في ذكرى وفاته.. قصة "البابا شنودة" مع العمل الصحفي
تٌحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الثلاثاء، الذكرى الثامنة علي رحيل الصحفي البابا الرحل شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية الـ 117.
ويعد البابا شنودة هو أحد أعضاء نقابة الصحفيين المصرية، الذي قيد في جدول المنتسبين برقم 159، بتاريخ 263 1966، قبل تنصيبه بطريركًا علي الكنيسة بـ 5 سنوات، باعتباره رئيسًا لتحرير مجلتي مدارس الأحد والكرازة.
بدايته في العمل الصحفي:
بدأ "البابا شنودة الثالث، عمله في الصحافة منذ عام 1947 عند صدور العدد الأول لمجلة "مدارس الأحد"، المجلة الناطقة بأسم الكنيسة القبطية، حيث عمل مديرًا، ثم رئيسًا لتحريرها حتى عام 1954، كتب خلالها أكثر من 150 مقالًا بالإضافة إلى 25 قصيدة شعرية، كانت كلها تعبر عما يجيش في صدره من سعى لإصلاح الكنيسة والاهتمام بالمشاكل الروحية للشباب وواجبات الخادم في مدارس الأحد، واكتسبت مقالاته بعنوان "انطلاق الروح" شهرة واسعة مما شجعه على جمعها في أول كتاب لقداسته.
البابا الصحفي:
ويصفه القس بولس حليم، المتحدث الرسمي بأسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن البابا شنودة الثالث، كان كاتبًا متميزا وعضوا بنقابة الصحفيين، أصدر حوالي ١٤٠ كتابا تقريبا، إضافة إلى عدد كبير من الحوارات الصحفية والتليفزيونية وآلاف من المقالات سواء في المجلات الكنسية او الجرائد والمجلات المصرية والعالمية.
وأوضح " حليم" لبوابة الفجر"، أن البابا شنوددة كان أسلوبه في الكتابة سهل وممتنع، فهو يفهمه الانسان البسيط ويشبع بعمقه الانسان المثقف.
وأكد أن كتاباته وتعاليمه قد صارت تُضئ المسكونة كلها فقد تتلمذ الكثيرين علي عظاته وكتاباته، وقد اثري الانسانية بمفاهيم وقيم إنسانية حية حتي اليوم في فكر وقلوب الناس وجاءت عمق هذه التعاليم لانها لم تكن تعاليم نظرية بل تعاليم حية فقد عاشها قبل ان يعلم بها، ولذلك دعي بحق معلم الأجيال وذهبي الفم الثاني.
ويقول الكاتب والمفكر كمال زاخر، إنه كان صاحب جملة متفردة تجمع بين المعلومة والرسالة الموجهة، ونجح فى توظيف الصحافة لخدمة معاركه حين كان علمانيا على صفحات مجلة مدارس الأحد (1948 ـ 1954) أو أسقفًا على صفحات مجلة الكرازة فى اصدارها الأول (1966 ـ 1971) أو بطريركًا على صفحات مجلة الكرازة فى إصدارها الثانى حتى رحيله ونياحته في 17 مارس 2012.
وأضاف " زاخر" لبوابة الفجر، أن البابا الراحل قد حرص على أن يتواصل مع جمهوره عبر المجلة واجتماع الجمعة والذى تحول الى اجتماع الاربعاء بعد خروجه من التحفظ وابتكر فقرة الاسئلة التى تسبق المحاضرة وكانت بمثابة مصدر للأخبار عبر الرسائل التى كانت تتضمنها. لم يكن هناك تعارض بين اهتمامه بالبعد الصحفى وادارة البطريركية بل كانت الصحافة جزء من منهجه فى الادارة.
علاقته مع نقابة الصحفيين:
قال يحيي قلاش، نقيب الصحفيين السابق، إن البابا شنودة هو علاقته بالنقابة ومجلسها علاقة جيدة ووثيقة واحد الاعضاء المقيدين في جدول المنتسبين، وكان له كتابات بصفة منتظمة في جريدة وطني الاسبوعية.
وأوضح" قلاش" لبوابة الفجر، أن البابا القى محاضرة مهمة في عام 1985 عقب عودته بعد قرارات السادات الاخيرة داخل نقابة الصحفيين بحضور لفيف من نجوم الصحافة والاعلام وقتها، بالاضافة انه كان حريص بتنظيم لقاء سنوي لاعضاء مجلس النقابة وعدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية واستضافتهم في دير الانبا بيشوي بوادي النطرون، مضيفًا بأنه له علاقات كبيرة مع رموز قيادات بازرة في الصحافة والاعلام، وكان يدلي بأراء وكان لديه سعت صدر ولم يحجم عن اي رأي، فيما إنه كان حريص في القضايا العامة، وكنا كأعضاء صحفيين نسعد بهذا وهو ايضًا كان يتبادل معنا نفس الشعور.
موقفة الوطني ضد التطبيع:
وأضاف "قلاش" أنه كان شخصية مرحة وجاذبة وسرعة البديهة، فضلًا علي إنه كان صاحب مواقف وطنية في قضية التطبيع وهذا موقف يٌحسب له وكان مؤيد لقرار الجمعية العمومية للصحفيين بعدم التطبيع مع إسرائيل إلا بعد تحرير كل الأراضي المحتلة في فلسطين، مؤكدًا بأنه شخصية هامة وله صاحب موقف ويحظى بقيادة الشعب القبطي بطريقة غير مسبوقة، لكنه يحتل مكانه كبيرة عند الاقباط والمصريين.