مينا صلاح يكتب: "الجارديان".. ليلة سقوط العاهرة في مصر
هؤلاء الذين اعتادت أقلامهم على تزييف الحقائق، واحتراف طمس ملامحها، لا يحترمون قارئا بسيطا، له أبسط الحقوق في الحياة، ألا وهو الحق في المعرفة، يستغلون محدودية شعوب العالم الثالث، في تلقي المعلومات، ببجاحة شديدة، ضاربين بالأعراف الدولية والمهنية عرض الحائط، في حملات ممنهجة ومدروسة، لاستهداف استقرار مصر على وجه التحديد.
الجارديان البريطانية، هي الذراع الإعلامي المأجور، الذي يبيع المهنية بـ استرليني على أرصفة لندن، مقابل تلفيق الأكاذيب، فهي لا تصنف صحيفة صفراء على الإطلاق، بل صحيفة محترفة في التعاطي الإعلامي الرمادي لقضايا تهم دول بعينها، مادامت لا تتسق مع مصالح بعينها أيضًا، وفق حملات مدفوعة تنشر بغلاف مهني براق.
اعتمدت الجارديان، على السمعة التي كانت تحظى بها سابقًا من مهنية،
فشنت من خلالها حروبًا شعواء لتشتيت الشعب المصري، والعصف باقتصاد الدولة، منذ
2011، وحتى الآن، لم تجني منه إلا فقدان المصداقية.
مارست الصحيفة البريطانية، الدعارة المهنية، باللعب على وتر مقطوع كان
يتوجب عليها ألا تعزف عليه، وهو الوقيعة بين شعب مصر وجيشها العظيم، بنشرها
تقريرًا، منسوبا لمصدر مجهول أدعت أنه ضابطًا بالقوات المسلحة، يتهم المجلس
العسكري بالافتراءات ويدعو الشعب للنزول، ولما طالبت مصر بتحقيق موسع أنكرت
الجارديان تصريحات الضابط جملة وتفصيلا!
بدأت الجارديان حملتها المشبوهة، مبكرًا بإدعائها أن ثروة
الرئيس الأسبق حسني مبارك 70 مليار دولار، لإحداث بلبلة تعكس مزاعم سرقة المال
العام، الأمر الذي كذبته جهات التحقيق المصرية بالدلائل، لتخرج بعدها الصحيفة
معتذرة.
شنت حملة ممنهجة، على ثورة 30 يونيو ووصفتها بالانقلاب،
ونشرت تقريرًا أدعت فيه تحكم الجيش بنسبة 90% من اقتصاد مصر، الأمر الذي يقبله
عقل، والتساؤل هنا هل رجال الأعمال والمستثمرين، الذين يضخون مليارات في السوق
المصري، ضباط، ولم تكن إلا محاولة لإحداث الوقيعة بين الشعب وجيشه، متناسية أن جيش
مصر شعب وشعب مصر جيش، وباءت المحاولة بالفشل.
صحيفة الجارديان لم تكف عن ممارسة هوايتها في نشر
الأكاذيب، فبعد نجاح ثورة 30 يونيو نشرت خبرا مفاده أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعان
بتوني بلير رئيس الحكومة البريطانية السابق وقتها، بالعمل مستشارا لدي مصر، الأمر
الذي نفاه المتحدث الرسمي باسم بلير واصفا إياه بالسخافة.
في 2014، أدعت الصحيفة أن أمل علم الدين زوجة الفنان جورج
كلوني، تعرضت للتهديدات من مسؤولين بارزين مصريين، بسبب مساندتها لصحفيين قناة الجزيرة
(خلية الماريوت)، الأمر الذي كذبته علم الدين جملة وتفصيلًا ووضع الصحيفة في مأزق
لم تهرب منه سوى باعتذار لا يذكر حملت أسباب إخفاقها في نشر المعلومات الكاذبة
للصحفي.
في الـ 27 من مايو
عام ٢٠١٦ نشرت الصحيفة البريطانية، مقالًا اعترفت فيه بفبركة مراسلها جوزيف مايتون، بالقاهرة للأحداث وتلفيق روايات غير
صحيحة عن مصر، والتي تضمنت 13 تقريرا مفبركا عن الأوضاع في مصر، تم نشرهم على مدار
سنوات ماضية.
