام المعرفى والنقدى لدي المواطنين، ويعمل على تحصينهم ضد وباء الشائعات.
وتابع، خفاجي في تصريحات صحفية، أن الدول راعية الإرهاب تستعين بعلماء النفس وخبراء الاجتماع حتى تحقق الشائعات أهدافها، وتؤثر علي القوى المعنوية للشعوب، واستغلال ضعف الوعي واستعداد البعض للانقياد والانسياق، ويجب تبنى استراتيجية موجهة لنشر ثقافة النقد الموضوعى، لأن مروجو الشائعات يستغلون بعض القصور في أداء الخدمات أو المسئولين فينشرون الشائعة المغرضة لغضب المواطنين.
وأشار إلي أن الجماعات الإرهابية، استخدمت الشبكات الاجتماعية كمنصة إعلامية جديدة بعد فشلهم في المنصات الإعلامية التقليدية.
وقال الدكتور محمد خفاجي، إن نشر المعلومات من قنوات الاتصال الرسمية في الوزارات والمصالح الحكومية يقضى على الشائعات، المعلومات والبيانات والإحصاءات ملك للشعب وهو حق دستورى بموجب المادة 68 من الدستور والإفصاح عنها من مصادرها المختلفة حق تكفله الدولة لكل مواطن، وتلتزم الدولة بتوفيرها وإتاحتها للمواطنين بشفافية.
ويضيف أنه في بعض الأحداث قد لا تقدم الدولة المعلومات الكافية في حينها أو تحجب بعض الوقت أو التقطير فيها لأى سبب، وفي هذه الحالة يفقد المسئولون قدرتهم على القيام بوظيفتهم على الوجه الأمثل وينجم عنه خللا وظيفيا في البناء الاجتماعي، نتيجة غياب توفير المعلومة التي تفسر الوقائع محل الشائعة .
ونوه إلى ضرورة تكاتف وسائل الإعلام لتنمية الوعي العام المعرفى والنقدى يعمل على تحصينه ضد وباء الشائعات، فهو من الأمور المسلمة للحفاظ على المجتمعات من التدهور والانهيار، فيقومون بعرض الحقائق في حينها وقبل استفحالها، وبقصد تدعيم روابط الثقة بين المواطنين والدولة وتنمية الوعي العام والعمل على تحصينه ضد وباء الشائعات، ومصر ذاخرة بالكفاءات الإعلامية القادرة على القيام بهذا الدور المهنى والوطنى.
وأردف، أن هذا يتطلب تتتبع أثر الشائعة والوصول إلي جذورها بعد توفير البيانات الصحيحة من الوزارات المختلفة والمصالح لحكومية، واستضافة أهل العلم والخبرة للعمل على رفع مستوى الأفراد الثقافي والمعرفي والنقدى لأن الشائعة لا تجد مصيرها سوى لروادها الذين يتصفون بالإيحاء السريع.
وأشار القاضي بمجلس الدولة، إلى أنه يجب التمعن في أن الشائعة ليست من صنع شخص وحيد يحتكرها بمفرده، وإنما يتشارك في بثها ونشرها مجموعة من الأشخاص، وأن الدورة الزمنية لبقاء الشائعة على قيد التواصل ترتبط بمدي أهميتها لأفراد المجتمع أو قطاع كبير منهم خاصة في حالات الكوارث الطبيعية والأوبئة والأمراض المعدية مثل وباء كورونا يدفع الناس إلي تناوله في أنشطتهم اليومية وأغلبهم يعتمد فى الشائعة على الفزع والرعب فى قلوب الناس.
وقال "خفاج"، إن التصدي للشائعات ليس بالأمر الهين واُنادى بإنشاء مجلس قومى متخصص للمواجهة الوقائية للشائعات، لذا أنادى بإنشاء مجلس قومى متخصص للمواجهة الوقائية للشائعات من عناصر متنوعة من عدة أجهزة ذات الصلة تمتاز بالخبرة والذكاء للتعامل المجتمعى في جميع المجالات التى تتصل بمصالح الدولة العليا، وتكون مهمته رصد الشائعات في وقت بثها أو قبيل بثها من كافة وجوهها الشكلية والموضوعية وبيان مصادرها الأصلية والمتتابعة ثم يتولى تحليلها من عدة جوانب أهمها مصادر بثها وتحديد أسبابها ودوافعها والغرض منها وجمهور المخاطبين بها، ثم عرض سبل مواجهتها لوأدها في مهدها بالحقائق والأدلة والبراهين ثم كشف الحقيقة أمام الرأي العام.
وتابع، أنه من الخطورة أن يلتقى الجهلاء مع مروجي الشائعات لأنه بجهلهم يتحولون إلي مروجين للشائعة عن طريق انقيادهم للمروجين الأصليين، لأن الشائعات تتصف بالتغير والإضافة فالشائعة بطبيعتها تتصف بالديناميكية، فموضوعات الشائعة يتم تغييرها لتصبح أكثر إثارة في كل مرة تنتقل من فرد إلي أخر حسبما يضيف من خيالاته وأغراضه.
واستكمل خفاجي، أنه يجب أن نقتضى ثقافة تبنى استراتيجية موجهة لزيادة وعي أفراد المجتمع والعمل على نشر ثقافة النقد الموضوعى فيما بينهم بالالتزام بالموضوعية وآداب الحوار واحترام الرأى والرأي الأخر، للوصول إلى خلق جمهور واع ومحلل وناقد بموضوعية وشفافية، مع ملاحظة تعلق بالعلاقة الطردية بين الشائعة ونسبة انتشارها.
واستكمل القاضي بمجلس الدولة، إذ تقوم الشائعة على عنصرين هما الأهمية والغموض، فكلما زادت الأهمية وكان الخبر مثيرًا للجدل وشديد الغموض انتشرت الشائعة في المجتمع حتى ولو كان المجتمع أكثر وعيا مما يتطلب إيضاح الحقائق في الوقت المناسب حول الموضوعات الهامة محل الشائعة.