رؤساء مصر والمطبخ الريفى المحمر والمشمر يعنى أنت مصري
شهيرة النجار
عبدالناصر.. الخضار المطبوخ.. السادات.. البط والفطير.. ومبارك.. الأرز المعمر والملوخية
لم أتوقع ردود الأفعال التى وصلتنى حول حوارى العدد الماضى مع أقدم وزير وأقدم محافظ فى عهد الرئيس الأسبق مبارك وكل الشكر لمن اتصل أو أرسل لى رسائل ولكن أقول إننى أكتب من أجل قارئى العزيز الذى يبحث عما أكتبه فهو يستحق الكثير منى، توقف أحدهم حول تصريح معالى المستشار عدلى حسين أن الرئيس الراحل كان يحب الأكل الريفى مثل الأرز المعمر والفطير والعسل الأسود وقال إن المطبخ الريفى والمصرى غير المخلط بالمطبخ التركى العثمانى أو الإيطالى أو اليونانى بحكم علاقة المصريين بكل أصحاب تلك الثقافات التى عاشت على أرض مصر فإن المطبخ المصرى أفضل أنواع الطعام وأشهاها مثل الحمام المحشى والرقاق باللحم المفروم والمحشى والممبار والبط والملوخية والبامية لماذا نسمى هذه الأطعمة تحديدا؟ لأن رؤساء مصر السابقين كانوا يعشقون تلك الأصناف فكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لا يفضل إلا تناول الجبن الأبيض المصرى الريفى ولكن بأيادى يونانية مع الخبز الأبيض أما الغداء فكان الخضار المطبوخ باللحم والأرز الأبيض وكان الرئيس الراحل أنور السادات يعشق البط والفطير والعسل وكثيرا ما كان يصرح فى حواراته التليفزيونية ولقاءاته أنه لا يعترف بالمناسبات إلا مع الطعام الريفى وأن المناسبات الدينية فى مصر مرتبطة بأصناف معينة من الطعام مثل فى نصف شعبان رقاق وبط وفى عيد الفطر الفسيخ طعام القدماء المصريين، وعيد الأضحى فتة وبحكم أن الرئيس الراحل السادات كان من أصول ريفية فكان بالطبع يميل للطعام الريفى لكن كان فى ذات الوقت يحافظ على رشاقته وقوامه فكان له يوم فى الأسبوع يتناول الطعام المصرى الأصيل أما الرئيس الراحل مبارك فهو أيضا بحكم ريفيته وجذوره من محافظة تعد من معاقل الطعام الريفى فى مصر وهي المنوفية وبحكم أن الطعام الريفى أشهى وألذ فكان يميل له وقصة عشقه الدائم للطعام الريفى بحكم أنه أيضا مرتبط بنظام غذائى حتى لا يزيد وزنه كما أنه غالبية وقت حكمه كان إما داعيا أو مدعوا من قبل حكام ومسئولى العالم على موائد فيها الطعام المعتاد مشويات وسلاطة بتشكيلاتها.
فالنفس دائما تهفو إلى ما تمنع منه وتميل إليه وهكذا كان مبارك وحدثنى محدثى أن ما كتبه أحد رؤساء تحرير الصحف القومية وقت حكم مبارك مبالغا أن الرئيس مبارك رجل مصرى مثلنا يأكل المحشى والممبار ويعشق الملوخية والفتة، هذا الكاتب الذى بالبلدى جه يكحلها عماها فهو كان يريد توصيل رسالة أن الرئيس مبارك شعبى وابن بلد وزيه زينا ونسى بل تناسى هذا الكاتب أن هذا الطعام هو أفخر وأشهى أنواع الطعام التى تقدم فى الفنادق والبيوتات الفاخرة وتحول هذا المقال لنكتة تندر بها الجميع بل أطلق عليه المقال المسخرة، الرئيس زينا بياكل ملوخية ومحشى وهو فيه أحلى من كدا أحلى من الحمام والبط والأرز المعمر والممبار هذا ما نطلق عليه (المحمر والمشمر) فطبيعى أن من يعيش فى أرض مصر والذى تربى فى ثقافتها يميل ويعشق هذه الأطعمة إذا كان الغير مصرى عندما يتناول المطبخ المصرى يعشقه فالمطبخ المصرى له أكلات يطلق عليها الأطعمة الشهوانية يعنى لما تهف عليك هتأكلها وهى الكشرى والفول والطعمية والمحشى والفسيخ والرنجة فإذا لم يحب رئيس دولة مصر هذه الأطعمة فهو ينفى عنه مصريته (جه يكحلها عماها)، حتى إن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بداية حكمه عندما كان يدعو الكتاب والمسئولين فى قصر عابدين كان يدعوهم على تناول سندوتشات الفول والطعمية من أشهر أنواع الإفطار التى يمكن لمصرى أن يتناولها وهى مينو أصيل فى فنادق مصر ذات السبعة نجوم وكل فنادق الدول العربية صحيح فيه ناس تفضل الكوراسون والشاى وآخرون الكورنافيلكس باللبن وغيرهم الفواكه المجففة أو الجبن لكن يظل طبق الفول والطعمية والجبن والبيض هى ملوك الإفطار فى العالم، والمطبخ المصرى استوعب كل أنواع الأطعمة العالمية وأضفى عليها من مطبخه لذا نكهة الأسماء الشهيرة للأطعمة العالمية بمذاق مصرى الديك الرومى محشو أرز والمكرونة الباستا عملناها باشميل، وصينية المسقعة المحشو صنوبر ولحم مقطع أو مفروم طبيعى لكن نفاق الحاكم بإثبات ما هو ثابت عنده يعطى نتيجة عكسية فرجال العسكرية المصرية تربوا على أنظمة الطعام المصرى الأصيل وإثباته بالتطبيل خسارة وسحب من رصيد الحاكم وقانا الله وإياكم شر المطبلاتية.