في الـ 25 من مايو ٢٠١٧، استنكرت الجريدة إغلاق مصر لعدد
من المواقع التى تحرض على الإرهاب، في إشارة واضحة هنا لصفة ممول الحملة الممنهجة
آنذك، ولم تشير خلال موضوعها عن العنف والكراهية والدعوة للإرهاب التي مارستها تلك
المواقع.
لعبت أيضًا الجارديان على إشعال الفتنة الطائفية في مصر، من خلال نشرها
لتقريرًا في 28 مايو ٢٠١٧، أرادت من خلاله تمزيق وحدة وصف المصريين، حيث
لقنها الشعب درسًا بحروف من ذهب، في أخلص معاني الوفاء وقتها.
7 سبتمبر ٢٠١٧، كانت حيلة الصحفة البريطانية، لتهييج
المجتمع الدولي ضد مصر، مستعينة ببعض المنظمات الحقوقية، حيث نشرت تقريرًا ادعت فيه
وجود انتهاكات ضد السجناء، حيث نشر باتريك كينجسلي، مراسل الجارديان في مصر،
تقريرًا قال فيه إن هناك أكثر من 16 ألف سجين سياسي يتم تعذيبهم في سجن العزولي يوميا،
حيث نشرت أسماء، لما أسمهتم بالمختفين قسريًا، والذين كشف القدر عن فضحها على مرأى
ومسمع المجتمع الدولي، بأن الأسماء التي نشرتها لإرهابيين فروا إلى سوريا والعراق
للقتال في صفوف داعش، ولقى بعضهم حتفه جراء عمليات عسكرية، وأن مصر لا علاقة لها
بهم.
وفي 18 من سبتمبر ٢٠١٧ هاجمت مصر، مدعية اختطاف الأمن لأحد
المحامين وتعذيبه بأحد أقسام الشرطة.
ولما باتت تفقد الجارديان حيلتها، لجأت في 8 أكتوبر ٢٠١٧، لنشر مقالًا تدافع فيه عن مثليى الجنس فى مصر وتستنكر ضبطهم.
لم تلتفت مصر إلى هذه المهاترات، واكتفت بالرد عليها، من خلال القنوات
الشرعية، ماضية في طريقها نحو تحقيق الإصلاح الاقتصادي، الذي لم ترسى سفنه على
رياح ممولي الجارديان، فنشرت في 3 نوفمبر
٢٠١٧، تقريرا هاجمت فيه الإصلاحات الاقتصادية فى مصر، مدعية فشلها، وها قد أثبتتها الأيام.
وها قد مرت الأيام، لتخرج عليها بوجهها القبيح، بخبر
يثير الذعر والبلبة، في مرحلة هي الأصعب من تاريخ العالم ككل لا مصر فقط، بإعلانها
أن هناك 19 ألف حالة مصابة بكورونا في مصر، وأن السلطات تتكتم عليهم، مستندة إلى
تقرير منسوب لباحث بمركز أبحاث كندي، مدعوم بتصريح عبر تويتر لمدير مكتب نيويورك تايمز
بالقاهرة، الأمر الذي كذبته الحكومة جملة وتفصيلًا، وأثار نوبة ضحك وسخرية عارمة
بين صفوف المصريين، ولكن على ضفاف ميديا المتآمرين كان النواح والصراخ والهجوم، لا
يوصف إلا بحد الجنون، بين صراخ عبر الشاشات، وحملات عبر السوشيال ميديا، ولكنها
فشلت أيضًا، في بث الخوف في نفوس المصريين.
الجارديان هي عصا الشر التي يحاول من يستأجرها، ضرب وطننا زورًا وكذبًا، ولكن عزيمة المصريين كانت وظلت وستظل دوما حصنًا منيعا، في
معركة الوعي التي دومًا ننتصر فيها، فكلما زاد استقرارنا، كلما زاد جنونهم وفقد من
يمولهم صوابه.
لم تلتفت الصحيفة إلى ما وصلت إليه الأوضاع في بريطانيا
جراء فيروس كورونا، أو إيطاليا أو الصين، أو الولايات المتحدة ولكنها اكتفت فقط
كعادتها بتسليط ضوء العهر الإعلامي، على الدولة المصرية، على الرغم من إشادة منظمة
الصحة العالمية بالإجراءات التي تتخذها مصر من الحد لانتشار الوباء، وحملات
التوعية والدعم التي تقدمها كافة أجهزة الدولة، في محاولة بائسة للوقيعة.
حمى الله مصر من كل مكروه.